EveryScreen.com/festivals
مهرجان فـينيسيا السينمائى
( التوضيبة الثامنة والخمسون ، 29 أغسطس - 8 سپتمبر
2001 )
Venice Film Festival
(58th Edition, August 29 - September 8, 2001)
Official Name: ‘Mostra Internazionale d’Arte Cinematografica’ (no official English translation. ‘Venice Film Festival’ is commonly used)
Official Site: www.labiennaledivenezia.net
Article No.: 019.
Date Written: August 6, 2001.
[Last Minor or Link Updates: Saturday, July 30, 2005].
ê Please wait until the rest of page downloads ê
لم تشهد السينما الإيطالية فترة ازدهار مثلما شهدت فى
ظل الحكم الفاشى . صعد الفاشيون ( والكلمة يقصد بها حملة صولجان القيصر
فى روما القديمة ) للحكم سنة 1922 ، وذلك وسط تأييد شعبى كاسح وضع حدا
لإضرابات العمال والشغب وغيرها ، وحقق ازدهارا اقتصاديا لم تعرفه إيطاليا من
قبل فى تاريخها المعاصر . فى البداية لم يتنبه الحزب الفاشى لأهمية
السينما ، وترك السينما الصامتة تسير بلا قيود رقابية أو غيره ،
باستثناء بعض من الحماية الوطنية لها فى مواجهة المنافسة الأجنبية . مع دخول
الصوت بدأت الحكومة الفاشية تتنبه للأهمية الدعائية للسينما ، وكان أول فيلم
فاشى L’Armata Azzurra ’ الجيش الأزرق ‘ عن السلاح الجوى
الذى كان يتباهى به موسولينى كثيرا . وتوالت الأفلام ما بين الدعاية المباشرة
للدولة والأفلام التاريخية التى تتحدث عن مجد إيطاليا . بلغ اهتمام الدولة
حدوده القصوى بإنشاء إدارة السينما فى وزارة الثقافة الشعبية سنة 1935 للإشراف على
صناعة السينما وتوجيهها لخدمة مصالح الدولة ، كما أنشئت فى نفس السنة واحدة
من أشهر مدارس السينما فى العالم هى ’ المركز التجريبى للسينما ‘ ،
أما الذروة الحقيقية فقد جاءت فى سنة 1937 بتأسيس ستوديوهات شينشيتا ، أحد
أكثر ستوديوهات العالم تقدما فى ذلك الوقت . على أن هناك مؤسسة لم نأت على ذكرها تسبق هذه
المؤسسات جميعا ، حيث تم تأسيسها سنة 1932 ، لتكون أول مؤسسة سينمائية
إطلاقا للنظام الفاشى ، بل وكأول مؤسسة من نوعها فى العالم كله . إنها
’ مهرجان ڤينيسيا السينمائى ‘ ، أول مهرجان سينمائى على وجه
الأرض . ————————— فى منتصف الثلاثينيات كان النظام الفاشى فى ذروة
عنفوانه من رخاء اقتصادى واستقرار سياسى ، بل ووصلت طموحاته لحد بعث فكرة
الإمپراطورية من جديد ، وقام بالفعل بغزو أثيوپيا فى أكتوبر 1935 ، وقد
كانت كل مستعمرات إيطاليا التاريخية لا تتعدى ليبيا من قبل . وسط هذه
المعنويات العالية لم تكن هناك حدود للطموحات أو الأفكار أو الخيالات . دعا
موسولينى وزير ماليته الكونت چيوسيپى ڤولپى دى ميسوراتا ، وكلفه بفكرة لم
تخطر ببال أحد من قبل ، وهى تجميع الفرق الموسيقية والأفلام والمسرحيات
لعرضها فى مناسبة احتفالية تماما كما يفعل الفنانون التشكيليون فى معارضهم
ومسابقاتهم . الواقع أنه كانت قائمة بالفعل فى أيطاليا مؤسسة فنية
عريقة تأسست منذ 1895 هى ’ البينالى ‘ أو ’ بينالى
ڤينيسيا ‘ . هدف هذه المؤسسة هو إقامة معرض للفن التشكيلى كل عامين
( كما يوحى العنوان ) ، وهو المعرض الذى لا يزال قائما حتى اليوم
ويعد أحد أشهر مسابقات الفن جميعا عالميا ، بل وكثيرا ما تسمى معارض الفنون
ذات المسابقة بينالى حتى لو تكن تقام كل سنتين ! الميزة التاريخية التى تمتع
بها البينالى أنه مؤسسة أهلية مستقلة ، إلا أنه طالما نُظر لها كواجهة حضارية
قومية ، ومن ثم تلقى عادة الدعم الرسمى المعنوى والمادى من الدولة وأجهزتها
كالحكومة والپرلمان والمؤسسات والبيزنس وغيرها . فى الفترة الفاشية أرادت
الدولة أن تحول البينالى أكثر نحو أهدافها المباشرة ، فأنشات لأول مرة تظاهرة
ثانية له هى مهرجان للموسيقى سنة 1930 ، وبعدها بعامين مهرجان السينما ،
ثم بعامين آخرين مهرجان المسرح سنة 1934 ، وكانت كلها من مظاهر النمو
والضخامة التى لم يكن البينالى يحلم بمثلها قط إلا فى ظل هذا النظام
الديكتاتورى ، وبالتالى راحت تلقى الأموال الحكومية بوفرة غير مسبوقة لإقامة
كل هذه الأنشطة . لقد حول موسولينى الپينالى من مناسبة صغيرة محدودة
الشهرة ، إلى مؤسسة شاملة الأنشطة ذات شهرة ومكانة عالمية . وظل
البينالى يقيم جميع هذه التظاهرات حتى اليوم ، بل وأضاف لها بينالى للعمارة
سنة 1975 . ————————— فى 6 أغسطس من عام 1932 وفى فندق إكسليسيور ليدو من
مدينة البندقية ، وبداية بفيلم أميركى اسمه ’ دكتور چيكيلل ومستر
هايد ‘ ، ولمدة 16 يوما ، شهد العالم هذا الحدث الفريد من
نوعه : أفلام بالعشرات ( للدقة 25 فيلما ) ، من بلاد مختلفة
( 7 دول ) ، يعرض كل منها مرة واحدة أو مرات معدودة ، وفى
النهاية يقام حفل ختامى توزع فيه الجوائز على الأفلام الفائزة ، هذا زائد أن
تتكرر هذه الاحتفالية فى مواعيد دورية ثابتة سنويا أو كل سنتين . صحيح أن
فكرة منح جوائز للأفلام ليست جديدة تماما ، فقبل أربعة أعوام كانت هولليوود
قد بدأت فى منح جوائز لأفلامها تلك المسماة بالأوسكار . لكن فكرة إقامة
العروض المجمعة ، وحشد الجمهور والمتخصصين والضيوف ، فى هيئة حدث
ثقافى ، لم يكن شيئا معروفا من قبل ، ولا حتى لوقت طويل بعد ذلك ،
فمهرجان كان مثلا لم يصبح دوريا إلا بعد هذا بـ 14 عاما ، ومهرجان برلين لم
ير النور إلا بعد 19 سنة كاملة وهكذا . الحقيقة الشىء الوحيد من ثوابت المهرجانات اليوم
والذى لم يتوصل مهرجان ڤينيسيا لاختراعه فى دورته الأولى هو لجان التحكيم .
فى تلك السنة كانت المسابقة عبارة عن استفتاء بين الجمهور ( وهى أيضا فكرة
جديدة على أية حال ) ، وجاءت النتائج فى صالح فيلم الرعب الأميركى
’ دكتور چيكيلل ومستر هايد ‘ الذى منحه جائزتى الممثل المفضل لفريدريك
مارش ، والقصة الخيالية الأكثر أصالة لروبرت ماموليان ، أما جائزة
الممثلة المفضلة فذهبت أيضا لأميركا ممثلة فى هيلين هيس عن دورها فى ’ خطيئة
ماديلون كلوديه ‘ . بقية الجوائز كانت تحمل أسماء مثل أكثر مخرج
مقنع ، أحسن كمال تقنى ، الفيلم الأكثر لمسا للمشاعر ، وأخيرا
الفيلم الأكثر تسلية وقد فاز به فيلم رينيه كلير ’ الحرية لنا ‘ . تكرر الحال فى الدورة التالية 1934 ، لكن مع بعض
التطوير ، حيث بدأت تتكون نواة للجنة تحكيم متخصصة ، بدلا من الجمهور
العام . لكن هذه كانت موسعة جدا أيضا ، وأقرب لاستفتاء بديل يضم الضيوف
الأجانب والسينمائيين الإيطاليين ومجلس إدارة معهد السينما وغيرهم من الخبراء
والمتخصصين . ظهرت قوة المهرجان فى عرضه داخل المسابقة أربعة أفلام أميركية
كبرى هى ’ حدث ذات ليلة ‘ و’ نساء صغيرات ‘ و’ الملكة
كريستينا ‘ و’ ڤيڤا ڤييا ‘ [ تكتب وتنطق خطأ ڤييللا وهى
بالطبع اسم الزعيم المكسيكى الثورى ] . اما بالنسبة للجائزة الكبرى التى
أصبح لها شكلا واسما ، ألا وهو ’ كأس موسولينى ‘ ، فقد تجلى
من خلالها تقدير الميول الفنية الخالصة ربما كالسابقة الأولى فى تاريخ المسابقات
السينمائية ، وذلك بمنح أول جائزة إطلاقا لفيلم وثائقى ، سابقة الأوسكار
نفسه بكثير . وذلك للفيلم البريطانى ’ رجل من آران ‘ للأميركى
الملقب بأبى السينما الوثائقية روبرت فلاهرتى . فى هذه السنة تم الفصل فى
التصويت بين الأفلام الأجنبية والأفلام العالمية ، ومن هنا كانت هناك جائزة
’ كأس موسولينى ‘ أخرى لأحسن فيلم إيطالى وذهبت للمخرج جويدو بريجنونى
عن ’ تيريسا كونفالونييرى ‘ . الأميركيون كانوا مركز المهرجان الثالث أيضا
( ونذكر هذا لأن الأمور ستنقلب على نحو درامى بعد ذلك ) .
’ بيكى شارپ ‘ و’ ديڤيد كوپرفييلد ‘ و’ المخبر ‘
و’ ليلة الزفاف ‘ ، أربعة أفلام أميركية كبيرة فى المسابقة ،
تفوق عليها مواطنها الخامس ’ أنا كارينينا ‘ ، ويمثلون معا نصف المسابقة
تقريبا . الجديد أن هذا المهرجان عقد سنة 1935 ، أى أنه لن يسير على
تقاليد البينالى ثنائية الأعوام ، بل سيقام سنويا . إلا أن الطفرة
الحقيقية فى هذا المهرجان هى أن وضع صيغة لجنة التحكيم التى ستسير عليها كل
مهرجانات الدنيا حتى يومنا هذا . لجنة مكونة من عشر أشخاص أو نحوهم ،
تنتقى من بين الشخصيات السينمائية المرموقة من بلاد العالم المختلفة ، ويعهد
لها بمشاهدة الأفلام وتحديد الأفلام الفائزة بالجوائز . على أنه للدقة كان
يوجد فارق واحد طفيف بين هذه اللجنة واللجان كما نعرفها اليوم : أن كان
رئيسها هو الوزير ڤولپى دى ميسوراتى نفسه ، وأنه ظل رئيسا ثابتا لها كل سنة
حتى 1942 ، أى حتى بداية سقوط الفاشية والتى ترتب عليها توقف المهرجان فى
الأعوام من 43-1945 . أيضا أصبحت جائزتى التمثيل عبارة عن كؤوس تحمل اسمه أو
’ كأس ڤولپى ‘ . وكذا استحدثت جائزتين للإخراج والموسيقى . ————————— ظل المهرجان على حالة لعامين آخرين ، بل وارتفع
عدد الأفلام الأميركية ليصل إلى ثلثى الأفلام المختارة للمسابقة أو أكثر . فى
1936 عرض ’ زيجفييلد العظيم ‘ و’ مايرلينج ‘ و’ قارب
الاستعراض ‘ و’ مستر دييدز يذهب إلى البلدة ‘ و’ قصة لوى
پاستير ‘ ، وكذلك الفيلم البريطانى ’ الشبح يذهب غربا ‘ أول
الأفلام رينيه كلير الناطقة بالإنجليزية . لكن المفاجأة النسبية أن ذهبت
الجائزة لأول مرة لفيلم غير أميركى أو بريطانى ، وهو ’ قيصر
كاليفورنيا ‘ للممثل والمخرج الألمانى إيطالى المولد لوى ترينكر . هذه
الالتفاتة الأولى من نوعها نحو الحليف الجديد ألمانيا ستتخذ صورة مثيرة بعد
قليل ، وترينكر بالذات يشير إلى اسم آخر هو لينى رييفنشتال التى كانت قد
أصدرت قبل عام ما أصبح يقيم بعد ذلك كأشهر أفلام الپروپاجاندا وأرفعها فنيا فى كل
التاريخ ’ انتصار الإرادة ‘ ، ذلك أن ترينكر ورييفتشتال كلاهما
ممثل أصلا واشتهرا بأن مثلا معظم أدوارهما أمام بعضهما البعض ، ثم تحول
كلاهما للكتابة فالإخراج . لا نريد استباق الزمن بالحديث عن الوجه السياسى الذى
طال انتظاره من مهرجان من تصميم موسولينى ورئاسة أحد وزرائه ، فما زالت هناك
دورة ’ أميركية ‘ أخرى . ولعلنا لو لاحظنا مجمل العناوين الأميركية
السابقة ـأو الجديدة هذه المرة أى 1937ـ سنلحظ غلبة الكوميديا الموسيقية بجانب بعض العناوين
الميلودرامية ، وهذا كان حتى اللحظة يمثل محور السياسة الفاشية من
السينما . ترى فيها فنا هروبيا وتسلية بالأساس ، ثم تدريجيا وفى حالات
محدودة أعد لها جيدا تستخدم فى الپروپاجاندا السياسية . المهم العناوين
الأميركية والبريطانية والتى مرة أخرى مثلت كل المسابقة تقريبا كانت ’ مولد
نجمة ‘ و’ هل سنرقص ‘ و’ الصبى جالاهاد ‘ و’ المرأة
الموصومة ‘ و’ ڤيكتوريا العظمى ‘ و’ تيودورا تصبح برية ‘
و’ وينترسيت ‘ . كما عاد روبرت فلاهرتى بـ ’ الولد
الفيل ‘ ومن فرنسا جاء چان رينوار بفيلمه الشهير المعادى للحرب ’ الوهم
العظيم ‘ ( رغم أن الحرب أصبحت جزءا من العقيدة السياسية الإيطالية فى
تلك الوقت ، ومنها تنظيرات معادية لفرنسا بالذات ، لاحظ أن للمهرجان
وجها ليبراليا متسامحا بوجه عام حتى اللحظة ، وكان يعتبر الإبداع السينمائى
هو معياره الوحيد ، ولا شك أنه كان مهرجانا رفيعا حقا بهذا
المعيار ) . المثير أكثر من هذا هو فوز الفيلم الفرنسى ’ پروڤة
الحفل ‘ لچوليان دوڤييه ! أما أفضل فيلم إيطالى فقد ذهبت فى المقابل
للپروپاجاندا وفيلم موضوعه يبدو واضحا من عنوانه ’ السرب
الأبيض ‘ . أخيرا : هذه كانت السنة الأولى لجائزة جديدة هى
السيناريو . ————————— إذن 1938 هو الموعد مع السياسة الذى صنع الدورة
السادسة أشهر دورات مهرجان ڤينيسيا على وجه الإطلاق ، وكأنها كانت القدر الذى
صمم المهرجان من أجله قبل ست سنوات ، أو لعله القدر الذى لا مفر منه حتى لو
افترضنا أنه حاول وأفلح فى تحاشيه فى الدورات الخمس الأولى ، بمعنى أن كان
انتظار حدوثه مجرد مسألة وقت وليس إلا . لم يتغير جدول المسابقة كثيرا ،
فالهيمنة لا تزال أميركية بريطانية بطبيعة الحال ، بأفلام مثل ————————— الأمجاد لا تدوم للأبد ، فالعام التالى هو 1939
وشواهد الحرب تتكاثف ، وسينمائيو العالم لم ينسوا كيف استغل مهرجان 1938
للپروپاجاندا الفاشية ، لذلك كانت المشاركات محدودة ليس بينها أية أفلام
أميركية ، وكان أبرزها ’ الوحش الآدمى ‘ لچان رينوار من فرنسا
و’ الريشات الأربع ‘ لزولتان كوردا من بريطانيا . أما الجائزة فلم
تكن تحتج لأى تخمين ، فقد كانت جائزة واحدة فقط لا غير ، وذهبت لا
لأليساندرينى ورييفنشتال كالمرة السابقة ، إنما لأليسادرينى منفردا ،
فيلم دعائى آخر مستقى من التاريخ الإيطالى هو ’ أبونا ميسياس ‘ Abuna Messias ، ولم يكن سرا آنذاك التوتر القائم بين الحليفين هتلر
وموسولينى حيث يتخذ الأول جميع القرارات منفردا ودون إخطار الثانى بها ،
ويجاهر بأن رأى الزعيم الإيطالى ’ رأى استشارى فقط ‘ . بقى للمهرجان ثلاثة دورات أخرى قبل أن تبدأ قوات
الحلفاء فى اجتياح صقلية سنة 1942 ، ودخول إيطاليا مرحلة من السيولة والتفكك
السياسى ، ومن ثم توقف المهرجان . فى الدورات 8 ، 9 ، 10 أو
40 ، 41 ، 1942 ، عاد المهرجان لتقسيم كأس موسولينى ما بين فيلم
أجنبى وآخر إيطالى ، وفى جميع السنوات فاز بالأولى فيلم ألمانى ، وطبعا
كانت الأفلام الستة جميعا سياسية دعائية . ————————— الدورة الحادية عشرة كانت دورة لإعادة تسيير العجلة ،
لا أكثر ولا أقل . أقيمت من 31 أغسطس حتى 15 سپتمبر 1946 ، وكانت بلا
ملامح واضحة ، المهم أن توالت الدورات بعد ذلك ، وتدريجيا بدا
يرتفع مستوى المهرجان وأصبح أحد القلائل الحائزين على اعتراف الاتحاد الدولى
للمنتجين . الأفلام الفائزة تدلنا على توجه لأعمال رفيعة فنيا أميل للرصانة
والكلاسية منها للتجريب والمغامرة ، مثل ’ هاملت ‘ فى 1948 ،
و’ العدالة تحققت ‘ 1950 ، و’ روميو وچولييت ‘
( الإيطالى ) 1954 ، و’ الحرب الكبرى ‘ 1959 . فى
1960 جاءت انحناءة ما نحو الأفلام الأكثر طليعية ممثلة فى فيلم آلان رينيه
’ العام الماضى فى مارينباد ‘ ثم وصلت ذروتها مع ’ الصحراء
الحمراء ‘ 1964 لمايكلأنچلو أنتونيونى ، فقط ليعود المهرجان لقواعده سالما
مرة أخرى ، أى إلى السياسة ، فقط مع تعديل طفيف فى الاتجاه ، قدره
180 درجة لا أكثر ولا أقل ! بفوز ’ معركة الجزائر ‘ بالأسد الذهبى
لدورة 1966 بات واضحا أن المهرجان بات خاضعا لنفوذ الحزب الشيوعى الإيطالى واسع
النفوذ والسلطة فى ذلك الوقت ، لا سيما بين أوساط المثقفين . لا شك أن
مهرجان ڤينيسيا هو أكثر مهرجان غربى ارتبط بالسياسة أكثر من ارتباطه
بالسينما ، ايا كانت هذه السياسة . وأسماء الأفلام التالية الفائزة
تنتمى لأسماء يسارية شهيرة ، دون أن تكون الأفلام نفسها قيمة فنية
تذكر ، بل وحتى دون أن تتكلم بالضرورة فى موضوعات يسارية ( ! ) ،
وكأن المهرجان أصبح تكريما وترويجا لأشخاص أكثر منه لأفلام ، ولم تعد الأفلام
الأميركية مرحبا بها إلا إذا حملت جواز السفر الخاص جدا هذا . وإليك بعض
العناوين مقرونة باسم أصحاب جوازات السفر اليسارية من مختلف الجنسيات أميركية مرة
واحدة وأوروپية فى بقية المرات : ’ حسناء النهار ‘ للوى بونويل فى
مهرجان 1967 ، ’ فنان تحت قبة السيرك —الصائع ‘ لأليكساندر كلوجه
1968 ، ’ أتلانتيك سيتى ‘ و’ جلوريا ‘ مناصفة فى 1980
وهما للوى مال وچون كاساڤيتيس ( كاساڤيتيس هو الأميركى الوحيد ، كذا
الفيلمان معا هما الأميركيان الوحيدان ذوى كؤوس موسولينى أو الأسود الذهبية فى نحو
ستين عاما أو تحديدا الفترة ما بين 1935 و1993 ، بالإضافة لأنه باستثناء
جوائز الدورات الثلاث الأولى ومنذ 1935 وحتى الآن لم يحدث أبدا أن فاز فيلم أميركى
بالجائزة منفردا ، ولا شك أنه المهرجان العالمى الوحيد الذى حدث ويحدث فيه هذا ،
وعن عمد مقصود بالطبع ! ! ) . ثم يأتى بنفس منطق جوازات السفر
’ الشقيقات الألمانيات ‘ 1981 لمارجاريت ڤون تروتا ، و’ الاسم
الأول كارمن ‘ لچان لووك جودارد فى 1983 ، و’ عام الشمس
الهادئة ‘ لكريستوف زانوسى فى 1984 ، ’ بدون سقف أو ملبس ‘
لأنييس ڤاردا 1985 ، و’ الشعاع الأخضر ‘ لإريك رومير 1986 ،
الذى اختاره مهرجان العام الحالى 2001 لتكريمه مرة جديدة بجائزة ’ الأسد
الذهبى لـ [ مجمل ] الحياة المهنية ‘ . لعلكم لاحظتم وجود فجوة فى الأعوام من 1969 حتى
1979 . فى هذه أقيم المهرجان فعلا ، وإن لم يكن فى كل السنوات حيث توقف
فى 1973 ، 1974 ، 1978 . ما حدث هو أن أفقدت أحداث الطلبة فى 1968
وما بعدها المهرجان توازنه ، فكان يقام بلا توجه ، وبلا مسابقة ،
وبواسطة إدارة مفككة ولا يستقطب من العالم إلا قليل الأهمية من أفلامه ،
وكأنه لا يرقى حتى لمستوى نسخة باهتة من مهرجانات الكتلة الاشتراكية التى كان
يفضلها ذوو الاتجاهات اليسارية فى العالم مقارنة به . إذا كان مهرجان كان قد اختار لنفسه مبدأ ثابتا بشدة
هو سينما الأوتير مع إدخال التطويرات الضرورية عليها من وقت إلى آخر ، وإذا
كان مهرجان برلين يمزج دائما أبدا بالمثل ما بين القيمة الفنية الرفيعة وبين ثيمة
شبه سياسية ثابتة أيضا هى قضية لقاء الشرق والغرب ، فإن الشىء الثابت فى
مهرجان ڤينيسيا أن اختار السياسة ( حتى وإن يمينية متطرفة لفترة ويسارية
متطرفة لفترة أخرى ) منهجا له . لذا ودون أن يغير المهرجان كثيرا من
توجهه السياسى وإن خفف منه بالتدريج ، اكتشف سنة 1987 من خلال مديره الجديد
الناقد جاجلييلمو بيراغى ( حل محل چيللو پونتيكورڤو المخرج الشيوعى ـبمعنى عضو الحزب الشيوعى
الإيطالىـ صاحب فيلم ’ معركة الجزائر ‘ ، وكان بيراغى آنذاك مؤسس
ومدير مهرجان تارومينا الناجح ، وقد استمر مديرا لمهرجان ڤينيسيا حتى سنة
1991 ، ورحل فى أپريل الماضى ، ولا شك أن يكون لهذا حضور ما فى مهرجان
هذا العام ) ، اكتشف أنه كان يسير فى طريق خاطئ بالكامل ، ————————— التطوير الأساسى الذى جاءت به دورة 2001 والتى تحمل
رقم 58 والتى تقام ما بين 29 أغسطس و8 سپتمبر ، هو استحداث مسابقة رسمية
جديدة لأول مرة هى ’ سينما الحاضر ‘ . ونظرا لأن المهرجان يحوى
بالفعل مسابقة غير رسمية للأفلام الشابة تسمى ’ أسد المستقبل ‘ تمنح
بواسطة لجنة تحكيم مستقلة ، فقد وضع ملامح مسابقته الثانية لتخص ما يسمى
الاتجاهات المعاصرة فى السينما العالية ، وسوف تشمل لأول مرة قيمة مالية
للجائزة قدرها 100 ألف دولار لا شك أنها الأكبر لإى مهرجان حتى الأن ، تمنح
بالإضافة للجائزة التمثال والتى أطلق عليها ’ أسد العام ‘ . أما
المسابقة الرئيسية فيرأس لجنة التحكيم فيها هذا العام المخرج الإيطالى نانى
موريتى ، وهو مخرج وممثل شيوعى معروف ، من أبرز أفلامه ’ القداس
انتهى ‘ 1987 عن التناقضات فى حياة أحد الكهنة ، و’ الرمية الحمراء
للكرة ‘ The Red Lob 1989 ، ويحلل فيه أثر حقبة الپيروسترويكا
على أعضاء الحزب الشيوعى الإيطالى من خلال مباراة لكرة الماء . عدد الأفلام لم يعد بالطبع هو تلك الخمسين
الكاريكاتورية التى أصر عليها البرنامج يوما ( وإن كانت بداية تحسين المهرجان
الحالية ) ، إنما 140 فيلما منها 88 فيلما طويلا . الأفلام
الأميركية الكبيرة عادة لا تأتى لمهرجان ڤينيسيا للأسباب الأيديولوچية
المعروفة ، إلا أن تواجدها تزايد لحد ملحوظ فى سنوات التسعينيات مقارنة
بالعقود السابقة . مع ذلك فالمسابقة هى أمر خارج بالكامل عن جدول ستوديوهات
هولليوود ، ولا يظهر فيها إلا بعض الأفلام المستقلة الصغيرة . ورغم جهود
المهرجان فى استقطاب فيلم ضخم من إنتاج الستوديوهات الكبرى للبرنامج خارج المسابقة
هو ’ الذكاء الاصطناعى ‘ ، بالإضافة لعدد آخر أصغر إنتاجا من ذات
الستوديوهات ، إلا أن هذا العام يمثل ككل تراجعا كبيرا للوجود الأميركى فى
المهرجان ، واعتبره المراقبون نوعا من فقدان الأمل ونفاذ الصبر من قبل
الستوديوهات من أن يتخلص المهرجان بالكامل من تراثه القديم المعادى للسينما
الأميركية ، ذلك رغم كل الجهود والتجاوب الذى أبدته له فى سنوات
التسعينيات . فيما يلى قائمة الأفلام المشاركة فى كلا المسابقتين
زائد فيلم الافتتاح وأفلام الختام والأفلام خارج المسابقة : Competition Alejandro AMENÁBAR, (The Others) Spain João BOTELHO, Quem és tu? Portugal Antonio CAPUANO, Luna rossa Italy Fruit CHAN, Heung gong yau gok hor lei wood (Hollywood Hong Kong) Hong Kong/France/Japan Larry CLARK, Bully USA Alfonso CUARÓN, Y tu mamá también Mexico Philippe GARREL, Sauvage innocence France/The Netherlands Amos GITAI, Eden France/Italy/Israel KIM Ki-Duk Soochwieen Boolmyung (Address Unknown) Korea Richard LINKLATER, Waking Life USA Ken LOACH, The Navigators UK/Germany/Spain Mira NAIR, Monsoon Wedding India Goran PASKALJEVIC, How Harry Became a Tree Ireland/ Italy/UK/ France Babak PAYAMI, Raye makhfi (Secret Ballot) Iran/Italy Clare PEPLOE, The Triumph of Love Italy/UK Giuseppe PICCIONI , Luce dei miei occhi Italy Lucian PINTILIE, L’Après-midi d’un tortionnaire Romania/France Walter SALLES, Abril Despedaçado (Behind the Sun) Brazil/Switzerland/France Ulrich SEIDL, Hundstage Austria André TÉCHINÉ, Loin France/Spain CINEMA DEL PRESENTE Competition Giuseppe BERTOLUCCI, L’amore probabilmente Italy/Switzerland (PRORAM OPENING PIC) Marco BECHIS, Figli/Hijos Italy Sergei BODROV Jr., Sestry (Sisters) Russia Laurent CANTET, L’Emploi du temps France Sandra GOLDBACHER, Me Without You UK Werner HERZOG, Invincible Germany/UK Jeffrey JETURIAN, Tuhog (Larger Than Life) The Philippines Fatmir KOÇI, Tirana Year Zero Albania/France/Belgium Giovanni Davide MADERNA, L’Amore imperfetto Italy/Spain Damien ODOUL, Le souffle France Jacques ROZIER, Fifi Martingale France SHIOTA Akihiko, Gaichu (Harmful Insect) Japan SONG Il-gon, Flower Island Korea/France Paolo SORRENTINO, L’Uomo in più Italy Jill SPRECHER, 13 Conversations about One Thing USA Marion VERNOUX, Reines d’un jour France Teresa VILLAVERDE, Água e Sal Portugal/Italy Juan VILLEGAS, Sábado Argentina Andrés WOOD, La fiebre del loco Chile/Spain/Mexico ZHANG Yang, Zuo Tian (Quitting) China Out of Competition FESTIVAL OPENING FILM Milcho MANCHEVSKI, Dust UK/Italy/Germany/Macedonia FESTIVAL CLOSING DAY Josée DAYAN, Cet amour là France Santosh SIVAN, Asoka India GOLDEN LION FOR LIFETIME ACHIEVEMENT Eric ROHMER, L’Anglaise et le Duc France Woody ALLEN, The Curse of the Jade Scorpion USA Jez BUTTERWORTH, Birthday Girl UK John CARPENTER, John Carpenter’s Ghosts of Mars USA Peter CATTANEO, Lucky Break UK Youssef CHAHINE, Silence... on tourne! France/Egypt Manoel de OLIVEIRA, Porto da Minha Infância Portugal/France Geoff DUNBAR, Tuesday UK Antoine FUQUA, Training Day USA Albert & Allen HUGHES, From Hell USA Benoît JACQUOT, Tosca France/Italy/Germany/UK David MAMET, Heist USA Isidro ORTIZ & La Fura dels Baus (Álex Ollé, Carlos Padrissa), Fausto 5.0 Spain Raoul SERVAIS, Atraksion Belgium Steven SPIELBERG A.I. Artificial Intelligence USA SUZUKI Seijun, Pistol Opera Japan ————————— إذن بسقوط الكتلة الشيوعية صبيحة التسعينيات من القرن
الماضى ، تعين على مهرجان ڤينيسيا أن يكون أكثر تبلورا ، وأن يحاول
التخلص من الصبغة السياسية اللصيقة بكل تاريخه ، والتى بات ينظر لها كنقيصة
من آنذاك فصاعدا . عاد الاهتمام لينصب من جديد على استعادة التركيز على
القيمة الفنية الرصينة التى ميزت سنواته الخمس الأولى ، هذا بعيدا عن السياسة
وعن المراهقة الفنية معا ، وأصبح الأسد الذهبى لأول مرة جائزة سينمائية
مرموقة لحد كبير . ولعل من الجائز القول أن بدأ يجد ڤينيسيا طريقا
وشخصية ، تميزه عن المهرجانات الأخرى ، وعلى رأسها مهرجان ڤينيسيا
القديم سئ السمعة ! …هو حاليا فى منتصف الطريق لهذا . —————————
|
More Venice Entries: 2001 - 2002 (I - II) - 2003 - 2004