نظرية الفيلم الهولليوودى

( الجزء الثانى )

Hollywood Film Theory

(Part II)

 

| Part I | Part II |

 

NEW: [Last Minor or Link Updates: Friday, November 05, 2010].

 

Katharine Hepburn

 June 29, 2003: The woman who refused to be an ‘Adam’s rib!’

 

 

 

 

In Part I

 March 4, 2003: Hollywood’s greatest year since the greatest of them all, year 1946. Movies dramatically thrive almost everywhere inside and outside the U.S. It’s depression time again, friend!

 June 11, 2002: Hollywood movies dramatically shrink almost everywhere outside the U.S. This might not be a so bad symptom. The whole planet just became a ‘Hollyworld!’

Sherry Lansing

 November 11, 2001: Hollywood enlists in the war against terrorism, but supposedly not a war  against Islam. How would the ever-secular industry handle this GOP condition?

 October 23, 2000: A whole new page on Sex and Religion!

 December 2, 1999: The famous and extremely controversial Hollywood Film Theory study is posted here as the first dedicated Arabic columnist page on the Web. Our publishing project under motto Think Internet! is born.

 

ê Please wait until the rest of page downloads ê

 

’ منذ أن نلت حريتى لم أصنع سوى أسوأ أفلامى ‘

چون هيوستون

‘Not what man knows but what man feels, concerns art. All else is science.’

Actually, I owe John Carpenter for the introduction to the whole concept as quoted in a late 1998s or an early 1990s yearbook that movies are about emotions not thoughts Bernard Berenson (1897) è

‘Director should be invisible’

Speech in BBC re-broadcasted in part on his death 20020328 Billy Wilder

’ بعد السينما الصامتة ، لا يوجد جديد ‘

غالبا فى أحد الكتب السنوية لأواخر الثمانينيات أو أوائل التسعينيات والمؤكد أنها بدون حيثيات ستانلى كيوبريك

 هذه الورقة ميكروسوفت مكروسوفت كيوبريك كوبريك افلام الافلام فيديو الفيديو فديو الفديو تلفزيون التلفزيون تليفزيون التليفزيون تليفزيونى التليفزيونى تلفزيونى التلفزيونى تليفزيوني التليفزيوني تليفزيونية التليفزيونية تلفزيونية التلفزيونية بقلم الكاتب مدحت محفوظ قدمت فى افتتاح احتفالات المجلس الأعلى للثقافة بمصر بمئوية السينما من 23-29 ديسمبر 1995 ، حيث ظهرت بعيد ذلك فى صدر الكتاب التذكارى للمناسبة . ثم أعيد تقديمها فى يوم السينما الأميركية فى برنامج دراسات ووثائق فى مهرجان القاهرة السينمائى فى 9 ديسيمبر 1996 . ونشرت بعد تنقيح شامل فى التوضيبة الثانية من كتاب ’ دليل الأفلام ‘ أغسطس 1998 .

 

 فى 2 ديسيمبر 1999 وتحت شعار رمزى اخترنا له اسم Think Internet! رئى وضعها فى الموقع -بعد تنقيحات إضافية ، لتكون فاتحة للمقالات السينمائية النقدية والتنظيرية باللغة العربية على شبكة الإنترنيت ، بل وأول صفحة عمود رأى إطلاقا عليها باللغة العربية . يفترض أن تصبح فاتحة لمواد أخرى تخص مختلف القضايا الفكرية والاجتماعية المطروحة عربيا وعالميا . تابع ما يضاف من صفحات جديدة تحت مسمى Views والتى ستظهر تباعا .

[ تحديث : بعد شهر : آخر ديسيمبر 1999 : انتهينا من وضع الصفحات الثلاث المنشودة لشهر Think Internet! ، وهى هولليوود ، التقنية ، الثقافة . نأمل أن تكون قد زرتها جميعا . كذلك يوجد عرض موجز لمحتوياتها ومصادرها فى مثل هذا المكان من الصفحة المذكورة أخيرا ] .

 [ تحديث : بعد عام : 2 ديسيمبر 2000 : عدد الصفحات وصل إلى 7 صفحات تحوى 50 ألف كلمة . الصفحات بترتيب ظهورها هولليوود ، التقنية ، الثقافة ، الصناعة ، الرقابة ، الليبرالية ، ما بعد‑الإنسان . يمكنك زيارة ما تم إبراده اليوم بالأخص فى هذه المناسبة ] .

[ تحديث : بعد عامين : 2 ديسيمبر 2001 : عدد الصفحات وصل إلى 14 صفحة هى بترتيب ظهورها هولليوود ، التقنية ، الثقافة ، الصناعة ، الرقابة ، الليبرالية ، ما بعد‑الإنسان ، الجنس ، الإبادة ، الجلوبة ، الفن الجماهيرى ، سينما ما بعد‑الإنسان ، سپتمبر ، الحضارة .

عدد كلمات هذه الصفحات بلغ صباح اليوم 140 ألف كلمة ، أو ما يوازى كتابا من خمسمائة صفحة . ولعل الملخص الذى أبرد لاحقا هذا الشهر بمناسبة انتهاء المائة يوم الأولى على حرب 11 سپتمبر يعطيك لمحة عن الحمية الكبيرة التى دبت فى صفحات الرأى هذا العام وبالذات فى الشهور الأخيرة ] .

الجزء الثانى من هذه الصفحة افتتح فى 29 يونيو 2003 لأسباب تتعلق بأحجام الصفحات .

ونحن نرحب بكافة المساهمات من تعليقات أو أخبار من زوار الموقع من خلال المساهمة المباشرة فى لوحة الرسائل إضافة أو قراءة أو بالكتابة عبر البريد الإليكترونى .

 

 

 

الجديد ( تابع جزء 1 ) :

 

Katharine Hepburn and Spencer Tracy in Woman of the Year (1942) Directed by George Stevens.

Woman of All Years!

 29 يونيو 2003 : ورحلت اليوم الأسطورة كاثرين هيپورن ، عن ستة وتسعين عاما ، وحياة فنية مسرحية وسينمائية تمتد خمسة وسبعين عاما بالضبط ، استمرت منذ كانت طفلة شبه محترفة وحتى تسعة أعوام خلت فقط بثلاثة أفلام تليڤزيونية وسينمائية عام 1994 .

Katharine Hepburn, publicity photo for The Philadelphia Story (1940).

The Woman Who Refused to Be an ‘Adam’s Rib!’

فتاة النيو إنجلاند التى ترعرعت فى بيئة شديدة التشجيع على استقلالية الفتاة واعتمادها على ذاتها ( أمها كانت من الدعاة الأوليات لتحديد النسل ) . تقول الأسطورة إنها رحلت يوم إعلان نتيجة إنهائها لتعليمها بالضبط ، لتلتحق بفرقة مسرحية فى بوستون ، وهو ليس مما درست ، إنما هو هوايتها التى مارستها بمستوى أقرب للاحتراف تظهر على مسارح فرق الكليات الجامعية وهى بعد فى الثانية عشر . ثم لسرعان ما تصبح فتاة برودواى الموهوبة لكن المشاكسة وشديدة الإزعاج لكل من يستأجرها . الأسطورة التالية أن عرضت عليها آر كيه أو عقدا سينمائيا ، فلم تهتم وطلبت رقما خرافيا استخفافا منها به ، فإذا بآر كيه أو توافق ! الأسطورة الثالثة قصة حبها الخالدة مع سپنسر تريسى .

إذا كان بين كل الثنائيات السينمائية ثنائى واحد يطلق عليه لقب أسطورة فهو بلا شك الثنائى سپنسر تريسى - كاثرين هيپورن . قصة زمالة فنية وصداقة بلا زواج استمرت 25 سنة بالظبط منذ أول لقاء لهما حتى رحيل تريسى ، أى من سنة 1942 حتى 1967 . وعاشت هيپورن على ذكرى تريسى حتى صباح اليوم . اللقاء الأول كان بفيلم ‘ امرأة العام ’ واستمر بعده فى ثمانية أفلام أخرى تعتبر من أعظم الأفلام الكوميدية الراقية : حامل الشعلة ، بدون حب ، بحر العشب ، حالة الاتحاد ، ضلع آدم ، پات ومايك ، طقم المكتب ، وأخيرا خمن من القادم للعشاء الذى كان آخر أفلام تريسى . هذه السلسلة ( ربما باستثناء الأخير شديد الجدية ) ، أعادت تعريف ما يسمى كوميديا الكرة الملولبة screwball . منذ أرسى إرنست لوبيتش خطوطها العامة ، والمقصود هو الإيحاء العام بأن أى شىء غير متوقع يمكن أن يحدث . ولعل أدق توصيف لبنية الحكى فيها ، أنها تدور حول أناس راقين يأتون بأفعال غير راقية . غالبا كانا زوجين متحابان لكن حياتهما حافلة بالنقار أو ما يسمى ’ حرب الجنسين ‘ . عادة أصولهما الاجتماعية مختلفة . هى أرستقراطية وهو من الطبقة العاملة . تعليمهما مختلف حتى أسلوبهما فى التمثيل مختلف . لكن ورغم أن تريسى كان متزوجا ومنفصلا عن زوجته لم تجرؤ الصحافة مرة واحدة على التدخل فى الحياة الخاصة للنجمين احتراما لمكانتهما العظيمة كممثلين ولأن قصة حبهما كانت رومانسية جدا وجميلة جدا ويعتز بها الجميع . بعد رحيل تريسى بأربع سنوات ألف الصحفى چيسون كانين كتابا عن قصة الحب هذه أصبح من أكثر الكتب مبيعا فى وقته . المؤكد أنها كانت جرأة بالغة منهما الحياة بدون زواج هكذا ، ولا نكاد نذكر اثنين لهما مثل المكانة والشهرة الاجتماعية ، فعلا هذا لكل العمر ، وجعلاه أقرب للأيديولوچية التى تتحدى كل القيم البالية السائدة .

Keira Knightley

(Note: Downsized image; for full scale, click here)

Generations!

لكن أفلام هيپورن كانت ككل تصنع أسطورة رابعة هى الأكبر وهى الأهم : المرأة المستقلة . لم يكن ثمة انفصال بين حياتها الواقعية وحياة الشاشة . كانت أقوى وأشجع من همفرى بوجارت ( شخصيا ! ) فى ’ الملكة الأفريقية ‘ 1951 ، تماما كما كانت النجمة التى تستطيع مقاطعة هولليوود وترغم هذه الأخيرة على الركوع لها فى كل مرة . كلمة استقلال المرأة التى رسختها هيپورن على الشاشة أوسع من التعبير من 06MITC فى رثائها  لكن فى سياق مختلف المعنى الفرويدى للكلمة ، وهو موجود قبلها ( هل تذكر كلامنا قديما عن نورما شيرر وهولليوود ما قبل الشفرة ) ، وتضاعف ألف مرة الآن ( لعلك قرأت كلامنا مؤخرا عن ساره چيسيكا پاركر وزميلاتها فى ’ الجنس والمدينة ‘ ) ، بل لا مبالغة إن قلنا إنها كانت إلهاما لأجيال وأجيال ، حتى أصغر فتاة جديدة تظهر حاليا على الشاشة . لكن هيپورن لم تجعل الجسد محورا ذا شأن للحرية ، بقدر ما هى قدرة الرشد والقيادة وتولى المسئولية عند المرأة . معظم الباقيات طالبن بحقوقهن فى الغريزة والعاطفة رمزا لحريتهن ، ولا بأس بالمرة . لكنها راهنت فقط على عقلها ، فقط كشغلها الشاغل فى حقوقها كإنسانة متميزة ، وكأنها تسعى عمدا لتحييد موضوع اختلاف الچندر أو حتى التكامل بين الچندرين ، وأصبحت الحقوق المتساوية قضية مطروحة لحد ذاتها .

مهرجان لوكارنو : فيلم ’ عطلة ‘ Holiday من سنة 1938 ، هو بالأخص أفشل أفلامها على الإطلاق . بعد هذا الفيلم أطلق عليها الموزعون قبلة الموت لشباك التذاكر . فى هذا الفيلم تقوم بدور فتاة مستقلة منطلقة عاشقة للفن التشكيلى ، تحاول الوقوف بجانب اختها ( دوريس داى ) التى وقعت فى غرام شاب فقير ( كارى جرانت ) ، فإذا بهذا الأخير يقع فى حبها هى ! كان فكرة الأنوثية feminism غريبة آنذاك وغير مقبولة للجمهور . كاثرين هيپورن كانت تظهر فى كل المناسبات مرتدية البنطلون وتكره الفساتين . وكانت ترفض كل التقاليد الهولليوودية لصنع النجمات ، ورسم صورتهن عبر لقاءات ومؤتمرات صحفية مدروسة ، لتظهر أنوثتهن وسحرهن . كانت ترفض ذلك كلية ، وفى العام التالى رحلت عائدة لبرودواى . وكالعادة كلما أدارت ظهرها لهوولليوود ركضت هولليوود وراءها ، وقد كان . حولوا مسرحيتها ’ قصة فيلاديلفيا ‘ لفيلم ، ثم أسندوا لها فى أعقابه ’ امرأة العام ‘ ، وكان كلاهما خبطة شباك ، وخبطات أوسكار أيضا .

عندما أصبح ’ التكيف ‘ 2002 التسمية الثالثة عشر لميريل سترييپ للأوسكار وضربت به السجل القياسى الأسطورى لكاثرين هيپورن . بتهذيب بالغ علقت قائلة ’ لا أحد يمكن أن يتوقع أن أتفوق على كاثرين هيپورن التى لا يمكن التفوق عليها . يكفينى فقط ذكر اسمى بجانب اسمها فى جملة واحدة ‘ . ونقول نحن إن كل نجماتنا المحببات ( بل كل قيمنا العصرية نفسها ) ، تدين ببصمة ما هنا أو هناك ، وضعتها ذات يوم ’ امرأة العام ‘ وكل عام ، تلك التى رفضت أن تكون مجرد ’ ضلع آدم ‘ : كاثرين هيپورن !

… سيدتى ، ستظلين خالدة بقدر ما استمرت الحرية خالدة ! اكتب رأيك هنا

 

Bob Hope entertains a large crowd of American servicemen during World War II, airstrip in Munda, New Georgia, the Pacific Ocean, October 31, 1944.

America Entered No War Without ‘Hope!’

 28 يوليو 2003 : لماذا تنكس أميركا الأعلام لبوب هوپ ؟ نال خمسة أوسكارات لكن أى منها لم يكن عن التمثيل . ليس ممثلا خارقا ، والبعض يفضل وصفه بالمؤدى . كذلك لا تقل لى أن السبب أنه عاش مات عام ، حتى وإن استحقت هذه التحليل ، مع إنسان كان رمزا للضحك ’ لا يمكن تخيله بدون ابتسامة ‘ ، متصالح مع كل شىء حوله .

السبب أنه حول نفسه لأكثر من مجرد فنان ، إلى ’ مواطن عظيم ‘ طبقا لنعى چورچ دبليو . بوش له اليوم ( ما ستقرأه فى هذه الإحالة نعى كتب للنيو يورك تايمز سنة 1999 بواسطة الناقد ڤينسينت كانبى . وڤينسينت كانبى هذا مات سنة 2000 ، لكن كلمات چورچ بوش هى ما قاله اليوم فعلا . يبدو أن التايمز أرادت نعى هوپ بذات الطريقة المرحة التى أرادها دوما للحياة ‑وأيضا للموت . وما فعلته التايمز أصبح هو نفسه خبرا تناقلته وكالات الأنباء ! بعد ساعات قليلة تخلت التايمز هنا عن تلك النسخة المنقحة وعممت النسخة الأصلية ، وهى أطول بل وأشد مرحا ككل ! ) .

تلك الجوائز ، زائد 54 وساما آخرها لقب فارس من الدرجة الممتازة من ملكة بريطانيا فى 1998 ، زائد مفاتيح خمسمائة مدينة أميركية وغير أميركية ، وآلاف التكريمات الأخرى ( من آخرها قبل سنوات قليلة تسمية طراز من طائرات الشحن الحربية الأميركيه باسمه ’ روح بوب هوپ ‘ ) ، كانت أساسا من أجل نشاطه الاجتماعى سواء فى الوسط الفنى أو فى المجتمع المحلى أو حتى القومى والعالمى . سياسيا أحبه اليمين واليسار . شارك دوما الجنود فى الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية والحرب الڤييتنامية . حتى حرب تحرير الكويت وكان فى الثامنة والثمانين من عمره ، كان يدعو الجرحى لبيته . وليس غريبا أن نرى طوابير الكراسى ذات العجلات وقد تدافعت لمواقع ذكراه اليوم . كما يقولون لم تدخل أميركا حرب بدون هوپ فى نصف القرن الأخير . لكنه كان يدخل الحروب من منطلق إنسانى وترفيهى ودون رطانة سياسية كبيرة . كانت الضحكة سلاحه ، وظل مشهرا هذا السلاح قرنا وثمانية أسابيع !

Bob Hope as Ace Lannigan, Dorothy L'Amour as Mima and Bing Crosby as Joshua 'Josh' Mallon V in The Road to Singapore (1940).

Bob Hope as Ace Lannigan, Dorothy L’Amour as Mima and Bing Crosby as Joshua ‘Josh’ Mallon V in ‘The Road to Singapore,’ the first ‘Road to…’ movie!

ربما الفئة المتيمة رقم 2 هى النساء . كن يعتبرنه خارق الوسامة ، وأنف ’ الزحليقة ‘ ski nose المعقوفة لأعلى والمميزة جدا له باتت لعقود مادة لرسامى الكاريكاتير وللإثارة الجنسية معا . الكلام عن الفن يبدو أقل ، أو لعل لأنه السهل الممتنع كما يقولون يصعب الكلام عنه . سباعية ’ الطريق إلى … ‘ السينمائية مع بينج كروسبى ودوروثى لاموور مرحة خفيفة ناجحة ، لكن أبسط من أن تهم النقاد وتدخل التاريخ تحليلا وفحصا . الأهم ربما هو تعاقده الذى استمر 61 سنة متصلة مع إن بى سى إذاعة وتليڤزيونا . السجلات القياسية فى حياته لا تعد ولا تحصى مثل هذا الرقم ( هناك أيضا 75 سينما تمثيل ، 69 سنة زواج من دولوريس ، 18 مرة استضافة حفل الأوسكار …إلخ ) . لكن المهم فى أرقام برامج الإن بى سى أنها تقربنا لنقطة قوته الحقيقية : كوميديا السطر الواحد ، وبالأخص على المسرح . هنا يمكن القول أنه اخترع أشياء كثيرة بل ضروبا كاملة من الكوميديا لم يكن لها وجود من قبل .

أنت تعرف الكثيرين من فنانى كوميديا السطر الواحد ، ذوى النكت القصيرة جدا اللاذعة جدا . المثال الذى جاء عفو الخاطر هذه اللحظة من تأليفى وإن كنت لا أستبعد أن يكون قد قال أحد مائة تشبهها أو تطابقها يوما : سباك اتجور واحدة لقاها من غير جلدة ركب لها جلدة . هذا هو النوع المنتشر عندنا من فنانى كوميديا السطر الواحد ، أكثر أدبا أو أقل أدبا ، جائز . لكن بوب هوپ مختلف ، لأن أسلوبه رفيع جدا من ناحية ، وجرئ جدا من ناحية أخرى ، بالعلم بأن السباكين لم يكونوا على رأس أولياته ، بل السخرية القاسية ، وطبعا المحببة ، من المشاهير والرؤساء والأصدقاء ، وحتى من نفسه . يقال إن النكت التى أطلقها على عدم فوزه أبدا بأوسكار التمثيل ، يمكن تجميعها فى كتيب كامل !

President John F. Kennedy, looks up toward comedian Bob Hope, Waldorf-Astoria Hotel, New York, May 30, 1961.

Everybody Laughs Except ‘Ski Nose’ and Mr. President!

حفلاته تلك تعاقب على حضورها 11 رئيس أميركى وهم بعد فى مكاتبهم . نالوا فيها السخرية وهم فى ذروة سلطتهم ، وكأنه طقس عماد إجبارى لساكن المكتب البيضاوى . ثم خرجوا وقد كسبوا صديقا جديدا مدى الحياة ، ودفعوا فى المقابل ميدالية ذهبية لتكريم ذلك طويل اللسان . الوكالات والصحف تسابقت منذ الصباح على تذكر بعض تلك النكات : ’ السيناتور ماكارثى سيعلن قريبا عن أسماء المليونى شيوعى الذين اكتشفهم ، فقد وضع يديه على دليل تليفونات موسكو ‘ ( من سنة 1954 ) . السابقة ونكتة التاريخ من الرويترز ياهوو Factbox والتاليان من همزة التايمز ’ أنا أحب لعب الجولف مع چيرى فورد . إذا هزمته منحك عفوا ‘ ( من 1974 وطبعا تخص نيكسون ، وبالمناسبة هوپ بطل جولف فعلا ، وألف عن تجربته فيه كتابا تماما مثل ألف كتبا عن تجاربه الكوميدية وغيرها ) . ’ هل حدث وأيقظ أحد الرئيس ، وأخبره بذلك ؟ ‘ ( 1984 وتخص ريجان ) . ’ المادة الدراسية المفضلة عندى كانت التاريخ القديم . طبعا ! فعندما كنت أذهب للمدرسة لم يكن بها الشىء الكثير ‘ ( عن أميركا ، وأيضا للسخرية من كثرة التكريمات التى يحصل عليها ) . وهلم جرا !

إنها حياة طويلة ممتدة وحافلة ، تترجمها عشرات الكتب ومواقع الإنترنيت المقامة حبا له . ولعل أدفا من نعاه اليوم كان وودى أللين ، ذو التاريخ الطويل كمؤدى فقرات الكوميديا المسرحية ’ ع الواقف ‘ كما تسمى ، وككاتب محترف للقفشات لحساب الغير ، ذلك قبل أن يتحول للتمثيل والإخراج السينمائيين . قال : ’ حيث أخذتى أمى لمشاهدة ’ الطريق إلى مراكش ‘ ، عرفت تمام اليقين ما يتعين على فعله بحياتى ‘ .

بوب هوپ فنان ذو موهبة كبيرة عريضة ، لكن ما حفره فى التاريخ يتجاوز كثيرا كلمة فنان . اكتب رأيك هنا

 

Flags waved along the motorcade route as the former president Ronald Reagan was taken to his burial service at his library on rolling California mountains Mr. Reagan loved, June 11, 2004.

11CND-REAG.html, 12burial.html ‘I know that in my heart, that man is good, that what is right will always eventually triumph and there is purpose and worth to each and every life’ —His own words to be written on his tomb!

 6 يونيو 2004 : ورحل رونالد ريجان !

Ronald Reagan in Law and Order (1953)

‘Law and Order:’

The World Needed a Marshal!

لعلها صدفة محضة ، لكن هذا هو المدخل الثالث على التوالى فى هذه الصفحة رثاء ما ، لشخص ما كان أثره أوسع بكثير جدا من أهميته كممثل . هذه المرة أهميته كممثل حتى أقل كثيرا من الاسمين السابقين هيپورن وهوپ ، لكن أثره فى التاريخ أكبر بما لا يقاس ، ليس مقارنة بهما فقط ، إنما فى رأى الكثيرين ، ربما بأى أميركى آخر فى القرن العشرين !

ظهر أمس بتوقيت الساحل الپاسيفيكى ، كانت نهاية المعاناة الطويلة مع مرض الألزهايمر ، والسبب المباشر التهاب رئوى ، قيل فعلا منذ عدة أيام أنه سيكون الفتاك ، وإن ليس بهذه السرعة . على أية حال سجله الصحى دخل السجلات القياسية من أكثر من باب : أكبر من دخل المكتب البيضاوى سنا ( 69 سنة ) ، وأكبر من بقى فيه سنا ( 77 سنة ) ، وأكبر من عاش إطلاقا من رؤساء الولايات المتحدة ( 93 سنة ) ، سجلاته مدهشة فى الشفاء مع العمليات الجراحية ، لكن لا شىء يفوق أنه يوم تعرض للاغتيال سنة 1981 دخل المستشفى على قدميه ، بينما ثمة رصاصة مستقرة فى جسده !

السجلات القياسية لا تنتهى ، لكن أكثرها خلودا بلا منازع أرقام إعادة انتخابه سنة 1984 .

Time magazine cover, June 14, 2004.

 

 

 

Hope and Glory:

 

 

 

08mag.html Michael Evans’ 1980 Picture Had a One-to-Million Chance to be Chosen for Both Time and Newsweek Magazines Covers of June 14, 2004 Commemorative Issues. That Happened to Happen and the Image Proved to Be a Definitive Picture which Fantastically Cached Mr. Reagan’s Unique Personality!

قبله كانت النكتة تقول إن ممثلا واحدا استطاع تغيير التاريخ هو چون ويلكيس بووث ( قاتل لينكولن كما تعلم ) . هو نفسه بدأ حياته ناشطا نقابيا يساريا ، بالأخص من خلال رئاسته لرابطة ممثلى الشاشة ، ثم تدريجيا بدأ وعيه يتفتح حين استشعر بالفعل أن ثمة تغلغلا للفكر الشيوعى فى هولليوود ، فى وقت كانت أميركا خارجة للتو فيه من الحرب العالمية ، وكان يقوم هو نفسه بتمثيل أفلام حربية ، والنتيجة أن أدلى بشهادة ودية أمام لجنة الأنشطة غير الأميركية ، وإن لم يفصح بأسماء محددة . فى الخمسينيات تواصل هذا التناقض وإن بصورة أخرى حين اشتغل طيلة الخمسينيات كمذيع تليڤزيونى لحساب شركة چنرال إليكتريك ، ويشاركها جولاتها وحملاتها . بغض النظر عن تألقه المهنى فى هذه الوظيفة ، هذا جعله أكثر قربا لقلب واحدة من أكبر الشركات على وجه الأرض ، ويمكن القول أن بدأت تزول فى داخله أسطورة الرأسماليين الجشعين الأشرار التقليدية . كان 1960 نهاية عهده بالدور النقابى ، وما أن جل عام 1962 حتى تحول للحزب الجمهورى ، وصدق أو لا تصدق ، فى غضون عامين فقط أصبح العلم المتوج للحزب ، تحديدا من خلال خطاب أخاذ له فى مؤتمر الحزب لترشيح بارى جولدووتر . وبتمثيله فيلم ’ القتلة ‘ 1965 أنهى حياته المهنية كممثل ، وأصبح سياسيا محترفا بالكامل . فى العام التالى انتخب حاكما لكاليفورنيا ، قاهرا حاكمها مستقر النفوذ إدموند براون بمليون تصويتة كاملة مذهلة . حاول الترشح للرئاسة سنة 1968 لكنه لم يصل لنهاية مشوار ترشيح الحزب له ، حيث كان ثمة نجم حقيقى جاهز تماما للمهمة هو ريتشارد نيكسون . وكما نعلم أصبح رئيسا بالفعل سنة 1980 ، أعيد انتخابه سنة 1984 فائزا على منافسه الديموقراطى وولتر مونديل بـ 49 ولاية مقابل 1 ، 525 تصويتة انتخابية مقابل 13 ، فى حدث النيو يورك پوست محفوظة مطبوعة وكملف كما الرعد الزلزال !

محور برنامج ريجان هو تقليص دور الحكومة من الشأن الاقتصادى ، تخفيض حاد للضرائب ، وتقليص للبرامج الحكومية فى أول سابقة من نوعها منذ الكساد الكبير . بصراحة ، يكاد يكون قد اخترع هذه السياسة اختراعا ، فالتنافس الحزبى لم يكن يطرح أبدا مقولات بهذا القدر من الثورية فيما يخص رفع يد الحكومة عن الاقتصاد . للدقة ، فى ضفة الأطلنطى الأخرى كانت مارجاريت ثاتشر ، تقود ثورة مشابهة . أيضا فى الفناء الخلفى كان أوجستو پينوتشيت يقوم ببرامج أشد صرامة من أن يمكن تخيلها ، قد لا نبالغ إن قلنا إن ريجان نفسه استلهم منها جرأة المساس بأحد المقدسات التاريخية ، وهى دور الدولة فى الرعاية الاجتماعية وبرامج التقاعد .

من هنا جاء مصطلح الثورة الثاتشرية‑الريجانية . لكن فى الواقع كان لهذه الثورة شق آخر لا يقل شهرة ولا أثرة تاريخيا ، هو موقفها الصارم من الاتحاد السوڤييتى . كان ريجان على الاستعداد للسير لآخر مدى فى جعل حياة شيوعييى موسكو أكثر قسوة مما هى عليه . أعلن الاتحاد السوڤييتى ’ إمپراطورية الشر ‘ ، وتحدى جورپاتشيڤ من فوق حائط برلين فى مشهد درامى كما أفلام السينما إن كان يجرؤ حقا على هدم الحائط . ثم تبنى مبادرة الدفاع الستراتيجى ، التى سميت تهكما فى البداية ’ حرب الكواكب ‘ ( فالشى بالشىء يذكر ، فكلا المصطلحين جاء من فيلم چورچ لوكاس فائق الشهرة ! ) . يقال أن مساعدى جورباتشيڤ عرضوا عليه إمكان تنفيذ شىء مشابه بتكلفة أصغر بكثير ، لكنه كان من الذكاء بحيث وعى أن الاتحاد السوڤييتى باقتصاد الشيوعى الفاشل قد خسر بالفعل سباق التسلح . ثاتشر كانت الأكثر قربا وصداقة من حاكم الكرملين الجديد ، وشجعته على اتخاذ الخطوة تلو الأخرى نحو الإصلاح الداخلى . وفى ولاية ريجان الثانية ، بات واضحا لأية طريق بات يسير الاتحاد السوڤييتى ، وبدأ يلعب دور رجل السلام من خلال سباق عكسى لخفض التسلح ، لكن دون أن يولد أوهاما لدى أى أحد أن صرامته الشديدة كانت هى السبب المباشر فى السقوط اللاحق للاتحاد السوڤييتى . وإن كان لا يجوز أن ننسى أن جبروته التقليدى قد أضير معنويا على الأقل ، من خلال مما سمى بفضيحة إيران‑كونترا ، حيث اضطر لعقد صفقة سرية لتخليص الرهائن من إيران ، حتى وإن استخدم أرباح بيعها سلاحا فى حرب نبيلة أخرى لإسقاط ريچيم الساندينستا الماركسى فى نيكاراجوا من خلال دعم متمردى الكونترا فيها .

مع ريجان لا يجب أن ننسى الڤيتو الشجاع ضد عقوبات الكونجرس ضد حكومة جنوب أفريقيا . مع ريجان لا يجب أن ننسى أنه بعد أن أفرجت مصر عن مختطفى السفينة أكيلى لاورو أرسل مقاتلات الإف‑14 لأسر الطائرة التى أقلت الإرهابيين الفلسطينين ووضعت يدها عليهم فى صقلية . مع ريجان لا يجب أن ننسى أنه قصف الإرهابى معمر القذافى فى عقر داره ، فى هجوم أدى لمصرع ابنته . حتى فى شأن الكونترا ، وبعد إدانة أوليڤر نورث ، لم يتخل عنهم ووصفهم جميعا بالأبطال ( تلك الأحكام نقضت لاحقا بعد انتهاء رئاسة ريجان بفترة . باختصار ، مع ريجان لا يجب أن ننسى أننا كنا مع أحد أشد القادة بأسا وعزما ماضيا فى التاريخ الإنسانى ، لا يجفل أمام أية حرب ضد قوى البداءة والظلام والتخلف .

عند ريجان لا حدود للخيال . وهنا نأتى للنقطة التى نراها الأجدر بالتحليل اليوم . السادات كان ممثلا لبعض الوقت عاشقا للسينما طول الوقت ، والآن شوارزينيجر ممثل تحول حاكما لكاليفورنيا . هؤلاء بالذات لا يعوزهم الخيال ، وعلى الأقل لا يعترفون بشىء اسمه الثوابت . السادات طرد الخبراء السوڤييت فى مطلع السبعينيات فى وقت لم يكن يخطر ببال أحد فيه إلا أن هذه قوة عظمى على قدم المساواة مع أميركا . ثم حدد الأمر بالأرقام حين قال بعد قليل إن 99 0/0 من أوراق اللعبة بيد أميركا . السادات هو أول من رأى سقوط الاتحاد السوڤييتى ، وإن مات قبل تجسد هذا فعلا بعشر سنوات . هذا خيال السينمائى . وفى دنيانا سيطر عليها الغثاء اليسارى منذ الثورة الفرنسية وحتى اليوم ، نحن أحوج ما نكون لمثل هذا الخيال . ليس خيال العودة 200 عاما للوراء ، بل خيال أكثر من ذلك رجعية بكثير . إعادة عجلة التاريخ 4 بليون سنة للوراء . العودة لبعض بديهيات الطبيعة والمنطق ، بعد سيطرة لوى عنق كل شىء باسم الجمهورية والإنسان والديموقراطية والاشتراكية وكل ذلك الهراء . هذا الخيال لا يأتى إلا من عقول لعبت بها السينما ردحا . حتى فى مصائبهم هم واسعو الخيال أيضا ، خيالهم قد يكون أحيانا أوسع مما يجب فيرتكبون ذات الأخطاء . السادات أتى بالإسلاميين لدحر الشيوعيين فى أسيوط ، وريجان من بعده أتى بهم لدحر الشيوعيين فى أفجانستان ، وكلاهما ارتد السهم إلى نحره ، الأول فى 6 أكتوبر 1981 والثانى فى 11 سپتمبر 2001 . صحيح نحن لا ندرى حقا هل ندين قادة حضاريين جدا ككل كالسادات وريجان على فعلة سوداء خرقاء كهذه ، أم ندين الغباء المطلق لليسار الذى جعل كل العالم ، ومنه هم ، ضحية لظلام ودموية الإسلام ، وأجبره على مثل تلك الحلول السوادوية الخطرة لمقاومته . لكننا مع ذلك لا نملك إلا الإقرار أن تحدى أمثالهم لجحافل اليسار كان إنجازا تاريخيا كبيرا ، ناهيك عن كونه جرأة غير مسبوقة .

إن ذكر التاريخ لأحد أكبر قدر من هذا الخيال مقرونا بإنجازات فعلية سريعة على الأرض ، فلن يذكر إلا رونالد ريجان . تخيل الرجل أميركا بدون حكومة تذكر ، فكانت طفرة اقتصادية غير مسبوقة ، ظاهرها حب جماهيرى جارف وغير مسبوق ، لا تزال شواهده تتجدد حتى هذه الليلة وستتجلى أكثر وأكثر فى الأيام القادمة . تخيل الرجل العالم بدون شيوعية ، فأصبحت أميركا القدرة العظمى الوحيدة ودب الأمل والفخار فى شعبها المنهار بعد مهازل ڤييتنام وطهران . قطعا لا يوجد رئيس أحبه الأحياء الحاليين فى أميركا قدر ريجان . قلنا ذات مرة إن نيكسون قد يكون أعظم رئيس فى التاريخ الأميركى ، مستندين لقدرته على المضى قدما نحو أصعب القرارات بما فيها قصف ڤييتنام نوويا وإعلان الطوارئ داخل أميركا . لكن الظرف التاريخى لم يكن قد نضج بعد ليحقق إنجازات حقيقية ملموسة . يكفيه أنه نجح فى العام الذروة لمسيرة الغثاء اليسارى 1968 ، وكان آخر نتيجة انتخابية يمكن تخيلها فى تلك السنة . كان أول من حول دفة هؤلاء نحو منحنى هابط لأول مرة منذ الثورة الفرنسية . لكن المعركة لم تكن قد انتهت بعد ، ونيكسون نفسه هزم وطرد من المكتب فى مؤامرة يسارية يعرفها الجميع . هو الأعظم من حيث الروح والإرادة وجرأة النوايا ، لكن ريجان أعظم روساء القرن العشرين ، إن لم يكن كل القرون ، من حيث ما تحقق فى عهده على الأرض . جاء ريجان وبإرادة وإدارة فتية ، تحققت إنجازات مذهلة ، من اقتصاد متوحش الليبرالية يثبت أنه أكثر نجاحا من أى شىء آخر فى التاريخ ، حتى تداعى الكتلة الشيوعية دولة تلو الأخرى حتى سقوط وتفكك الاتحاد السوڤييتى نفسه . والمعركة لا تزال مستمرة . اكتب رأيك هنا

 

Troy (2004)

Troy (2004)

Troy (2004)

Troy (2004)

Just a Street Fight!

 1 يوليو 2004 : الإصرار على ’ العصافير ‘ فى أدوار المصارعين ، يبدو أنه مؤشر لإشكالية أعمق !

Troy (2004)

Troy (2004)

Muscles, What Muscles?

حول مهرجان كان كنا قد كتبنا ما يلى عن فيلم طروادة : ملحمة اليونان الضخمة ’ طروادة ‘ ببراد پيت فيلم يقال إن ميزانيته تجاوزت 175 مليونا يفترض أن تعيد أمجاد ملحميات الخمسينيات ، لكن ما يعيبه بشدة أشياء أكثر جوهرية من مجرد بعض اللمسات العصرية التى أفسدت جو الملحمة التقليدى ، لعل أبرزها للعيان محاولة براد پيت استقاء بعض حركات چاكى شان ليطعم بها نسخته من أخيل ، أو بالأحرى ليفرض فرضا بعض المصداقية على حقيقة ضآلته البدنية . المؤكد مليون بالمائة أن لورين باكول ستقول فى براد پيت ما قالته فى راسيلل كرو حين شاهدت فيلم المصارع ’ مين العصفورة اسمه إيه ده إللى جايبينه يقوم بدور مصارع ؟ ‘ ( ذكرتها من قبل فى التقنية وكان 2004 وأصلها كا قلت هناك ربما إمپاير ثم ذكرتها لاحقا فى حلقة راسيلل كرو طبعا هى أولا امرأة بمعنى الكلمة ، وثانيا هى زوجة همفرى بوجارت ، يعنى ست بتفهم يعنى إيه رجالة كويس ، على الأقل أكتر بكتير من بناتنا المراهقات ! ) . العيوب الأعمق هى ما يلى : أين الأسطورة ؟ لا رموز من أى نوع ! كلهم بشر ! النتيجة أن أصبحت المسألة خناقة شوارع لا أكثر ! لا تراچيديا ، ولا وجه للشبه حتى ! الأبطال ماتوا والجبناء عاشوا ! ويا ريت كان بتمن ! حتى خناقات فتوات الشوارع عند نجيب محفوظ فيها أسطورة أكتر من كده ! والنتيجة الجمهور ساخط ، وانفض عن شباك التذاكر على نحو مؤسف !

تحقيق للنيو يورك تايمز اليوم يكشف أن الأمر ينطوى على أزمة ما . مقابلات الجريدة مع كثير من مديرى الصب casting والمواهب talents يقولون إن ثمة شح هائل فى الممثلين ذوى البنية القوية ، رغم أن المسئول عن صب براد پيت يراه مثاليا ( طبعا ! ) ، وبدا بالفعل ’ كإله ‘ على الشاشة ! النوعية التى وصلت للنجومية الآن فى وضع يشبه وضع يوم قال فريد شوقى تليڤزيونيا وعلنا عن إعادة فيلم الفتوة ( فيلم شادر السمك وأحمد زكى ) : ’ جابوا ممثل بيلق فى الجلابية ‘ !

طبعا العودة للكلام عن چون وين أو حتى ستييڤ رييڤز لن يجدى كثيرا فى عصر توم كروز وأورلاندو بلووم . لكن لنرجع قليلا بالذاكرة لمطلع الثمانينيات لنرى ستالونى وشوارزينيجر قاما بالأدوار ذات البنية الضخمة ، ونجحا فيها وصارا نجوما ، وإن لم يصنفهما أحد يوما على أنهما ممثلين عظيمين . ضيوف التحقيق أشروا لتزايد النفوذ النسائى ليس فقط فى الجمهور الصغير ، إنما فى مديرات الستوديوهات . من البديهيات التى تؤكد عليها هذه الصفحة : قل لى من مدير إنتاج الستوديو أقل لك نوعية أفلامه . مدير الإنتاج هذا هو القوة الإبداعية العليا فى الأفلام . ونظرة سريعة الآن تقول إن غالبيتهم نساء ، أربع من سبعة : شيرى لانسينج فى پاراماونت ، نينا چاكوبسون فى ديزنى ، آمى پاسكال فى سونى ، ستيسى سنايدر فى يونيڤرسال . هؤلاء ولدن وترعرعن فى وقت ذهب فيه چون وين وكلارك جيبول وهمفرى بوجارت وجارى كووپر ، وأصبح المثل الأعلى للنجومية مارلون براندو وچيمس ديين وستييڤ ماككويين ، إن لم نقل روبروت ردفورد وچون تراڤولتا . العضلات الممزوجة بالشهامة وكاريزمية الرجولة لم تعد هى المعايير ، إنما الحساسية والرقة وفهم المرأة ، الكلام المعسول والملبس المنمق ، وطبعا الكثير من المتاعب لدى التعامل مع هجوم الحب . وتواصل هذا دونما انقطاع فى خط صاعد حتى كروز ودى كاپريو وتوبى ’ سپايدرمان ‘ ماجواير ( ممثلون ممتازون فى الحقيقة وغنى عن القول إننا لا نقصد بحال التقليل من قدراتهم الفنية ، فقط كمصارعين : سامحنى ! ) . لكن مهلا : ربما نكون هكذا قد عثرنا على تفسير لماذا تأخر الرجل العنكبوت كل هذه العقود ، بينما استولى على الساحة سوپرمان وباتمان . هذان رجال أشداء بالفعل ، وصورة الإنسان العادى هى التنكر بالنسبة لكليهما ، لكن الرجل العنكبوت شاب ضعيف دائما أبدا ، ووجهه القوى هو مسخ خوارقى يظهر عند الضرورة .

أضف لهذا هيمنة الفتيات الصغيرات على توجهات شباك التذاكر ، تكتشف أن ستالون وشوارزينيجر كانا نجوما بين الشباب فقط ولم يحظيا بالكثير بين الفتيات . حتى الحروب لم تأت لنا بأبطال أشداء . حرب ڤييتنام أتتنا بأبطال على كراسى متحركة مثل توم كرووز . فتيات اليوم ‑جمهورا ومديرات‑ لا يقدرن كثافة صدر شعر الرجل كلورين باكول ، بل هن وليدات حقبة كلينتون الملساء . والأمل الوحيد اليوم أن تعطينا عودة أميركا للحرب ، أفجانستان والعراق وما قد يستجد ، تعطينا من بطولاتها جيلا جديدا من النجوم الرجال ، بدلا من كل ذلك الطاقم المضحك لفيلم طروادة ! اكتب رأيك هنا

[ تحديث : 8 يوليو 2004 : جاءتنا اليوم قائمة إيرادات خاصة من نوعها من شركة توزيع فوكس ووارنر بمصر ( أنطوان زند ) ، من المفيد جدا أن نقدمها للقارئ هنا ، بعد سنوات توقفنا فيها عن تزويده بإيرادات السينما فى مصر والعالم . صدق أو لا تصدق : طروادة أصبح ثانى أنجح فيلم بعد تايتانيك . الأكثر إلفاتا بعد ذلك هو وجود ’ مواقف وطرائف طفل ‘ Baby’s Day Out فى القائمة وهو شبه صفرى الإيرادات عالميا ، وتفسيرنا أن مصر تكتشف نجوم وتيارات السينما العالمية متأخرا ، فبعد أن مل العالم من ’ وحدى فى البيت ‘ بدأنا نهتم به نحن . وهى ظاهرة عامة ولا تخص هذا الفيلم وحده ، فاليوم مثلا كيڤين كوستنر أو برووس ويلليس نجوم القمة عندنا بينما انحسروا عالميا ، وهكذا !

إليك القائمة كما هى بتاريخ 6 يوليو 2004 ، وكلها أفلام عرضت بخمس نسخ باستثناء آلام المسيح بست نسخ ، والأرقام هى الإيرادات الإجمالية قبل الضرائب ، وهى نسبة لا يستهان بها ، 40 0/0 فيما قبل كمال الجنزورى و20 0/0 الآن :

1- تايتانيك : 13554800 جم

2- حرب طروادة : 3026258 جم

3- يوم الاستقلال : 2632000 جم

4- عودة المومياء : 2488092 جم

5- المصارع : 2335042 جم

6- الساموراى الأخير : 2246407 جم

7- مواقف وطرائف طفل : 2184000 جم

8- پيرل هاربور : 2124038 جم

9- آلام المسيح : 2039023 جم

10- الآخرون : 1963262 جم ] .

 

 24 أكتوبر 2004 : مدخل خاص :

الأفلام فى معركة الرئاسة

دور غير مسبوق للسينما والتليفـزيون والفـيديو فى سباق البيت الأبيض

Team America —World Police (2004)

The Fat Terrorist Idiot!

لم يحدث أبدا أن لعبت العروض السينمائية والتليڤزيونية للأفلام الوثائقية وأفلام الپروپاجاندا السياسية دورا محوريا فى أية انتخابات سواء فى أميركا أو غيرها ، مثلما نشهد فى السباق الحالى على البيت الأبيض . بدأت القصة فى مايو الماضى بعرض فيلم ’ فهرنهايت 11 / 9 ‘ للمخرج مايكل موور فى مهرجان كان السينمائى ، ومن ثم إعلان فوزه بالجائزة الرئيسة للمهرجان والمسماة بالسعفة الذهبية . منذ تلك اللحظة بدأت ضجة هائلة لم تتوقف حتى الآن . تسارع إنتاج طوفان كامل من الأفلام للسينما والتليڤزيون والڤيديو ، أغلبها يقدم وجهة النظر المضادة لرؤية ’ فهرنهايت ‘ التى هى شديدة العداء للرئيس بوش . والآن وما تبقى على موعد الانتخابات يحسب بالساعات أكثر منه بالأيام ، لا أحد يعلم على وجه اليقين الأفلام التى سوف تعرض فى ليلة الانتخابات تليڤزيونيا والأفلام التى لن تعرض . فسلاح الشركات فى استخدام حقها فى عرض أو رفض ما تشاء موظف على أوسع نطاق ممكن ، وعلى نحو غير مسبوق . أيضا كل الأطراف لجأت للقضاء مع أو ضد كل قرار بالعرض أو عدم العرض . لكن الصورة الإجمالية لما سنعرض له هنا أن الأفلام المعادية للمرشح چون كيرى سوف تحظى بفرص عرض أكبر بكثير من تلك التى تعارض بوش بما فيها فيلم ’ فهرنهايت ‘ نفسه الذى وجد نفسه فى العراء بعد رفض شركة إن ديماند فى اللحظة الأخيرة لعرضه بنظام الدفع‑نظير‑المشاهدة .

’ فهرنهايت 11 / 9 ‘ ( كما سبق وتناولناه ) ، نوع من الپروپاجاندا الصريحة التى يختلف البعض على تصنيفها ضمن الأفلام الوثائقية من عدمه . ولهذه تاريخ حافل ، بل وبعضه يرقى لمستوى الكلاسيات رفيعة الفن سينمائيا ، كبعض أفلام الثورة البلشڤية أو كأفلام المخرجة لينى رايفنشتال عن صعود الحزب النازى مثل ’ انتصار الإرادة ‘ 1934 و’ أوليمپيا ‘ 1936 . مايكل موور أسس من خلال أفلامه ما يمكن اعتباره ضربا فرعيا خاصا من أفلام الپروپاجاندا ، وهو التعليق الشخصى . هذا كان واضحا من اللحظة الأولى ، وحتى من مجرد عنوان فيلمه الأول ’ روچر وأنا ‘ 1989 . والمقصود روچر سميث رئيس شركة چنرال موتورز . يلاحق موور سميث كى يستسفر منه عن سبب إغلاق مصانع الشركة ببلدة فلينت بولاية ميتشيجان ( مسقط رأس موور نفسه ) ، والذى أدى لفقدان 30 ألف عامل لوظائفهم . وبالمناسبة شهدت الأسابيع الأخيرة إضرابا كبيرا لعمال مصانع شركة أوپل الألمانية المملوكة لذات چنرال موتورز ، فراحت إحدى دور العرض فى بلدة بوخوم التى تقع فيها المصانع تعرض ’ روچر وأنا ‘ مع منح حق الدخول مجانا لكل موظفى أوپل !

روح المرح مكون أساس فى جميع أفلام موور . هذه أبرز سماته وإحدى مقومات جماهيرية أفلامه الكبيرة . صنع أفلاما متنوعة سينمائية وتليڤزيونية بعد ’ روچر ‘ ، لكن لم يضرب عناوين الصحف بقوة من جديد إلا سنة 2002 بفيلمه ’ لعب البولينج لكولومباين ‘ ، الذى حقق 21 مليون دولار فى الشباك الأميركى ، وهو رقم غير مسبوق لفيلم وثائقى يعتمد على المقابلات فقط ( أى ليس فيلم حفلات موسيقية أو تصوير للطبيعة مثلا ، وهذه حقق بعضها 4 أضعاف هذا الرقم ) . كذلك نال الفيلم جائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقى طويل . وهو يدور عن واقعة شهيرة لقتل طالبين لزملائهما ومدرسيهما فى إحدى البلدات الأميركية سنة 1999 . ومنها ينطلق لبحث ظاهرة العنف فى المجتمع الأميركى وينادى بالحد من حرية امتلاك السلاح ، لكن يعيبه كما كل أفلام موور أنه يثير الجلبة بشدة حول خيط ما ، ثم يتركه بكل بساطة ويتكلم عن موضوع آخر ، والنتيجة أنك لا تستطيع الإمساك برأى أو باقتراح ملموس من أى من أفلامه .

بعد قليل من فوز فهرنهايت بجائزة مهرجان كان ، دشن مايكل مورر حملة فجائية ضد شركة ديزنى لرفضها توزيع الفيلم داخل أميركا . هنا ظهر الكثير من المستور . أصدر مايكل أيسنر رئيس الشركة بيانا قال فيه إنها حيلة رخيصة للترويج للفيلم . وألقى بالمفاجأة الكبرى أن قرار عدم التوزيع متخذ منذ أكثر من عام كامل ، أى حين كانت حرب العراق لم تكد تضع أوزارها بعد . قال إن التصليح الأول للدستور الخاص بحرية التعبير يحمى ديزنى ، تماما كما يحمى مايكل موور . وقال إنه كما أن أية صحيفة ليست ملزمة بتعميم كل مقال يرد إليها فإن ديزنى ليست ملزمة بتوزيع كل فيلم يعرض عليها . وأيضا قال : ’ الجبن الحقيقى هو أن كنا نروع بكل هذا ونقبل توزيع الفيلم ! ‘ . وكل هذا صحيح فكأى شركة وكأى فرد ، ديزنى ومايكل أيسنر من حقهما أيضا تأييد الرئيس بوش أو الوقوف على الحياد . وهذا الأخير هو ما ادعته ديزنى فعلا ، لكن طبعا موور بدلا من أن ينتج لنفسه ويوزع لنفسه لا يراه حيادا إنما تواطئا وانحيازا وتآمرا . والنتيجة أن بيع الفيلم لشركة جديدة أسست خصيصا لذلك ، ووزع عبر شركة توزيع أخرى صغيرة مستقلة وحقق نجاحا هائلا بلغ 120 مليونا فى الشباك الأميركى ، أما ديزنى فقد تبرعت بمكسبها منه للأعمال الخيرية .

لكن كان لا يزال وراء الأكمة ما وراءها ، والأمور تبدو أكثر تعقيدا . فالشركة التى أنتجت الفيلم ميراماكس ، كانت شركة مستقلة واشتهرت بإنتاجها الجيد وبفوزها أو ترشيحها لكثير من جوائز أوسكار أفضل فيلم ( ’ لعبة الصراخ ‘ و’ قصص عجينية ‘ Pulp Fiction و’ المريض الإنجليزى ‘ و’ شيكسپير عاشقا ‘ و’ شيكاجو ‘ و’ الساعات ‘ و’ عصابات نيو يورك ‘ ، ناهيك عن توزيعها لحفنة من أرفع الأفلام أجنبية الإنتاج ) . كذلك لها تاريخ مع مهرجان كان وغيره . فيها جميعا أثبت مؤسساها وصاحباها هارڤى وبوب واينستاين قدرة هائلة على عقد صفقات الجوائز فى الخفاء وتنظيم حملات الدعاية لمواسم الأوسكار بمئات الملايين من الدولارات ، والتى تصل فى قول الكثيرين لحد غسيل الدماغ إن لم يكن أحيانا البلطجة . الجزء المعقد فى الأمر أنهما باعا شركتهما لديزنى ، لكن مع حصولهما على سلطات واسعة لإدارتها . من هنا مضيا فى إنتاج فيلم مايكل موور ضد إرادة الشركة الأم . ولم تكتف ديزنى برفض توزيع الفيلم ، بل بات من شبه المعلن الآن أنها لن تجدد عقد الأخوين واينستاين وشيك الانتهاء ، وانها سوف تمحو اسم ميراماكس من الوجود ( على الأقل لأنه اسم مركب من اسمى والديهما ! ) . والمسئول عن كل هذا شخص غير مسئول يدعى مايكل موور .

هولليوود لا تحب الكلام فى الدين أو السياسة . وما تكرهه أكثر أن يلوى أحد ذراعها أو يفرض عليها أمرا واقعا . هذا حدث مرتين دفعة واحدة هذا العام ، ولم يحدث من قبل فيما تعيه الذاكرة منذ أيام المنتجين المستقلين فى الخمسينيات . المرة الأولى من خلال المخرج ميل جيبسون وفيلمه ’ آلام المسيح ‘ والثانية من خلال مايكل موور وميراماكس . وإذا كان معظم فنانى وكتاب ومخرجى هولليوود أو حتى بعض مديريها وأصحاب المال فيها يساريين ، فإن بقية أصحاب رءوس الأموال يرون فى مرشح مثل كيرى خطرا هائلا بسبب سياساته الضريبية المتوقعة وبسبب معاداة حزبه التقليدية لاندماج الشركات merger بحجة معاداة الاحتكار monopoly أو التواثق trust أو التعاضد consolidation أو التكاتل conglomeration إلى آخر مسمياتهم هذه . وهم على نحو عام فى هولليوود يرفضون الدين والسياسة لا لشىء إلا لأنها تتعارض مع منهجهم فى تقديم الترفيه الجماهيرى واسع القبول لا الأيديولوچيات الصارخة . وهناك حاليا إجماع على أن أمثال جيبسون وموور شخصيات خطرة تضرب تحت الحزام ، طليقة ، بالذات بعد ما أصبح تحت أيديها من أموال من خبطة واحدة ، ومن ثم بدأ بالفعل عقابهما ‑هم ومن وقف خلفهما‑ بأقسى ما يكون العقاب . والفارق المهم أن هولليوود ليست ضعيفة الآن كما كانت فى الخمسينيات .

فيلم مايكل موور فى حد ذاته يستحق كل ما أثاره من جدل ، حيث كل كلمة فيه مردود عليها بألف كلمة . هذا ما بدا واضحا بمجرد عرضه ، وزاد من حدته طبعا أن انخرط موور فى حملة كيرى الانتخابية بمنتهى القوة . العلاقة بين آل بوش وآل لادن ، ليست سرا ، بل عدم وجودها هو ما كان يستحق صنع فيلم وليس العكس . آل لادن خرجوا من أميركا يوم 13 سپتمبر أى بعد رفع الحظر الجوى وليس قبله كما يوحى الفيلم . والبيت الأبيض لم يتدخل ، وكان الأمر برمته فى عهدة المباحث الفيدرالية ، وهنا ننقل عن تقرير لجنة الكونجرس الأكبر من نوعها عن أحداث 11 سپتمبر . الفيلم يستنكر إخراجهم ويقول إنه كإخراج أسرة مفجر مبنى أوكلاهوما الفيدرالى من أميركا بدلا من التحقيق معهم . الإجابة أن الوضع مختلف . ليس لمجرد أن حياتهم كانت مهددة ، إنما لأن كل ما يخص أسامة بن لادن شبع تحقيقا لسنوات ، وكل أسرته ، وكل المطلوب معرفته عن أفرادها ، وكل ما تعرفه هى عنه ، جميعها أمور معروفة سلفا لأجهزة التحقيق الأميركية ولا يجد بها جديد ، فهو ليس مجرما خرج فجأة كتيموثى ماكفيه المشار إليه .

الفيلم الذى حاول من منظور سينمائى محض فضح أسلوب مايكل موور فى أفلامه هو فيلم ’ مايكل موور يكره أميركا ‘ للمخرج مايكل ويلسون . والطريف أنه نفذه بنفس أسلوب مايكل موور . بمعنى أنه راح من خلال التعليق الشخصى يجتزئ الحقائق ويلعب بالعواطف ، لكن ليقدم الرؤية العكسية بالضبط . من أطرفها مثلا أن النتيجة المنطقية وراء مظهر موور الأشعث وكثرة كلامه عن الفقراء أو عن مناصرته للساسة المغمورين كرالف نيدر ، توحى بأنه هو نفسه شخص فقير أو مهزوم سياسيا ، لكن الوجه الذى يتعمد إخفاءه من الحقيقة هو عكس هذا ، سينمائى فائق الثراء واسع النفوذ ويملك من العلاقات السياسية ما يفوق تصور عقل أى مشاهد . هذا بجانب استضافة ويلسون فى فيلمه لعدد ممن ظهروا فى أفلام موور ليبينوا أن اجتزاء كلامهم أوحى بعكس مواقفهم ، وكذا استضافة عدد من رموز السينما الوثائقية ليحللوا كيف يمكن تنفيذ مثل هذا التلاعب بالأمور من الناحية التقانية .

الأكثر طرافة أن الفيلم نفسه وقع ( ربما عن قصد ) فى نفس خطايا فيلم موور . فأهم شخصية استضافها هى السينمائى الوثائقى الكبير ألبيرت مايسليس ، خرجت بعد عرض الفيلم لتقول إن ما قاله فى الفيلم لا يعبر عن رأيه . هو قال وأفاض فى أن فيلم فهرنهايت يوظف تقانات الپروپاجاند الصارخة . لكن ما لا يعرفه المشاهد أنه نفسه يؤيد مايكل موور والفيلم ، ويضيف أنا من الحزب الديموقراطى و’ الپروپاجاندا الصارخة شىء جيد حين تكون فى صفك ‘ . ربما هذه الكلمة هى أفضل تجسيد للسيرك الهائل من الأفلام السياسية لهذا العام .

إذن ، التبسيط الاجتزاء والعواطف هى اسم اللعبة فى فيلم مايكل موور . چورچ بوش يضع ماكياچا قبل التصوير ، وهل لا يضع چون كيرى ؟ بل وهل لا يضع مايكل موور ؟ أميركا تضع حرسا على السفارة السعودية إذن ثمة مؤامرات تدبر فى الداخل وليس أنه الإجراء العادى مع كل السفارات . السعوديون يستثمرون فى شركات پترول أميركية وهم يملكون معظم پترول الأرض إذن لا بد أن ثم سرا فى الأمر ، وليس مجرد أنهم لا يعرفون أين يذهبون لاستثمار تلك الأموال أفضل من أميركا . العراق لم يشن الحرب على أميركا ولم يقتل أميركيا واحدا إذن هو برئ براءة الحمل من كل شىء . السيناتورات لا يرسلون أبناءهم للحرب إذن لا يجب أن يصوتوا معها ، أو كأنه لا يكفى أن يكون ابن أحدهم هناك فعلا بل يجب أن يذهب هؤلاء الأبناء جميعا بغض النظر عن استعداداتهم وخطط كل منهم لحياته ، أو كأن ثم تجنيدا إجباريا وتهربوا منه ( على أية حال الغالبية الكاسحة من الضباط والجنود يصوتون للحزب الجمهورى ، ولا يجب بالتالى أن يزايد أحد على تضحيات الدم لدى هذا الحزب وأنصاره . ثم فى كل الأحوال كان بإمكان مايكل موور مثلا التطوع فى صفوف الڤييت كونج حين كان شابا ، ولا نعرف لماذا لم يفعل رغم كل ما لديه من هذا الالتزام الأيديولوچى . الفيلم لا يسأل هذا السؤال ! ) . أخيرا وليس آخرا ، امرأة تنعى مصرع ابنها تعنى أن تلغى كل الحروب . وهكذا تسير الأمور طوال الوقت فى فيلم مايكل موور كما فى كل أفلامه السابقة .

الضجة الكبيرة الثانية ، والتى لا حديث إلا هى حتى يوم الانتخابات ، هى قرار شركة سينكلير عرض فيلم ’ الشرف المسروق —الجراح التى لا تندمل أبدا ‘ أو Stolen Honor —Wounds That Never Heal عرضا تليڤزيونيا عشية الانتخابات . الفيلم عن تزييف چون كيرى المتعمد لبطولاته المزعومة فى ڤييتنام . وهى قضية ليست جديدة ، إنما قتلت بحثا ، وأخطرها كان شهادة زملائه عنه فى إعلان تليڤزيونى شهير ، لا يفعلون فيه سوى أن يقول كل منهم ذات العبارة تقريبا ’ أنا كنت هناك ومستر كيرى كذاب ‘ . أما آخرها فهو برنامج شبكة إيه بى سى الخاص الأسبوع الماضى مع سيدة ڤييتنامية شهدت تلك المعركة ، يثبت أن كيرى لم يقتل من الڤييتناميين سوى طفلا واحدا وفى ظهره . مع ذلك قرار شركة سينكلير أقام الدنيا ولم يقعدها . تقدم 12 سيناتورا زائد عدد من أعضاء مجلس النواب يطلبون من لجنة الاتصالات الفيدرالية التدخل لوقف خطط بث الفيلم عشية الانتخابات . ودفعوا بأن هذا يخرق ما يسمى بفرصة الوقت المتساوى . بوضوح وصرامة تامين رد مايكل پاول ( ابن كولين ) رئيس اللجنة . قال : المنع من جانب اللجنة سيشكل خرقا صريحا للتصليح الأول للدستور وليس بوسعنا اتخاذ قرار كهذا . ثم أن حق الفرصة المتساوية لا يعنى منع العرض ، إنما يعنى إعطاء مساحة مساوية للرد من جانب الطرف محل الهجوم ، وهذا شىء يلتزم به الجميع بداهة . الأبعد أن سينكلير نفسها قالت إنها قد لا تعرض الفيلم كفيلم كامل ، إنما كجرء من برنامج يناقش القضية كلها وسوف تعرض بالتالى مقتطفات منه فقط . وفعلا تم هذا العرض هذا الأسبوع .

هذا لم ينه الأمر . ذهب البعض للمحاكم مطالبين بوقف العرض المحتمل للفيلم كاملا . تقدمت إحدى نصيرات الحزب الديموقراطى الثريات طالبة شراء ساعة بث كاملة من سينكلير لعرض فيلم يقدم وجهة النظر المعاكسة بعنوان ’ صعود النهر ‘ Going Upriver . حتى بعض قابضى الأسهم فى سينكلير نفسها تقدموا بطلب لإدارتها وللمحاكم لوقف عرض الشرف المسروق ، من منطلق أنه يضر بمصالح قابضى الأسهم . حتى كتابة هذا رفضت الشركة كل العروض التى قدمت لها ، بل وألمحت أنها لم تصرف النظر تماما عن فكرة عدم عرض الفيلم المعادى لكيرى كاملا ، حتى فيما يخص مبدأ الفرصة المتساوية قالت إنه لا يعنى ذات الليلة ، بمعنى أن من واجبها تقديم الرد نعم ، لكن بعد انفضاض المولد لو شاءت . بل وحتى لوحت بما هو أكثر شراسة قائلة إن هذا الحق الذى أقره قانون من الأربعينيات مجمد ولم يطبق قط منذ ظهور الكيبول . الموقف غائم والنتيجة النهائية لن يعرفها أحد بدقة حتى ليلة الانتخابات . المؤكد فقط شيئان : أن عشرات الملايين من المشاهدين سوف يضبطون مؤشرات تليڤزيوناتهم على المحطات الاثنتين والستين التى ستنقل ذلك البث عبر معظم الولايات ، وأن أسهم سينكلير تشهق يوما بعد يوم فى وول سترييت .

طوفان الأفلام المناصرة لبوش المعادية لكيرى ، يكاد يفوق طوفان الأفلام العلمانية التى انهالت ردا على ’ آلام المسيح ‘ . من العراق نفسها كان ثمة فيلم كردى وثائقى بعنوان ’ مقابر صدام الجماعية ‘ ، يعرض تاريخ ريچيم صدام حسين فى الإبادة الجماعية للأكراد . وبه مثلا مقابلة توصف عادة بالمرعبة مع على حسن المجيد الملقب بالكيماوى يروى فيها بتلذذ تفصيلى كيف خطط ونفذ مذبحة حلبجة . اشترت شركة أميركية هذا الفيلم وصهرته داخل فيلم أميركى وثائقى جديد ذو مظهر أكثر احترافية بالطبع عنوانه ’ أسلحة الدمار الشامل ‘ WMD ، ذلك حتى دون الإشارة لأصل المادة . هذا الفيلم أثار ضجة كبيرة أيضا ، ترجع فى جزء منها أن به مشهدا يلاحق فيه صناع الفيلم مايكل موور بذات الطريقة التى يلاحق بها هو عادة كبار المسئولين فى أفلامه . وما فعله هو بالضبط ما يفعله هؤلاء ، يحمر وجهه ، يهرول مبتعدا ، يرفض الرد على الأسئلة ، ويقول اصنعوا ما شئتم من أفلام ( بمعنى بعيدا عنى ) !

فيلم أميركى وثائقى آخر صنع بطريقة مقاربة ، هو ’ أصوات من العراق ‘ . كانت تعطى كاميرات ڤيديو رقمية لمواطنين عراقيين ويطلب منه تصوير أسرهم وانطباعاتها حول ما جرى ويجرى . ثم من هذه المادة الهائلة تم توضيب هذا الفيلم ، الذى لا يخلو بالضرورة من السياسة ، بل لعله الوحيد الذى تعرض من ذات المنطلق الإنسانى للمسكوت عليه الأكبر فى الإعلام الغربى : من هؤلاء الذين عذبوا فى أبى غريب ، وهل اتفاقيات چينيڤ غطاء لهؤلاء السفاحين لقتل المزيد والمزيد من الضحايا الأبرياء ، وطبعا يعقد مقارنات بالأرقام بين جرائمهم فى عهد صدام وبين الواقع الحالى بعد الغزو . يقول آرشى درورى صانع الفيلم : أنا لست مايكل موور . أنا أرى العراقيين كبشر لا كمعركة أيديولوچية .

عنوان فهرنهايت أوحى للكثيرين باستغلاله فى صنع أفلام مضادة له . ’ فهرنهايپ 11 / 9 ‘ هو أحد هذه الأفلام ، والترجمة الحرة للكلمة أكاذيب فهرنهايت 11 / 9 . هذا فيلم صنع للڤيديو مباشرة وأصر على أن يضرب أرفف محال الڤيديو فى نفس يوم نزول غريمه كلاهما على أقراص دى ڤى دى .

حتى ملفات موور القديمة فتحت ، واستغلال شهرة موور كان على أشده . ’ مايكل وأنا ‘ ، العنوان يشير بالطبع لروچر وأنا ، أما الموضوع فيشير لكولومباين ، فهذا فيلم يدافع عن حق الأميركيين فى حمل السلاح . هذا الحشد الهائل دفع البعض لتخيل كما لو أن مرشح الرئاسة هو مايكل موور وليس چون كيرى . أما موور نفسه فكان تعليقه أنه سعيد بأنه أسهم فى حل مشكلة البطالة عند المشتغلين بالسينما .

أما آخر فيلم وثائقى ضرب الشاشات هذا الأسبوع فقد كان ’ 41.11 مئوية ‘ . تسأل ما هذه الحرارة ، الإجابة هى النقطة التى يبدأ الدماغ فيها فى الموت إذا ما وصلت حرارة الجسم إليها . المعنى واضح إلام يشير صناع الفيلم . الفيلم يسير فى عدة خطوط ، من أبرزها مواقف كيرى المتقلبة عبر حياته ، والتركيز على نقطة فى الواقع لم تنل حقها كثيرا فى الفهم ، وهى أن الفشل الاستخباراتى فى منع 11 سپتمبر يرجع للقرارات الجسيمة لولاية بيلل كلينتون التى شلت من تحركات وسلطات أجهزة الاستخبارات ، ناهيك عن شل ميزانياتها بالطبع . مايكل موور موجود طبعا . هو واحد من أربعة يبحث الفيلم فى أوجه الشبه فيما بينهم : چون كيرى ، چون إدواردز ، مايكل موور ، أدولف هتلر .

ولنترك ضفة الفيلم الوثائقى ، ولو لمرة واحدة . سنجد فيلما بالعرائس ، ملأ الدنيا جلبة قبل عرضه لسبب آخر تماما هو أن به بعض المشاهد العارية لتلك العرائس وكذا مشاهد پورنوجرافية لها . الرقابة هى السبب فى هذه الضجة ، وانتهى الأمر بتخفيف تلك المشاهد نظير منحه المعيار R الذى يسمح للصغار بمشاهدة الفيلم لو كانوا بصحبة أحد البالغين . الفيلم بعنوان ’ فريق أميركا —شرطة العالم ‘ Team America —World Police . لكنه شاء أو أبى ( والأرجح طبعا أنه يشاء ) وجد نفسه فى قلب معركة سباق الرئاسة . القصة أن تعلم الاستخبارات بأن ثمة مؤامرة لتنظيم القاعدة لضرب پاريس بسلاح دمار شامل ، فتستدعى ممثلا هولليووديا وسيما بارع التمثيل كى يتقمص دور إرهابى وينضم للتنظيم . وسرعان ما يتضح أن رئيس كوريا الشمالية هو المصدر الذى أمد الإسلاميين بالسلاح ويتسع نطاق مواجهة ’ فريق أميركا ‘ ، وهم رباعى شاب من العملاء المحترفين من الرجال والنساء ، للإرهاب العالمى . الجزء الصاعق فى الفيلم والذى استقطب أكثر التعليقات فى أميركا هو تقديمه بالغ السلبية لنجوم هولليوود اليساريين . كلهم ظهروا كعرائس فى الفيلم ، أليك بالدوين ، تيم روبينز ، سوزان ساراندون ، هيلين هنت ، مات ديمون ، كلهم ، كى فى النهاية تفجر تلك الدمى بمنتهى القسوة والاستخفاف والتشفى . هذا يشمل مايكل موور أيضا الذى قدم كمتفجر انتحارى شره للطعام مكلف بمهمة تفجير تماثيل وجوه الرؤساء الشهيرة فى جبل ماونت راشمور . هؤلاء جميعا قدموا بالأصوات القبيحة لصانعى الفيلم تراى پاركر ومات ستون . أما أهمهم قاطبة فقد عومل بقسوة أكبر ، شون پين ، فلم يتح له الفيلم قبل تفجيره سوى فرصة للنطق بجملة واحدة كانت كافية لإنهاء كل شىء : ’ لقد كنت فى العراق ‘ !

الفيلم إذن ضد رموز اليسار الهولليوودى ويرى فى مواقفها الداعية للسلام سذاجة مفرطة لا ترى الأخطار الحقيقية التى تتهدد العالم ، ويزيل كافة الفواصل المحتملة بين مواقفهم وبين مواقف أسامة بن لادن أو صدام حسين . لكن ماذا عن موقفه من الحرب ؟ هو طبعا يقدم بابتهاج قدرة ’ فريق أميركا ‘ على قهر الأعداء ، لكن هذا مقدم بطريقة خاصة ، كأن مثلا يدمرون برج إيفيل وأهرامات الجيزة عرضا بينما يحاولون تخليصها من الإرهابيين . هذا دفع بعض الكتاب لاتخاذ موقف مختلط منه باعتبار أنه يسخر أيضا من الطريقة التى تدير بها ولاية بوش الحروب . لكن الأرجح أنه يقدم هذه فى إطار السخرية العامة التى انتهجها ، ثم أنها ترسل رسالة ضمنية فحواها أن أميركا قوية جدا حقا ، ثم ما قيمة برج إيفيل وأهرامات الجيزة على أية حال ؟

التوقيت هو اسم اللعبة هنا . رامبو عرض فى وقت لم تكن فيه أميركا تدخل حربا ، ولا تدخل انتخابات ، لذا لم ينظر له الكثيرون على أنه فيلم حزبى . حزبية ’ فريق أميركا ‘ وضعت تحت المجهر بطريقة مفرطة حقا ، فقط بسبب التوقيت . لو عرض فى أى وقت آخر لنظر له كمجرد فيلم مرح أو ’ وطنى ‘ كعشرات الأفلام الأخرى الشبيهة عن البطولات الأميركية . لكن على الأقل هذا الفيلم دخل التاريخ كأهم فيلم تجرأ على من يعتبرون فى مصاف الأيقونات المقدسة ، ليبراليو هولليوود . وكان آخر مشهد انطبع فى ذاكرتنا عنهم ، أن فاز اثنان منهم بالأوسكار الأخيرة للتمثيل الرجالى ( پين وروبينز ) ، ويومها قدم جمهور الحفل تحية واقفة لشون پين ، وهى لا تعطى فى العادة إلا لمن يبلغون من العمر ضعف عمره .

الخلاصة ، السينما دخلت كسلاح هائل فى السياسة الحزبية الأميركية ، كما لم تكن كذلك من قبل . هولليوود التى أرادت دوما تحاشى السياسة باعتبارها قبلة الموت لشباك التذاكر ، فأراحت دماغها منها برمتها يمينها ويسارها ، ربما لم تعد تقوى على الحفاظ على موقفها المبدئى هذا . كما أن الأمة الأميركية منقسمة بحدة يمينا ويسارا ، ليس من المستبعد أن نرى ذات الاستقطاب يتغلغل داخل هولليوود . تقليديا كان ينظر لها كمعقل حصين لليسار . حتى أصحاب الستوديوهات أنفسهم ، كچاك وارنر ، كانوا فى مجملهم ليبراليين ( أى يساريين طبقا للمفهوم الأميركى للكلمة ) . الآن مع وجود أناس مثل ريوپرت ميردوك ومايكل آيسنر ، ممن لا يخفون مواقفهم اليمينية ، وكذا مع بروز تيار يمينى قوى داخل الفنانيين أنفسهم ( أشهره بالطبع آرنولد شوارزينيجر ) ، يبدو أن الاستقطاب قادم لا محالة . أساسا سيكون بين أصحاب المال وأصحاب الفن ، ثم بين أصحاب الفن بعضهم البعض . ثم أن رأس المال ينتفض حاليا للدفاع عن مصالحه بعد عقود من الاستكانة لهيمنة اليسار على كل آلة الإعلام العالمى . وأبرز مثال تأسيس ميردوك لشبكة فوكس نيوز ، التى سوف يدين لها چورچ بوش بأكبر فضل فى حالة إعادة انتخابه . هذه أول شبكة ذات توجهات يمينية صريحة فى كل التاريخ الأميركى ( إن لم نقل العالمى ) . والمدهش أنها فى سنوات قليلة اكتسحت السوق من شبكات الكيبول اليسارية التقليدية مثل السى إن إن ، وتحظى منذ فترة بأكثر من ضعف عدد مشاهدى هذه القناة التى أسسها ولا يزال يديرها كجزء من تايم وارنر اليسارى الشهير تيد تيرنر زوج اليسارية الأشهر چين فوندا . بل هذا الشهر أصبحت فوكس نيوز تفوق جميع شبكات الكيبول الإخبارية مجتمعة من حيث عدد المشاهدين ، كما أنها تحظى بتسعة من أنجح 10 برامج كيبول إخبارية ( العاشر والذى يحتل المركز السادس فى القائمة هو ’ لارى كينج لايڤ ‘ على السى إن إن ) .

[ للمزيد انظر بصفحة الليبرالية تغطيتنا المتواصلة للملحمة التى تعزفها فوكس نيوز التى أخذت بألباب الإعلام الأميركى والشعب الأميركى وألباب كل العالم . ستجد تحديثات لأرقامها الكاسحة المتواصلة التى لم تعد تكتسح السى إن إن فقط ، بل دخلت طور منافسة أرقام الشبكات المجانية الثلاث الكبرى . أيضا ستتابع أخبار تساقط الرموز التاريخيين لهيمنة اليسار على الإعلام الأميركى كأوراق هذا الخريف الرائع ، هؤلاء من أمثال دان راثر وتيد كوپيل . والحديث هناك متواصل ومغزاه أن التاريخ لن يعود للوراء ، نقصد أنه يعود للوراء ليصحح أخطاءه ! ] .

من انتفاضة رأس المال أن نعلم أيضا أن شركة إن ديماند التى رفضت عرض فيلم مايكل موور ، هى مملوكة جزئيا لإيه أو إل تايم وارنر ، وهذا دليل على أن هذا التجمع الأضخم فى دنيا الترفيه أبعد فى مجمله الآن من أن يكون على ذات المواقف الشهيرة لمن لا يزال يحمل أسماءهم ، آل وارنر . أما وجود السى إن إن التى تهوى جماهيريتها باضطراد فيه ، فتفسيره أنه يوم اشتراها كانت الشبكة الإخبارية المتخصصة الوحيدة فى العالم .

من هذه الانتفاضة أن حتى اللحظة ، ورغم كل مغريات الربح المادى ، لم يتورط أى ستوديو هولليوودى كبير على أى نحو من المناحى فى أى من فيلمى مايكل موور وميل جيبسون اللذين خرقا الشفرة الأخلاقية الهولليوودية عريقة الصمود والثبات ، ربما لم يستمر هذا إذ طرحت فوكس فيلم المسيح كڤيديو أول نوڤمبر 'Passion' leads Fox to homevid heaven ومصدر ردستون أيضا ڤارايتى نفس اليوم A presidential paradox وكأنه اتفاق ضمنى جديد بين أصحاب المال حتى لو تفاوتت مواقفهم السياسية .

حتى ڤياكوم صاحبة سى بى إس التى ارتكبت هذا الشهر فضيحة كبرى من خلال برنامجها ’ 60 دقيقة ‘ بتقديم وثيقة مزورة عن خدمة بوش العسكرية ، دعمت بوش علنا هى الأخرى . فرغم أن رئيس الشركة الأم تلك سمنر ردستون ديموقراطى مسجل عريق ومعروف ، ألا أنه هو نفسه صرح مؤخرا أن إعادة انتخاب بوش هى أفضل شىء ممكن للشركة !

وطبعا من ذروة هذه الانتفاضة أن تصل ديزنى ، وكانت تاريخيا مجرد شركة مؤمنة بقيم الأسرة دون خوض صريح أو حتى غير صريح فى السياسة اليمينية ، أن تصل فى بطشها باليسار حين يحاول اللعب بأموالها تحت أنفها ، لدرجة تبخير شركة مملوكة لها هى نفسها من الوجود .

باختصار ، الدنيا غير الدنيا بعد 11 سپتمبر . وعام 2004 هو عام الدخول الكبير للفن لدنيا السياسة ، ناهيك منها دنيا السياسة الحزبية ، على نحو لم نره منذ أفلام أواخر الستينيات ومطلع السبعينيات الأوروپية اليسارية الشهيرة مثل ’ زد ‘ 1969 الفرنسى‑الجزائرى عن عسكر اليونان الذى توجته هولليوود بالأوسكار الأجنبية ، أو تلك الوفرة من نظرائه الإيطالية بالأخص ، أو طبعا الحالة الأميركية النادرة نسبيا فيلم ووترجيت ’ كل رجال الرئيس ‘ 1976 المسمى بدوره للأوسكار الرئيسة كأحسن فيلم . الفارق أن آنذاك كان اليسار وحده هو الذى يعرف حرفة اسمها صنع الأفلام .

… وماذا بعد ؟ ربما يمر بعض الوقت قبل أن نشهد وقوع طلاق جديد بين هولليوود والسياسة !

 

 20 نوڤمبر 2004 : مدخل خاص :

صراع أفلام نهاية العام

طوفان غير مسبوق من الأفلام الأميركية فى موسم الأعياد

والأفلام الجادة التى تروى سير شخصيات حقيقية تحتل مركز الصورة

لم يحدث أن شهد الموسم السينمائى المرتبط بأعياد نهاية العام مثل هذا الثراء والتنوع الذى تشهده حاليا الشاشات الأميركية ومن ثم العالمية . لماذا تتركز العروض السينمائية فى مواسم معينة ، ما هى الخلفيات التاريخية لسباق ’ المواسم ‘ هذا ، ثم ما هى خصائص أفلام نهاية هذا العام التى تميزها عن الأعوام السابقة ، أسئلة تطرحها هذه الخاتمة المثيرة لعام سينمائى حافل .

تركيز الأفلام فى فترات معينة من السنة ظاهرة قديمة عرفتها كل مراحل تاريخ السينما وأيضا كل البلاد . عندنا فى البلاد العربية ، لا سيما التى تحظى بعدد كبير نسبيا من دور العرض كمصر ولبنان ، كان الموسم قديما هو الذى يبدأ بنهاية فصل الصيف وينتهى ببدايته ، ولو وجدت دور عرض تشتغل صيفا فإنها لم تكن تعرض أفلاما جديدة . منذ أواخر الخمسينيات لم تعد هذه هى القاعدة وصارت الأفلام تعرض طوال السنة دون انقطاع . تدريجيا راحت الأفلام الكبيرة أو ذات التوقع الجماهيرى الواسع تبحث عن الفترات المميزة من السنة ، فوجدت ضالتها فى ’ موسمين ‘ يتمتعان بإقبال خاص من نوعه هما عيدا الفطر والأضحى . التسعينيات شهدت توسعا كبيرا فى توزيع الأفلام لا سيما مع ازدهارة إنتاج السينما المصرية من الأفلام الكوميدية ، وتوسع الأسواق اللبنانية والخليجية وغيرها فى عرض الأفلام الأميركية . هذا أدى لتبلور موسم لم يكن معروفا أبدا من قبل كموسم مميز ، هو موسم الصيف . فى هذا ’ الموسم ‘ حققت بعض الأفلام المصرية على شاشاتها المحلية أرقاما تصل إلى 25 مليون جنيه ( 6 مليون دولار فى حينه ) ، وهى أرقام لا تقارن إطلاقا بأرقام عقد واحد مضى . وهكذا استقر حال مواسم السينما عندنا فى وضع واضح الثبات لعدة سنوات ، موسم كبير هو موسم الصيف مخصص عموما للكوميديات الكبيرة ، وموسمان صغيران هما العيدين المذكورين تبحث فيه الأفلام الدرامية والرومانسية وما شابه لفرصة نجاح فوق المتوسط .

هكذا تقريبا حال السينما فى كل مكان ، تتركز بوضوح فى أوقات معينة أكثر نجاحا . فى أميركا يوجد دائما أبدا موسمان كبيران . موسم الصيف وموسم أعياد نهاية العام الذى يبدأ بعيدى الهاللووين والشكر وينتهى بالكريسماس وبداية العام الجديد . لحد ما سمات هذين الموسمين واضحة منذ وقت طويل . كان موسم نهاية العام هو الموسم واضح الملامح محدد الأوقات والمناسبات ، وكان بطبيعته مخصصا للأفلام الأسرية الكبيرة ، كأفلام الرسوم المتحركة والأفلام الموجهة للأطفال وقصص الكريسماس وما إليها . وكانت الحكمة السائدة أن فى الكريسماس وما شابه تتناقش الأسرة حول الأفلام ثم تذهب معا لمشاهدة ما تحب ، ومن ثم أصبح مثلا عدد من السلاسل الشهيرة مرتبطا بهذا الموسم ، مثل ’ وحدى فى البيت ‘ وأفلام ’ چيمس بوند ‘ وثلاثية ’ لورد الخواتم ‘ و’ قصة لعبة ‘ بجزئيه ومعهما غالبية أفلام التحريك الحاسوبى ثلاثى الأبعاد التالية الأخرى من شركة پيكسار . أما فى الصيف فكل النقاشات والاهتمامات بالسينما غالبا ما تدور فى شلل الأصدقاء من المراهقين والمراهقات ، هؤلاء هم الجمهور الأساس لأفلامه . مع ذلك ظلت النظرة لشهور الصيف أنها مجرد شهور متصلة ممتدة خصيصتها الوحيدة عطلة المدارس ، وبالتالى كان يصعب العثور على سمة مشتركة لتلك الأفلام الكبيرة الأخرى التى يجمعها دونما سمة مميزة .

مع نهاية الثمانينيات بدأت تظهر هذه السمة المفقودة . أصبحت أفلام الحركة ( النشاط أو الآكشن ) هى سمة الصيف الكبيرة . مع خبطات مثل الجزء الثالث من سلسلة ’ إنديانا چونز ‘ مايو 1989 ( 37 مليونا فى أول عطلة تقليدية له ، أى أيام الجمعة والسبت والأحد بعد حذف أيام العطلات الرسمية الأخرى الملحقة بعطلة نهاية الأسبوع إن وجدت ) ، ثم فى الشهر التالى مباشرة ’ باتمان ‘ 1989 ( 43 مليونا فى أيامه الثلاثة الأولى المماثلة ) ، ولد ما يمكن تسميته موسم الصيف بالمعنى الضخم للكلمة الذى نعرفه الآن .

من ساعتها أصبحت شهور الصيف التى تراجعت تدريجيا بسبب الضغط الشديد عليها لتبدأ فى أوائل مايو ، أصبحت أولا موعدا سنويا مع أفلام نجم أفلام النشاط الأول آنذاك آرنولد شوارزينيجر ’ استرجاع كلى ‘ 1990 و’ المدمر 2 ‘ 1991 … إلخ ، وطبعا مع كل سلسلة باتمان التالية بدءا من 1992 . ثم استقطبت إنتاجات هائلة من نوعية ’ حديقة الديناصورات ‘  بأجزائه 1993 و1997 و2001 و’ يوم الاستقلال ‘ 1996 و’ المهمة المستحيلة ‘ 1996 و2000 و’ رجال بملابس سوداء ‘ 1997 و2002 و’ المومياء ‘ 1999 و2001 و’ حروب النجوم ‘ 1999 و2002 و’ المصارع ‘ 2000 و’ الرجال إكس ‘ 2000 و2003 و’ الرجل العنكبوت ‘ أيضا بجزئيه 2002 و2004 ، وبات الصيف مع كل تلك الأفلام موعدا سنويا لتحطيم السجلات القياسية للعام السابق .

هكذا بدأت الأضواء تنحسر عن موسم نهاية العام التقليدى متبلور الملامح ، وأصبح الصيف توقيتا مغريا للغاية للستوديوهات حتى للذهاب بأفضل إنتاجاتها الأسرية إليه ، وكان مدهشا وتاريخيا حقا قرار ديزنى عرض ’ الملك الأسد ‘ فى شهر يونيو من سنة 1994 حيث حقق بالتالى أفضل من كل ما حققه نظرائه من قبل فى موسمهم الخريفى التقليدى . ومن بعده توالى نزوح أفلام التحريك الكبرى مثل ’ پوكاهونتاس ‘ 1995 و’ أحدب نوتردام ‘ 1996 و’ هرقل ‘ 1997 و’ مولان ‘ 1998 و’ طرزان ‘ 1999 و’ ديناصور ‘ 2000 و’ العثور على نيمو ‘ 2003 ، هذا فضلا عن أنجحها إطلاقا ’ شريك ‘ بجزئيه 2001 و2004 . أما آخر مظاهر هذه الهجرة فلم يكن فيلم رسوم متحركة ، إنما كان شيئا مدويا حقا ، فيلم من فئة البليون دولار فى الشباك العالمى ، الرقم الذى نجح كل من جزئيه الأولين فى تحقيقه فى عرضهما المعهود خلال الأعياد ، لكن ها هو الجزء الثالث من ’ هارى پوتر ‘ يعرض صيفا هذا العام 2004 وبذات النجاح تقريبا .

الحقيقة أنه كانت تتبلور فى ذات الوقت لموسم أعياد نهاية العام وظيفة أخرى هى التأهل لموسم الجوائز وعلى رأسها الأوسكار . كثير من الأفلام كان يكتفى بعرض فى عدد محدود من الشاشات لمدة سبعة الأيام المؤهلة للأوسكار . لكن سرعان ما اكتشف أصحاب هذه الأفلام الكمون التجارى لهذا التوقيت . وأصبح المعتاد أن بمجرد أن يخف تزاحم الأفلام الأكبر على أسابيع الأعياد حتى تبدأ تلك الأفلام فى توسيع عرضها المحدود مستفيدة من الدعاية الكبيرة التى تمنحها لها الجوائز المختلفة التى تمنح خلال الشهور الأولى من السنة الجديدة .

رغم أن من قواعد هولليوود الذهبية أنك يجب ان تتيح كل نوعيات الأفلام لكل نوعيات الجمهور خلال اى وقت معطى من السنة ، ذلك حتى لا تعطى ذلك الجمهور المبرر للبقاء فى البيت أو البحث عن وسيط ترفيه آخر ، إلا أنه كان لا مفر من أن تصبغ تدريجيا أفلام الجوائز الرفيعة فنيا ذات الأفكار تلك ، كل الموسم بصبغتها . هذا لدرجة أنه يمكن فى الأعوام القليلة الأخيرة القول دون خطأ كبير إن سمة أفلام الصيف انها الأفلام الجماهيرية جدا خاوية الدماغ لحد ما التى يتهافت عليها المراهقون بالملايين وبعد ثلاثة بالضبط أيام لا تجد من يشاهدها لأن هؤلاء راحوا ينشغلون بما سوف يأتى به يوم الجمعة التالى . أما أفلام آخر السنة هى الأفلام المثيرة للفكر الجادة لحد كبير ، سواء الصغير منها الذى لا يحظى سوى بسبعة أيام عرض ، أو الكبير التقليدى واسع العرض أيضا ( هذا يفسر لماذا لم يذهب مثلا ’ لورد الخواتم ‘ صيفا رغم كل المغريات . وطبعا هناك ’ تايتانيك ‘ ) .

يعزز موسم هذا العام تلك الميول التى ظهرت فى السنوات الأخيرة ، وعلى رأسها تلك الأفلام المثيرة للفكر ، وكون الأعياد لم تعد موسما لأفلام ذات نوعية معينة هى النوعية الأسرة ، بل هو موسم شامل جامع لا بد وأن تمثل فيه كل النوعيات السينمائية ، ويكفى أن نعلم أن شهرى نوڤمبر وديسمبر الحاليين يشهدان عرض أكثر من 60 فيلما جديدا ، كلها مثير للاهتمام بدرجة أو بأخرى ، خلافا لأية شهور أخرى .

أول ما يصدم المراقب بقوة هو ذلك الحشد الهائل من أفلام السير الشخصية ، والطبيعى أن هذه النوعية تمثل شخصيات مهمة مؤثرة غيرت فى المحيط حولها ، وعلى الأرجح أثارت قدرا كبيرا من الجدل . هذا موجود بوفرة هذا العام وحدث ولا حرج .

Liam Neeson and Laura Linney in Kinsey (2004)

Also in Pop Art 3 Let’s Talk about Sex!

على رأس القائمة ’ كينسى ‘ تمثيل ليام نييسون . الجدل والحملات الداعية للمقاطعة بدأ قبل عرض الفيلم نفسه . الفيلم ( كما سبق وتناولناه ) ، يروى قصة حياة الپروفيسور ألفريد كينسى أول من بحث بتوسع فى العلاقات الجنسية ، وسببت نتائج بحوثه صدمة مجتمعية هائلة فى أوائل الخمسينيات ، واليوم عاد هذا الجدل بما لا يقل بحال عن خمسين عاما مضت .

كينسى حدث ظهر فجأة ، أو صدمة فجائية إن جاز التعبير . لذا فالفيلم الذى طالت حوله التوقعات منذ عامين على الأقل هو فيلم المخرج الكبير مارتين سكورسيزى الجديد ، تعاونه الجديد مع شركة ميراماكس بعد ’ عصابات نيو يورك ‘ 2002 . الفيلم من بطولة النجم الشاب ليوناردو ديكاپريو ، ويروى حياة البليونير الشهير هاوارد هيوز . الفيلم بعنوان الطيار ، ويروى حياته منذ كان طيارا ، فمؤسسا لإحدى الشركات العملاقة فى صناعة الطيران ، وهى التى لا تزال تحمل اسمه لليوم ، ومشاركا فى تأسيس وإدارة عدد من أكبر شركات خطوط الطيران الأميركية ، ثم حدث واستهوته السينما فجأة فأصبح مخرجا ومنتجا ، وأيضا مولعا على الصعيد الشخصى بفاتنات السينما الأكثر شهرة . الجدل مزدوج المصدر هنا . هيوز نفسه كان شخصية غامضة غريبة الأطوار لا يمكن توقع تصرفاتها ، والأدهى أن قضى العقود الأخيرة من حياته فى عزلة تامة لا يقابل أحدا ، ويدير شركاته من خلف الستار . والناس تتوقع من الفيلم أن يحل أو يكشف بعض تلك الأسرار . من ناحية أخرى الفيلم لم تنجز نسخته النهائية حتى اللحظة ، الأمر الذى أفسح المجال للتكهنات ، وأيضا رفع حجم التوقعات التى تنتظر من هذا الفيلم الكبير الذى سيفتتح يوم 17 ديسيمبر .

Alexander (2004)

Alexander (2004)

Let’s Talk about the First Imperialist!

بميزانية أكبر ( 160 مليونا تساوى 300 فى غير المغرب ) وانتظار أكبر ( 15 سنة ) وتوقعات أكبر ( ربما لا تصدق ) ، وتأكيدا بجدل أكبر ، يأتينا مخرج كبير آخر بسيرة شخصية أخرى ، لكنها بفارق العودة 24 قرنا للوراء . ’ أليكساندر ‘ هو أليكساندر العظيم . المخرج هو أوليڤر ستون صاحب ’ چيه إف كيه ‘ ، وهذه عودة بعد غياب للأفلام الضخمة بعد سنوات من الاهتمام بأمثال فيدل كاسترو وياسر عرفات . الممثل هو كولين فاريلل ، والخيار الأغرب هو أمه ، النجمة الشابة الحسناء أنچيلينا چولى ، التى فى الحياة الواقعية لا تكبر كولين فاريلل سوى بعام واحد . الفيلم سيعطى بالتالى اهتماما خاصا للعلاقة شبه الأوديپية بينهما ، وعلى الأثر الهائل لهذه الأم عليه حتى وهو على بعد آلاف الأميال من موطنه فى ماسيدونيا . هذا إن أشرنا لجانب واحد مثير للجدل هو الأقل فى الواقع . الأكثر إثارة للجدل على الأقل بدأت عواصفه فى اليونان بالفعل هو علاقة أليكساندر المثلية بصديق عمره هيفاستيون ، ذلك أنه كان ثنائى الميول جنسيا . لكن ربما الأهم من هذا وذاك والذى بدأ يضطرد حوله الجدل بالفعل ، هو لماذا يهتم مخرج شديد اليسارية بالسيرة الذاتية لأول إمپريالى فى التاريخ . هذا أشبه بصب الزيت على النار ، فالجدل مستعر فعلا فى المجتمع الأميركى خاصة إبان انتخاباته الرئاسية ، وأيضا مثله فى كل العالم . بالتأكيد ستون يقدم رؤية للعالم الموحد كجمعية تعاونية كل الأعضاء متساوون فيها ، وهى رؤية يقول التاريخ إنها لم تؤد لأى مكان إلا اضمحلال وسقوط الإمپراطوريات ، وبالمعادلات العصرية هى صدى لتوجهات بيلل كلينتون أو چاك شيراك أو من ثم چون كيرى فى رؤيتهم للعالم بعد سقوط الشيوعية . هذه الرؤية هى النقيض تماما من الرؤية التى يمثلها فى عالمنا المعاصر چورچ دبليو . بوش وفريقه ، من أن توحيد العالم لا بد وأن يستلزم بالضرورة قيادة مركزية واتجاه واحد هابط للرؤى والتعليمات من الدماغ للأعضاء وذلك كأى كيان فى الدنيا شركة أو جيش أو مؤسسة أو أى شىء ( نموذج البيزنس ، نموذج المتعضية البيولوچية المستعقد ، أو سياسيا نموذج الإمپراطورية ) . المؤكد أن لصق تلك الرؤية الأولى ( نموذج الجمعية التعاونية ، النموذج الطحلبى البدائى ، أو نموذج الأمم المتحدة ) فى تلميذ لأرسطو هو تحميل للتاريخ أكثر مما يحتمل ، ما لم يقل ستون صراحة أن تحول أليكساندر عن رؤية المعلم أرسطو حول التفاوت فى الاستعداد الحضارى بين الأمم ( يقوم بدوره فى الفيلم كريستوفر پلامر ) هو تحديدا سبب اضمحلال وسقوط إمپراطوريته ، والمؤكد أنه لم ولن يفعل شيئا كهذا أبدا . المهم فى كل الأحوال أن الجدل سيكون هائلا رغم توقعات الخبراء بانفضاض الجمهور النسبى عن الفيلم لذهنيته النسبية .

إذا كان الطيار وأليكساندر يسعيان لجائزة أحسن فيلم هنا وهناك ، فإن البعض يرى أن جائزة أحسن ممثل أخذت بعض الأضواء المبكرة فعلا من خلال سيرة شخصية ثالثة هى حياة المغنى الشهير الأسود راى تشارلز . الممثل هو چامى فوكس الذى رأيناه أمام توم كروز هذا العام فى فيلم ’ الجانبى ‘ أو الملاصق Collateral . فوكس ليس بالممثل الشاب ولا الجديد ، لكنه لمع من لا شىء وعلى نحو فجائى للغاية ووصل لأعلى مراتب النجومية من خلال هذين الفيلمين دفعة واحدة ، اللذين لا يفصل بينهما سوى شهرين اثنين .

من سير نجوم الغناء أيضا حياة بوبى دارين وعنوان الفيلم ’ وراء البحر ‘ ، والنجم هو نفسه المخرج هذه المرة ، ألا وهو كيڤين سپيسى ( بطل الخطايا السبع والجمال الأميركى ) . طاقم التمثيل لا يقل ضخامة ، وأيضا التوقعات كبيرة ، وربما أيضا الجدل .

مغنى الراپ المعتزل چاى زيى ، يروى بنفسه فى فيلم وثائقى بعنوان ’ خفوت إلى السواد ‘ الفصل الأخير من حياته الفنية ، وبالأخص الحفل الختامى فى حديقة ماديسون سكوير بنيو يورك سنة 2003 . نجمات ونجوم الغناء الكاسحين الحاليين لا سيما السود منهم كبويانسيه وميسى إيلليوت وميرى بيلچى وآر . كيللى … إلخ ، يظهرون فى الفيلم ، لذا لا تتوقع أنه سيكون بالضرورة أقل شأنا فى الجماهيرية من منافسيه من الأفلام الروائية .

ماريا كاللاس أيضا نجمة غناء وإن من نوع آخر ، لكنها تحظى بسيرة ذاتية ما أخرى وسط هؤلاء . فى أيامها الأخيرة صارت وحيدة شبه محطمة بالطبع بسبب ضياع صوتها . مدير أشغالها السابق يزورها وتواتيه فكرة صنع فيلم تمثل فيه أوپرا كارمن مع إضافة صوتها القديم ، وينجح بالتالى فى رد الجميل وإحياء الاهتمام بأسطورتها ، إلخ . العنوان ’ كاللاس للأبد ‘ .

ماريلين مونرو لها أيضا فيلم . فيلم وثائقى بعنوان ’ رجل ماريلين ‘ يروى سيرة حياتها المبكرة ، والمقصود بالعنوان چيم دوغرتى حب نورما چين الأول .

غير بعيد عن كل هذا تأتينا أيضا حياة مبتكر شخصية پيتر پان ، چيمس إم . بارى . يحكى ’ العثور على أرض الأبدا ‘ قصة حياته وبالأخص تفاصيل أول عرض لتلك المسرحية سنة 1904 . المفاجأة فى فيلم سيرة ذاتية كهذا هو قيام چونى ديپ ببطولته ، فى اللحظة التى تعد حاليا ذروة نجاحه الفنى والجماهيرى الكاسحين بعد مفاجأة العام الماضى الهائلة فيلم ’ قراصنة الكاريبى ‘ . أيضا تشاركه البطولة جميلة التايتانيك كيت وينسليت ، والاسمان سيجذبان بلا شك جمهورا لم يحلم به بارى أبدا ، ليس لمشاهدة نسخة أخرى من قصته المعروفة عن ذلك الصبى المعجزة ، إنما قصة حياته الواقعية هو نفسه !

وليس بعيدا أبدا سنشاهد كذلك حياة الأخوين جريم ، اللذين قدما حشدا هائلا من قصص الحواديت فى القرن التاسع عشر . عنوان الفيلم هو ببساطة ’ الأخوان جريم ‘ .

الشاعر الإسپانى المشلول رامون سامپديرو ، الذى كافح من أجل حقه فى الموت ، شخص آخر ليس معدوم الشهرة ولا إثارة الجدل يظهر فى هذا الشهر أيضا فى فيلم بعنوان ’ البحر بالداخل ‘ لمخرج فيلم ’ الآخرون ‘ أليخاندرو أمينابار ، الإسپانى أصلا عالمى هولليوودى الصيت حاليا .

أناس واقعيون ربما أقل شهرة يضيفون المزيد من الصبغة السياسية على حفنة أفلام السير الذاتية . رجل بيزنس حاول اغتيال نيكسون . الوقائع حقيقية وإن كان التصرف الدرامى أكبر نسبيا من المعتاد . ’ اغتيال ريتشارد نيكسون ‘ هو عنوان الفيلم الذى يقوم فيه نجم الأوسكار الأخيرة شون پين بدور ذلك المغتال واسمه فى الفيلم ساميول بايك .

مالك فندق فى رواندا أثناء المذابح الهائلة للحرب الأهلية الأخيرة ، أسهم فى إنقاذ حياة نحو ألف من أبناء قبيلة التوتسى . هذا الشخص ربما لم يخطر بباله أن ما فعله سيصبح مادة لفيلم حظى حتى الآن بعدد من جوائز المهرجانات الكبيرة ، وينافس الآن على مكان فى بازار نهاية العام السينمائى الكبير وما سوف يستتبعه من سباق جوائز . دون تشيديل هو النجم الأسمر بطل فيلم ’ فندق رواندا ‘ . وهو عامل مشترك مع فيلم نيكسون أيضا ، الذى يقوم فيه بدور صديق البطل المتعاطف معه .

The Incredibles (2004)

Let’s Go Adventure!

إذا كان أليكساندر مهددا بكارثة فى شباك التذاكر ، فإن الفيلم الذى سيحتل قمة الموسم بلا منازع هو ’ الخارقون ‘ أو ’ غير المعقولين ‘ The Incredibles ، آخر إنتاجات شركة پيكسار المتخصصة فى التحريك الحاسوبى ثلاثى الأبعاد . هم أبطال خارقون معتزلون يتم استدعاؤهم لمهمة خاصة بعد 15 سنة من الاعتزال الممل فى حياة الضواحى .

المنافس الكبير على القمة فيلم تحريك آخر ، وليس الوحيد ، هو ’ الإكسپريس القطبى ‘ ، رواية عصرية ما لأسطورة سانتا كلوز . نرى هانكس فى الفيلم صورة رسوم متحركة ، لكنه فى الحقيقة مثل كل تلك اللقطات فعلا ، والتقطت الأداء كاميرا أشعة تحت حمراء ، ثم حولت الصورة برامج حاسوبية خاصة لما شاهدناه . هذا أسلوب يستخدم لأول مرة ، ومن يدرى ربما يعرضون علينا الفيلم الأصلى يوما ما !

يحفل الموسم بحشد من أفلام الإعادات والاستطرادات بما يؤكد طبيعيته كموسم شامل جامع متنوع ، وأيضا كبير . نسخة منتظرة بجدارة من رائعة برودواى فى السنوات الأخيرة ’ شبح الأوپرا ‘ . موسيقية بالطبع كما الأصل المسرحى ، لكن سينمائيا ليست المعالجة الأولى لقصة الرعب الشهيرة هذه ، ولا حتى الأولى موسيقيا . نسخة أخرى من رائعة أخرى هى رواية چين أوستين ’ كبرياء وتحامل ‘ ، إنتاج عالمى ضخم يضرب الشاشات الغربية هذا الخريف ، لكنه بالأساس قادم من الهند بكل تقاليد الموسيقى والرقص المألوفة من سينما البولليوود . دينيس كويد يضع قدميه فى حذاء چيمس ستيوارت ( أو ربما الأدق خوذته ) كى يعيد فيلم ’ طيران العنقاء ‘ . ’ ألفى ‘ إعادة لفيلم الستينيات الشهير عند زئر النساء الذى بدأت تنفذ أساليبه . چوود لو يصل فى هذا الفيلم لمستوى جديد من النجومية لا سيما بين جمهوره الواسع من الفتيات . فيلم السرقة الكبرى من سنة 2001 ’ 11 أوشن ‘ يصبح ’ 12 أوشن ‘ بذات طاقم التمثيل الهائل ومغامرة جديدة . من هذا الفيلم چوليا روبرتس ومن ’ ألفى ‘ چوود لو يجتمعان معا فى فيلم آخر ’ أكثر قربا ‘ . بطولة رباعية عن الحب والخيانة ، فى الواقع يقال إن المرجح مايك نيكولز يريد بها إحياء المجد القديم لفيلمه الأول ودرامياته النفسية الفائقة ’ من يخاف ڤيرچينيا وولف ‘ 1966 . الفتاة الإنجليزية الوسواسة ’ بريدچيت چونز ‘ تعود فى جزء ثانى بذات الممثلة الأميركية رينيه زيللويجر بعد أن اكتشفت أن بحثها عن الحب لم يكن سوى البحث فى الاتجاه الخطأ . روبرت دى نيرو لن يواصل كثيرا إذلال خطيب ابنته بن ستيللر كما فى ’ قابل الأبوين ‘ 2000 إنما هذه المرة سيحاول إذلال كل أسرته حين تأتى للزيارة فى ’ قابل آل فوكر ‘ .

بعيدا عن الاستطرادات وما أكثرها ، هناك أفلام كثيرة تبدو أشبه بفرصة ثانية لشىء ما . بيلل موراى الذى خسر أوسكار التمثيل عن ’ فقد فى الترجمة ‘ وكان قاب قوسين أو أدنى منها ، يحاول من جديد كعالم أحياء مائية غريب الأطوار فى ’ الحياة المائية ‘ . كيڤين بيكون يبحث عن أوسكار ضائعة أخرى فى ’ رجل الغابات ‘ كشخص كان مولعا بجنس الأطفال ويجاهد من أجل الاستقامة بعد خروجه من السجن . أودرى تاتو نجمة ’ أميلى ‘ التى أيضا أهملتها الأوسكار قبل ثلاث سنوات ، تحاول من جديد . تعود بقلبها الكبير مرة أخرى كفتاة ترفض الاعتراف بأن حبيبها مات فى الحرب العالمية الأولى ، وعنوان الفيلم ’ ارتباط طويل جدا ‘ . هذا عن فرنسا أما عن إسپانيا فمدلل الأوسكار وكل الجوائز المخرج پدرو ألمودوڤار يطمع فى المزيد من خلال ’ تربية سيئة ‘ والمقصود التربية فى المدارس الكاثوليكية . آل پاتشينو يطمع فى المزيد أيضا من خلال دور شايلوك ’ تاجر ڤينيسيا ‘ ، فى أول معالجة هولليوودية إطلاقا لمسرحية شيكسپير شبه المحرمة . حتى أفلام فنون القتال تبحث هى الأخرى عن المزيد بعد أن أغرتها أميركا بشتى أنواع التكريم الأدبى والمادى حين قدمت ’ النمر الرابض والتنين الخفى ‘ قبل أربعة أعوام . الفرصة الجديدة تروى قصة أخرى من التاريخ الصينى القديم ، والعنوان ’ منزل الخناجر الطائرة ‘ . حتى أفلام الآكشن التقليدية جدا تتحسس سوقا لها فى موسم الأعياد . لا اسم يرمز لهذه التقليدية أكثر من المنتج چيرى بروكهايمز ونجمه نيكولاس كيدچ ممن جمعتهما أفلام كـ ’ الصخرة ‘ و’ كون إير ‘ و’ ذهب فى 60 ثانية ‘ . الفيلم الجديد يحمل عنوان ’ كنز قومى ‘ ويدور حول قصة هى الأكثر تقليدية فى أفلام الآكشن : البحث عن كنز !

إذا قلنا أنه لا يزال هناك فى الموسم أفلام لچيم كارى ( سلسلة حوادث مؤسفة ) وچون تراڤولتا وسكارليت يوهانسون ( اغنية حب لبوبى لونج ) وآدم ساندلر ( سپانجليش ) وپييرس بروزنان وسلمى حايك ( بعد غروب الشمس ) وكلينت إيستوود مورجان فرييمان وهيلارى سوانك ( رضيع بمائة مليون دولار ) ، وغيرهم وغيرهن ، لربما يتجسد لديك الانطباع المناسب حول كم هذا موسم الأعياد مائدة شديدة التنوع ثرية وحافلة ، وأيضا على فوق العادة : مثيرة ! اكتب رأيك هنا

 

| Part I | Part II |