الجلوبة ماضى ومستقبل العالم

( الجزء الثالث )

Globalization, the Past and Future of the World

(Part III)

)Sites Oldest-Newest Page!)

 

| FIRST | PREVIOUS | PART III | NEXT | LATEST |

 

NEW: [Last Minor or Link Updates: Sunday, January 30, 2011].

 April 12, 2003: The new war started building up, so immediately. The next plain vanilla high-tech war is waiting for you, Bashar! Also: A proposition of a world ‘Roguery Indicator!’

Cpl. Edward Chin of the 3rd battalion, 4th Marines regiment, set up the American flag on the face of the giant Saddam Hussein's statue before pulling it down, central Baghdad, April 9, 2003.

 April 9, 2003: A HISTORY MADE AND STILL TO BE MADE: A great day, the Day of the Statue!

 

In Part II

 A HISTORY MADE AND STILL TO BE MADE: March 11, 2003: France threats a ‘veto’ against the war on Iraq. March 16, 2003: George W. Bush ignores it all and imposes a moment of truth for the world. March 20, 2003: War on Iraq starts. The question is just whom to blame of falling down of Yalta order, America or Arab-Muslim world?

 January 30, 2003: A HISTORY MADE AND STILL TO BE MADE: After only a week after Donald Rumsfeld’s provocative but insightful remarks on the ‘Old Europe,’ comes the greatest continent crack since the Cold War: Eight nations to support the U.S. in war against Iraq, even without a UN resolution. The terrific part of this is not only the shameful isolation of the leftist France and Germany, but that it would be the very first declaration of the next United Nations!

 October 11-16, 2002: A HISTORY MADE AND STILL TO BE MADE: U.S. decides to occupy Iraq and assign a new General MacArthur as a military ruler. BUT: Could it work in Egypt also?

 September 20, 2002: A HISTORY MADE AND STILL TO BE MADE: A Manifesto for a New World, the Declaration of the U.N. Clinical Death or: George W. Bush’ ‘The National Security Strategy of the United States of America.’

 September 12, 2002: A HISTORY MADE AND STILL TO BE MADE: Somebody (except us of course!) says that the United Nations would deserve the same miserable fate of the League of Nations. The name? George W. Bush!

 

In Part I

 August 14, 2002: Tensions escalate between Egypt and the U.S. Is it also a Post-Yalta business?

 August 6, 2002: U.S. top strategy planning agency suggests invading Saudi Arabia!

 May 4, 2002: A HISTORY MADE AND STILL TO BE MADE: YALTA LAW, AKA INTERNATIONAL LAW, IS MELTING DOWN! In the beginning there were Noriega, sanctions on Iran and the Law of Internet. Then came Rumsfeld’s ‘No Prisoners!,’ Guantanamo Bay prisoners and theatrical atomic bombs and George W. Bush’s ‘Steel Tariff’ and dismissing of Arafat. Now comes the withdrawal from Kyoto, ABM and (today’s) International Criminal Court treaties. Should we leave Yalta’s notorious age alive until the ‘natural’ retirement age of sixty? Our very old answer is here. The most recent one is here!

 March 5, 2002: The U.S. imposes ‘Steel Tariff’ on the world. For the sake of all free trade basics the right imposition should be a ‘Defense Tax.’

 December 13, 2001: A HISTORY MADE: America pulls out of the ABM Treaty. A pillar of the old world order collapses.

Junichiro Koizumi

 April 23, 2001: Koizumi wins!

Young Queen Victoria Portrayed by Franz Xavier Winterhalter

Also: His victory from a very personal point of view!

 December 19, 2000: Imperialism - Dictatorship - Monopoly —or the Three Visionaries to Implement the Law of Ultimate Freedom and Even Their Truest Vigilantes! [Main Entry of Page].

 

ê Please wait until the rest of page downloads ê

 

’ … ‘

‘Alexander’s victims would not have been civilized if they had not been defeated. Egypt would not have had its Alexandria, nor Mesopotamia its Seleucia, nor Sogdia its Prophthasia, nor India its Bucephalia, nor the Caucasus a Greek city nearby; their foundation extinguished barbarism, and custom changed the worse into better’

http://www.livius.org/aj-al/alexander/alexander_t30.html Plutarch of Chaeronea

Alexander’s Fortune and Virtue (328 B.C.E.)

‘For the greatest part of humanity and the longest periods of history, empire has been the typical mode of government’

Diplomacy, Chapter One. Henry Kissinger è

‘Our forces will be strong enough to dissuade potential adversaries from pursuing a military build-up in hopes of surpassing, or equaling, the power of the United States’

George W. Bush

The National Security Strategy of the United States of America (September 2002) è

 غريب بعض الشىء هو تاريخ هذه الصفحة : كنا قد بدأنا أصلا تغطية موضوع الجلوبة العولمة عولمة امركة النظام العالمى العالمي الجديد امبراطورية الامبراطورية امبراطوريه الامبراطوريه إمبراطورية الإمبراطورية إمبراطوريه الإمبراطوريه امبريالية الامبريالية امبرياليه الامبرياليه إمبريالية الإمبريالية إمبرياليه الإمبرياليه اميركى الاميركى اميركية الاميركية امريكا أمريكا امريكى الامريكى أمريكى الأمريكى امركى الامركى امركية الامركية أمركى الأمركى أمركية الأمركية اميريكية الاميريكية أميركية الأميريكية دبلوماسية الدبلوماسية ستراتيجية الستراتيجية استراتيجية الاستراتيجية ستراتيجى الستراتيجى استراتيجى الاستراتيجى إستراتيجى الإستراتيجى ستراتيجي الستراتيجي استراتيجي الاستراتيجي إستراتيجي الإستراتيجي جورج بوش جورج دبليو بوش هنرى كيسينجر كسينجر كيسنجر منظمة التجارة العالمية بترول البترول الأرجنتين مدرسة شيكاغو فى هذا الموقع اعتبارا من ديسيمبر 1999 من خلال صفحة ’ العرب ومستقبل الثقافات القومية ‘ حسب العنوان الحالى . آنذاك كان عنوانها نفسه هو ’ الجلوبة ومستقبل الثقافات القومية ‘ . كانت وما زالت نواة تلك الصفحة دراسة قديمة لنا كتبت موادها ما بين أپريل 1992 ومايو 1996 بالعنوان الأخير المذكور . وفى 10 مايو 2000 استقلت صفحة جديدة عن صفحتى الجلوبة والرقابة معا آخذة معها التعليقات العمومية الخاصة بقضايا الحريات العامة والاقتصادية من كليهما ، وباتت هى أكثر تخصصا فى الأوقاع الثقافية لإجرائية الجلوبة على شعوبنا . ومرة أخرى ينتزع اسم الجلوبة من الصفحة الأصلية ويصبح اسمها منذ ذلك الحين الثقافة . تدريجيا اتضح مرة أخرى أن عنوان الجلوبة للصفحة الجديدة لا يزال فضفاضا ، وتتكرر نفس الدورة ويتغير اسم الصفحة إلى اسم جديد هو الليبرالية مركزة على الشق السياسى وتنشق فقط بعض المواد لتكون صفحة جديدة بذات الاسم القديم ’ الجلوبة ‘ فى 18 ديسيمبر 2000 . لكن لأنه بدا أن من الجلوبة قضية أوسع من أن تغطيها صفحة أو حتى صفحات تقرر هذه المرة إنشاء صفحتين دفعة واحدة . فبدلا من إضافة العمود الخاص بدراسة العالم سنة 2015 التى أعدتها أجهزة الاستخبارات الأميركية خرج آخذا معه موادا أخرى من هنا وغير هنا ليكون صفحة الإبادة التى تركز على الأبعاد الاستراتيچية للجلوبة ، زائد الأبعاد السيئة المحتملة لها بهذا الصدد . بالتوازى مع هذا المدخل تم إنشاء صفحة جديدة كاملة باسم الإبادة للتركيز عن الخطر المتزايد لقوى الظلام العالمية ‑الإسلامية بالذات منها‑ تهديدا للحضارة المعاصرة ، [ ‏الاربعاء‏‏ ‏22‏‏ ‏مايو‏‏ ‏2002‏ ‏10‏:‏07‏ ‏م‏ : من أول مجموعة تقليب بالأچندة الذهبية التى تجمدت 18 يوليو الماضى بشراء النووتبوك ، فكرة الدين وهجرة العبيد وتسريع الجلوبة لهما ستؤدى لانهيار الحضارة وردت بصفحة 3 مارس وكانت بتاريخ 20000405 12:47 م حيث لا يغيب عن الذهن أن للجلوبة ، ولما كان من ورائها من ثورة تقنية واتصالية ، وجهها السالب أيضا . فقد تمت أيضا جلوبة التخلف والدين والظلام ، وأيضا لا يغيب عن الذهن أنها قد تفوق شراسة إن لم يكن عدديا أيضا قوى التقدم ما لم يتم التصدى لها بحزم . نحن لا ننوى أن نتحول بصفحة الجلوبة للاستغراق فى هذا الوجه الكئيب لمستقبلياتها والذى قد يطول الكلام فيه ، ومن ثم نحيلك للصفحة الجديدة .

هكذا إذن تفرعت أغلب صفحات الموقع عن الدراسة الرئيسة لصفحة الثقافة التى كتبت فى أعوام الآمال الكبار للجلوبة 93-1996 ، أعوام الجات والجنزورى ونيتانياهو . راحت صفحة تلو الأخرى تتوسع فى تغطية جزئيات الصفحة الأم المختلفة فى صفحات مستقلة ، وأخيرا عادت تلك الصفحة لترث من جديد اعتبارا من 18 ديسيمبر 2000 مسمى الجلوبة القديم ، حيث كان من المفروض لها تغطية الجوانب الاقتصادية المحضة لإجرائية الجلوبة . لم يكن الأمر صعبا إذ شرعنا فى اليوم التالى مباشرة فى كتابة المقال النواة لتلك الصفحة والمعنون حاليا ’ الإمپريالية - الديكتاتورية - الاحتكار : أجنحة الحضارة الثلاثة ‘ ، وبعد يوم آخر كان موضوع الانهيار الفجائى لمؤشر الناسداك مادة للاستطراد فى ذات الدراسة .

لكن مرة أخرى اتضح أن المحتوى المستقى من الصفحة الأصلية جدا ، لا يزال أوسع مما يجب ، وتوجد به عناصر أخرى ليست اقتصادية محضة ، فى طليعتها بالذات البعد الستراتيچى الإمپريالى للجلوبة . فى 10 مارس 2003 ، ومع بدء العد التنازلى للحرب على العراق ، التى نفترض أنها ستدشن عودة العالم لعصر الإمپراطورية العظيم ، وتنهى تفتته وفرقته المشينة الحالية ، قررنا أن نترك صفحة الجلوبة لهذا الموضوع تحديدا . من ثم أخذنا منها كل ما يخص الاقتصاد المحض دون أبعاد ستراتيچية كبرى كهذه ، بما فى ذلك أخذنا للشطر الاقتصادى المحض من دراستها الرئيسة بمناسبة مؤشر الناسداك ، وتحت نفس العنوان الذى ظل مميزا للدراسة المجمعة معا طيلة تلك الفترة ’ الطريق الأول هو الطريق الوحيد ‘ . من هنا ولدت صفحة جديدة أخرى بعنوان الاقتصاد هى فعلا المتخصصة فى شئون الاقتصاد العالمى دون غيره . وهكذا شهدت هذه الصفحة تحولا نوعيا لأول مرة فى هدفها ، فبعد أن كان الاقتصاد نواتها طوال الوقت ، أصبح الستراتيچية الإمپريالية . وطبعا دون أن نجزم أن أى من الصفحتين غير قاسم للتقسيم من جديد مستقبلا !

بمعنى آخر هذه الصفحة التى أمامك الآن هى من حيث الاسم ثانى أقدم صفحة فى هذا الموقع بعد صفحة هولليوود مباشرة أما من حيث النواة والمحتوى فهى الأحدث ، وهى من ثم نتاج سلسلة لا نهائية من التناسخات ربما ترجع للإغراء الواسع لمدلولات كلمة جلوبة !

 

فى الأصل كان العالم مجموعة من القرى . عندما تفاعلت مع بعضها اقتصاديا اكتشف الحاجة لتجمعها فى كيان موحد . ثم لنفس السبب تجمعت المقاطعات وكونت الدول ، ثم تجمعت الدول وكونت الإمپراطوريات أو الاتحادات . فى كل مرة كانت العقبة هى قوى النظام القديم المنتفعة بتخلفه وفساده وانعزاليته ومكونات ثقافته البائدة . توحيد عالمنا الآن فى دولة واحدة ليس بحالة خاصة . وقهر قوى الماضى مسألة وقت لا أكثر ، فالتقنية والميل للاستعقاد حتمية ، والتعملق الاقتصادى حتمية ، والتوحد السياسى حتمية ، والكفاءة القصوى حتمية ، ذلك أن فيما يبدو هذه هى طبيعة المادة التى يتكون منها كوننا ، أو على الأقل حسبما تقول قوانين الديناميات الحرارية ، كلما كبر النظام كلما زادت كفاءته .

 الهدف الأول الذى تسعى هذه الصفحة لإثباته أن الجلوبة هى واقع قديم جديد ، وأن الكل سعى إليها ، وليس أميركا المعاصرة فقط كما يشاع الآن . وكما قلنا قبل سنوات فى الصفحة الأصلية الثقافة ، فنحن نحن نستخدم المصطلح فقط لشهرته الفائقة ، ولأننا يجب أن نناقش ما يناقشه حاليا كل الناس . لكننا فى الحقيقة نعنى به تبادليا مجرد كلمة الإمپريالية التقليدية القديمة ( المؤذية لبعض الأسماع ربما ! ) ، ولا نكاد نجد حتى الآن ما يمكن أن يقنعنا أنه يمكن أن يعنى شيئا جديدا مختلفا ، وبالأخص ذلك التفسير الكلينتونى اليسارى الذى يتخيل عالما متسامحا ذا قيادة جماعية عالمية ، أى عالم بلا رأس تقوده ، وهو تصور غير واقعى وغير ’ طبيعى ‘ بالمرة فى رأينا . فكلمة جلوبة السائدة منذ بداية التسعينيات هى كلمة مبهمة المعالم يقصد بها غالبا شكل ما من توحيد الاقتصاد الكوكبى ، أو فى الحالات الأكثر تحديدا يقصد بها الترتيب العالمى الجديد الذى بدوره لم يتبلور بعد .

الأبعد أن بدأت المقدمات الجنينية للجلوبة أو الإمپريالية قبل الأسكندر الأكبر وتراچان نفسيهما ، بل ربما ولدت مع أقدم تاجر أو صانع شد رحاله ليعرض سلعه على القرية أو القبيلة المجاورة . إنها حتمية تقنية أو طبيعية ، أو سمها ما شئت ، أنه كلما زاد حجم النظام system ( بالمعنى الثرمودينامى للكلمة ) ، كلما زادت كفاءته . وكلما زاد عدد الأعضاء وزاد تخصصها فى متعضية organism ما ( بالمعنى البيولوچى للكلمة ، كلما زاد استعقادها ورقيها وسيطرتها على البيئة المحيطة بها . الأرض هى أكبر نظام أو كائن حى معروف لنا بعد ، والجلوبة هى ماضيه وحاضره ، بقدر ما هى مستقبله ’ الطبيعى ‘ والمحتوم .

بكلمات أخرى : فى الأصل كان العالم مجموعة من القرى . عندما تفاعلت مع بعضها اقتصاديا اكتشف الحاجة لتجمعها فى كيان موحد . من يكتشف هذا ليس كل الناس فى نفس الوقت . لهذا السبب يشعر البعض بالظلم طوال الوقت ، وأن الأمير أو الاقطاعى صاحب هذه الرؤية الدخيلة الجديدة يستغلهم ، حين يقيم مشروعات رى أو مزارع ضخمة ويجندهم فيها أو يحصل الضرائب منهم إسهاما فيها ، ذلك أنهم لا يرون مثله فى هذا مصلحة أبنائهم على المجرى البعيد ، ويتخيلون فقط أن يستمروا فى ممارسة اقتصادهم البدائى فى هدوء وسلام و’ استقلال ‘ فى قراهم الصغيرة المنعزلة بدون أى تدخل ( أو ’ نهب ‘ ) خارجى .

بالمثل لنفس السبب تجمعت لاحقا المقاطعات وكونت الدول ، ثم تجمعت الدول وكونت الإمپراطوريات أو الاتحادات . وأيضا اعتبروا المصانع ظلما واستغلالا . فى كل مرة كانت العقبة هى قوى النظام القديم المنتفعة بتخلفه وفساده وانعزاليته ومكونات ثقافته البائدة . توحيد عالمنا الآن فى دولة واحدة ليس بحالة خاصة . وقهر قوى الماضى مسألة وقت لا أكثر ، فالتقنية والميل للاستعقاد حتمية ، والتعملق الاقتصادى حتمية ، والتوحد السياسى حتمية ، والكفاءة القصوى حتمية ، ذلك أن فيما يبدو هذه هى طبيعة المادة التى يتكون منها كوننا .

بمعنى موجز : التعمق فى بعض ثرموديناميات الحضارة هو الهدف الأول لهذه الصفحة .

 

الجلوبة بدأت بالأسكندر الأكبر فالإمپراطورية الرومانية ، ثم فرضت المسيحية والإسلام نسخها الظلامية منها . بعدهما عادت حضارية على يد الإمپراطورية البريطانية ، والآن بمنظمة التداول العالمية وپنتاجون دونالد رامسفيلد .

 الهدف الثانى هو استكشاف بعض خصائص الجلوبة فى نسختها المعاصرة والآليات الداخلية لهذه الحالة الخاصة منها . من هذا مثلا فك التعارض المحتمل مع خاطر مزعج حل على الفور ‏الأحد‏‏ ‏17‏‏ ‏فبراير‏‏ ‏2002‏ ‏11‏:‏08‏ ‏م‏ : ما تقوله صفحة الثقافة من انهيار جميع الولاءات الوسيطة للفرد . فبالطبع الجلوبة المعاصرة ليست نوعا من ’ حساء بشرى ‘ لا أعضاء له ، بل أنها متعضية تأكيدا ، وأنها ستخلق لنفسها أعضاء جديدة ليست بالضرورة تلك الأمم أو الأسر النووية التى كانت تتكون منها فى الماضى . ببساطة لم تعد هذه هى الشكل الأكثر كفاءة ، تماما كما قيل مثلا إن التكتلات الإقليمية هى سمة هذه الجلوبة ، وهى وهم آخر دحضته صفحة الثقافة .

الجلوبة بدأت بالأسكندر الأكبر فالإمپراطورية الرومانية ، ثم فرضت المسيحية والإسلام نسخها الظلامية منها . بعدهما عادت حضارية على يد الإمپراطورية البريطانية ، والآن بمنظمة التداول العالمية وپنتاجون دونالد رامسفيلد . لكن من يدرى فربما يتضح مثلا أن الشركات العملاقة هى النمط الجديد والكفء حقا للتخصص الوظيفى لأعضاء الكائن الحى القديم‑الجديد المسمى جلوبة ما بعد الحرب الباردة .

 

إما توجد نسخة بالليبرالية أن تكون مع العلم والتقنية والشركة الكبيرة والإمپراطورية ، وإما أن تكون مع الشعب . هذا هو السؤال الذى لم يعد من الممكن التملص منه .

 الهدف الثالث هو اثبات أن كل مجتهد قادر على الاستفادة من الجلوبة ، بل الواقع أنها لن تفيد سوى المجتهدين والمجتهدين وحدهم . وأقل دليل على هذا ما نراه فى السنوات الأخيرة من صراخ مبرمجى الحاسوب الأميركيين من تهميش نظرائهم فى ضواحى بومباى القذرة لهم ، أو صراخ معظم العالم من اكتساح البضائع الصينية له . الكل يواجه نفس التحديات : إما أن تكون مع العلم والتقنية والشركة الكبيرة والإمپراطورية ، وإما أن تكون مع الشعب . هذا هو السؤال الذى لم يعد من الممكن التملص منه . ومبدئيا يمكنك العودة لتناولنا السابق لهذا فى مقدمة صفحة الثقافة وفى قسم الأوقاع الاقتصادية من دراستها الرئيسة .

 

الجزء الثانى من هذه الصفحة افتتح فى 12 سپتمبر 2002 مع تسارع إيقاع خطوات علنية من أميركا لتجاوز ما يسمى بالشرعية الدولية ، كان أول أبرزها خطاب الرئيس بوش حول العراق أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى ذلك اليوم ، والذى جاءت به إشارة عابرة للمصير الذى لاقته عصبة الأمم . وقد رأينا أن هذه الخطوات جميعا ليست إلا إرهاصة ستقود فى نهاية المطاف لسحب أميركا رسميا لاعترافها بما نسميه عادة ’ منظمة الأمم المعدمة اليالتية الاشتراكية المتحدة ( المعروفة اختصارا باسم الأمم المتحدة ) ‘ ، ولتفكيك هذه المنظمة .

الجزء الثالث من هذه الصفحة افتتح فى 29 مارس 2003 ( اليوم العاشر من الحرب على العراق ، وأول يوم من القصف الجدى ) ، وذلك لأسباب تتعلق بأحجام الصفحات .

نحن نرحب بكافة المساهمات من تعليقات أو أخبار من زوار الموقع من خلال المساهمة المباشرة فى لوحة الرسائل إضافة أو قراءة أو بالكتابة عبر البريد الإليكترونى .

 

 

الجديد ( تابع جزء 1 ، جزء 2 ) :

 

A United States Marine crew under sandstorms, north of the Euphrates, Iraq, late March 2003.

More Desert Storms!

 الحرب على العراق : اليوم العاشر ( والأول الجاد ) : 29 مارس 2003 : الملل ! وما أدراك ما الملل ! تسعة أيام من الملل الكامل . سبب الملل لعب العيال . فلاح يطلق النار على الأپاتشى . جنود بملابس مدنية يرهبون الشعب . بعثيون ينتحرون . إعلام عراقى صاخب مزيف . دروع بشرية إجبارية وطوعية . تهريب أسلحة من سوريا . حتى أمنا الطبيعة التحقت بلعب العيال من خلال بعض العواصف الرملية . حتى الجرذ الألثغ رد بسفالة على رامسفيلد قائلا إنه يلقى بأسباب فشله العسكرى على سوريا ، بينما الكل يعلم أن إسقاط الأميركيين قنبلة يدوية واحدة فى أحد أركان القطر السورى سيدفع به للصمت المطلق لستة شهور قادمة على الأقل . لا أحد يفهم أن أميركا تطبق أسلوب العمليات المتدحرجة وخلافه نقلا عن إسرائيل ، وأن العملية برمتها وبحساباتها اقتصادية محضة لا أكثر . اليوم ، واليوم فقط ، يبدو أن أميركا قررت أن تقول كفى لكل هذا . كم الصواريخ والقنابل الذى ألقى على بغداد اليوم مساء اليوم نعم عممت مساء الأحد ، حيث تحديثات مساء السبت توضع ظهرا بتوقيتنا وحده ربما يعادل التسعة أيام السابقة ، لدرجة أن يقال إن المضادات الأرضية خمدت ، حتى صافرات الإنذارات خمدت . ربما يمكن مستقبلا القول إن اليوم كان أول أيام الحرب الحقيقية .

Marnie (1964)

Play Doctor?

اليوم السبت والقناة الأولى المصرية قطعت برنامج نادى السينما الذى كان فيلم ’ مارنى ‘ ليلا . ربما ليس بقسوة بقية أفلام هيتشكوك ، لكنى لا أكف عن الاستمتاع به ، وبتحقيره ‑كما كل أفلامه الأخرى‑ لبنى البشر . لأول مرة كانت المادة البديلة تستحق المشاهدة ! المدهش أن اكتشفت أن المحتوى ليس بعيدا جدا ، وكأن الفيلم متصل لم يقطع ، وأن تواصلت القصة بعد أن عاد ! الأمر برمته قد لا يعدو مجرد عملية علاج نفسى قاسى الوطأة ، تارة للصة كذوب شقراء فاتنة اسمها مارنى ، وتارة لملايين قطاع طرق سفلة أصحاب تشكيلة رائعة من العقد النفسية ، يجمعهم أنهم ينطقون العربية ، ولا يمكن أن يكتشفوا حقيقتهم دون أطنان قصف البى‑52 الهائل لرءوسهم ! اكتب رأيك هنا

 

Defense Secretary Donald H. Rumsfeld, TV appearance, Gen. Richard B. Myers, chairman of the Joint Chiefs of Staff, and Gen. Tommy R. Franks, commander of coalition forces, press conference, March 30, 2003.

Heroes:

‘It’s been described as an excellent plan. I’d be delighted to take credit for it, but it wouldn’t be fair, because it’s a product that is essentially General Franks’s.’ — Donald Rumsfeld

200304/20ASSE.html: ‘The new American way of war’ — Gen. Richard B. Myers

 الحرب على العراق : اليوم الحادى عشر : 30 مارس 2003 : عندما تحدثنا قبل ستة عن العقيدة القتالية الأميركية الجديدة ، التى لا تلائم الفكر الإمپراطورى الجديد ، ولا تشغلها حرب العراق بأكثر مما يشغله العراق من المساحة الكلية لخريطة العالم ، كنا نقصد تصحيح جهل جهابذة إعلامنا المراحيضى العظام ممن لم يقرأوا شيئا مما أعلن فى 12 أكتوبر الماضى ، وكتبناه نحن فى حينه ، وقلنا فيما قلنا إن فى مفهوم الليونة flexibility هذا قد يكمن الحل الغائى لمشكلة كل الإمپراطوريات السابقة . وكانت تكمن فى صعوبة مواجهة المستجدات فى منطقة ما ، لأن تقنيات ذلك الوقت لم تكن تسمح لها بإرسال قوات بسرعة هنا أو هناك ، وكان البديل الوحيد الحاجة لجيش إمپراطورى ضخم باهظ الكلفة عليه أن يغطى كل الإمپراطورية بكثافة وتجانس ، مما يفقد مفهوم الإمپراطوريته حكمته الأصلية وهى الكفاءة الجلوبية وخفض تكاليف الإنتاج .

A First Marine Division convoy under sandstorms, Southern Iraq, March 25, 2003.

Even Mother Nature Joined the Child Play!

اعتقدنا أن الموضوع قد أغلق ، وأن الجميع باتوا يفهمون كيف تفكر قوات التحالف ، وأن لا شىء لم تحسب الخطة حسابه ، بما فيه العمليات الانتحارية . اليوم خرج كل من رامسفيلد ومايرز وفرانكس ، هذه نص مقتطفات والملخص الخاص بفرانكس 31STRA.html ليشرحوا من جديد نظرية الليونة . السبب ما كتبته النيو يوركر بالأمس فعلا كل الكلام بالأمس بينما تاريخ الإنترنيت 31 على لسان مصدر عسكرى مجهول ، بما يوحى أن رامسفيلد وحده هو الذى يتبنى فكرة الليونة ضد إرادة القادة الميدانيين مثل فرانكس . آمل أن يكون الملف قد أغلق هكذا ، ودعونا نستمتع ببعض الأفكار والتخطيطات بعيدة المجرى التى بدأنا نستشعرها ، والتى ربما يلوح أنها كانت تستحق كل ذلك العام ونصف من الانتظار منذ تحرير أفجانستان ( لن نعترف كلية بأنها كانت تستحق ، قبل أن نعرف ما هى بالضبط التقنيات التى نفذت بها ، والتى كان لا بد من انتظارها عاما ونصف منذ تحرير أفجانستان . إن تأجيل تحرير شعب من التخلف ومن أصحاب الشعارات ، ولو ليوم واحد ، فلا يبرره أى شىء آخر على وجه الأرض ، وبالذات لو كان اسمه مجلس الأمن ! ) .

أحد تلك التخطيطات ، هو قبول جميع التحديات دفعة واحدة فى حرب مضمونة النصر كهذه ، ذلك فى سياق إعداد جيش الإمپراطورية لما هو قادم مستقبلا . الپنتاجون لا يريد أى يشيح عن أى تحدى ، بدءا من العواصف الرملية ، حتى القتال فى صيف الصحراء القائظ ، مرورا بمواجهة التكتيكات الإرهابية والانتحارية والقناصة والميليشيات . سيقولون حاربنا فى حرارة كذا ، وفى مدى للرؤية صفر ، وحاربنا ونحن نتخيل كل مدنى إرهابى ، وحاربنا بدون خطوط إمداد أرضية ، وحاربنا من جبهة واحدة بعد أن رفضت تركيا اللعينة منحنا أرضها ، إلى آخر ما يمكنك من الآن تخيله مما سيقولونه مستقبلا ، إذا نجحوا فى تخطى كل شىء ، وتحقيق نصر كاسح ، كما هو واضح دون الحاجة لاستخدام السلاح النووى ، وحتى دون الاعتماد على تعاون شعبى جدى مع القوات الغازية ، كما حدث فى أفجانستان مثلا . اكتب رأيك هنا

 

Smoke rose from a presidential compound in central Baghdad after heavy overnight bombing, early March 31, 2003.

Business as Usual!

 الحرب على العراق : اليوم الثانى عشر : 31 مارس 2003 : أبرز الأحداث ، قتل الجنود الأميركيين لسبعة أو ثمانية من النساء والأطفال مساء أيضا التداعيات 01CND-VAN.html فى سيارة ڤان أجرة . السائق لم يستجب للتحذير ، أو لم يلحظه ، أو لم يفهمه لأنه جديد عليه ، أو لعله بعثى أو إسلامى أراد الذهاب بكل حمولة سيارته للجنة ، ويترك لصدام رأى عام مؤلب على الأميركيين . لا نعلم بعد . ما نعلمه أن العمليات الانتحارية ، تأتى بتوتر هائل لقوات الاحتلال ، يدفع ثمنه الناس العاديين ، والناس العاديين فقط . تتعطل أشغالهم اليومية عند نقاط التفتيش ، وربما يقتلون خطأ كما حدث للنساء والأطفال الأبرياء اليوم . يسمونها مقاومة ، وهى ليست إلا غباء وانتحارا جماعيا ، بل قل سفالة وضرب تحت الحزام . قديما تكلمنا فى صفحة سپتمبر عن الحروب القذرة ، وقلنا إن لجوء الضعفاء إليها ، هو افتقاد مروع للحكمة الأصلية للإنسانية من وراء الحرب ، وهى الاحتكام لها لمعرفة من على صواب ومن على خطأ . يخرج الضعيف مهزوما ، لكن سعيدا بأن عرف أنه على خطأ ، وتعلم شيئا جديدا ، ينطلق به للمستقبل . كل الشعوب المحترمة تفعل هذا . لكن قادتنا الأشاوس يهزمون المرة تلو المرة ولا ينتحرون أبدا ، لكنهم يدفعون شعوبهم للانتحار طوال الوقت ، إن لم يكن بالسيارات المفخخة ، فبالفشل الاقتصادى والفقر الناتج من المروق على العالم المتقدم . اكتب رأيك هنا

 

Republican Guard palace during air strikes, Baghdad, early April 2, 2003.

The Noblest and the Greatest. We Think!

 الحرب على العراق : اليوم الثالث عشر : 1 أپريل 2003 : الموقف العسكرى يتراوح ما بين الرائع والأكثر من الرائع . القصف الجوى المخيف ، تواصل بلا توقف ليلا أو نهارا ، لليوم الرابع على التوالى ، فيما النص من البى بى سى العربية اليوم ونسبوه لرامسفيلد ، ليس هنا 02CAPI.html ولا حتى فى النص الكامل 01WEB-RTEX.html ، ربما من مؤتمر آخر ، من ثم آثرت الإحالة لمقولة يناير الماضى كالتالى وصفه كان قد وصفه مسئولو الپنتاجون بأعظم قصف فى التاريخ [ Shock and Awe ، وقد عدنا لهذا بعد قليل بالأسفل ] . رقم الكيلومترات الفاصلة عن بغداد يتراجع يوما بعد يوم . بالأمس كان القتال على مسافة ثمانين كيلومترا . اليوم الرقم سبعون . فرقة المشاة الثالثة مدعومة بذلك القصف الجوى بدأت ملحمة بغداد ، وقالوا اليوم إن القدرة القتالية لفرقتى الحرس الوطنى أمامهما انخفضت للنصف . الهجوم البرى بدأ منذ البداية ، فيما يشبه العملية المستقلة نسبيا ، عما يجرى فى الجنوب بواسطة البريطانيين . مما قاله رامسفيلد‑مايرز اليوم تبريرا للبدء دون حشد كل القوات ، إنه حقق المفاجأة التكتيتية . تمت مداهمة حقول الپترول ، وتم تحييد المنطقة الغربية التى تهدد إسرائيل ، فقط لأنهم لم يحشدوا ربع مليون جندى من البداية . أما أغرب ما قال رامسفيلد أن الخطة التى ينسبها افعلام له شرف لا يستحقه ، لأنها من وضع الچنرال فرانكس ، التى يقول الإعلام إنه احتج عليها بشدة . ألم نقل لكم إن اليسار ممثلا فى الحزب الديموقراطى وشركاه ، لا يكتفى بالضرب تحت الحزام ، بل يخرب ويشوه ويخون علنا ما لا يمكن وصفه بأقل من أنبل حملة عسكرية فى التاريخ لتخليص العالم من أسوأ قوى التخلف فيه ، العرب والمسلمين .

أطرف شىء عن البريطانيين ، وبمناسبة الرقص فى الشوارع ، ما جاء على لسان أحد سكان الجنوب التقت به حمدى فرج الله الموفد للكويت البى يى سى العربية . قال إن جماهيرية البريطانيين محدودة ، وأنهم أى الشعب العراقى ، يفضل المحتل الأميركى ، لأنهم حسب قوله ’ جنود مرحون يصافحون الناس ‘ ، أما البريطانيون فهم جادون أكثر مما يجب !

A fighter plane launches from the USS Harry S. Truman, Gulf, March 21, 2003.

USS Harry S. Truman!

الفرقة الرابعة المشاة فائقة التجهيز أكملت رحلتها من تركيا للكويت عبر قناة السويس ، محمد العجمى مراسل البى بى سى ووزير الإعلام الكويتى السابق حدد العدد سفنها الثلاثون التى وصلت طلائعها بالأمس بدأت تفرغ حمولتها الآن . إحساسى ( وأقول هذا إحساس لا أكثر ) ، أنهم بصدد نقلها لنفس مكان الأصلى ، وهو الشمال لفتح الجبهة الرئيسة الثانية . كولين پاول فى أنقرة اليوم ، والتنبؤ مستحيل بالنتيجة . تركيا ليست من الغباء بحيث تعتقد أنها غلت يد أميركا فى التواجد الكثيف فى الشمال . لا شىء سوف يمنع أميركا من ذلك ، أو لعلهم يتخيلون أنهم لن يقربوا پترول الموصل وكركوك ، ليتركونه لها تجتاح الأكراد بعد سقوط بغداد . وطبعا بمجرد التواجد الأميركى الكثيف ، يكون كل الحلم التركى بأى شىء يخص شمال العراق قد انتهى ، وباى باى ربع المليون جندى التى يقال أنها حشدتهم بالفعل حاليا لاجتياح الشمال العراقى . عامة الموقف الأميركى ( ولو شئت سمه الموقف اليهودى إذا كنت لا زلت تتذكر ما كتبه سافاير قبل أسابيع ) ، هو نصرة الأكراد لأول مرة فى التاريخ على حساب تركيا التى باتت متأسلمة . أقصى ما سيعرضه پاول فى رأيى هو تقديم بعض الضمانات لحقوق التركمان داخل العراق ، وليس فى هذا ما يعارض السياسة الأميركية . أعتقد پاول موجود ليس للتفاوض ولا للتهديد ، إنما للخداع والتمويه ، أو بعاميتنا ’ تنويم ‘ تركيا ، لحين وصول القوة الضاربة الأميركية للشمال . فقط من الجائز ، أن ينجح فى شىء آخر ، هو إقناع تركيا بأن تساعده فى إحكام حبل المشنقة حول رقبتها بيدها ! هل تعرف ما هو أمل تركيا الأخير فى تخفيف حكم الإعدام ؟ إنه إسرائيل . والتخفيف لا يعنى البراءة ، إنما عقوبة أخرى ، أو ربما مجرد تأجيل الحكم [ فعلا سافاير شديد الإطلاع على المطبخ السياسى الإسرائيلى أكد هذا المعنى الأخير جدا ، خلال ساعات من كتابتنا هذا ] .

Private Jessica Lynch, September 2000.

Rambo and the Lovely Jessica Lynch!

رامبو يضرب من جديد ! اليوم اكتملت سعادة الشعب الأميركى ليلا بتخليص الجندية الصغيرة الجميلة چيسيكا لينش ( 19 سنة ) من قبضة الأسر ، الأمر الذى انتهى ببلدة أميركية صغيرة تسمى فلسطين ‑ڤيرچينيا الغربية ، تسهر حتى الصباح من فرط السعادة والاحتفال !

أيضا تزامن هذا النصر المفرح ، مع المزيد من قصص الترحيب الشعبى بقوات الاحتلال ، نترك لك قراءتها هنا .

لو تحقق الفتح الواسع للجبهة الشمالية هذا ، فإن ما نراه من ملحمة ستراتيچية سيكون حقا الأول من نوعه تاريخيا . فنحن أمام ما يشبه ثلاثة حروب مستقلة بالكامل عن بعضها البعض ، سواء من حيث التقنيات أو التكتيتات أو الأهداف أو الجدول الزمنى : حرب الجنوب البريطانية وخى حرب تحرير مدن تجرى على نحو مدهش ضد مقاومة ضارية شبه انتحارية ، حرب الشمال الأميركية‑الكردية بالقوات الخاصة والإنزال الجوى تكيفا مع ظرف طارئ هو تأخر وصول القوات البرية ، وحرب الوسط البرية المدعومة بالقاذفات الستراتيچية والتى تتم بجرأة بالغة دون التفات لما يجرى فى بقية الجبهات . تعدد الجبهات واستقلالها ومرونة التكيف مع أقسى وأغرب المستجدات ، هى الملمح الأول لطبيعة حروب الإمپراطورية ، ذلك الذى طالما خطط له رامسفيلد ، وأعاد تشكيل القوات المسلحة الأميركية بناء عليه ، كما قلنا فى أكتوبر الماضى .

Former POW Jessica Lynch, whose wounding and rescue made her the Iraq war's most famous soldier, is shown in an interview with the Associated Press in Charleston, West Virginia, March 22, 2004.

Forever Famous!

مرة أخرى نلخص السياق الإجمالى للعمليات . فى البداية أراد رامسفيلد إنهاء كل شىء بضربة استخباراتية واحدة صباح اليوم الأول ، لما كان يفترض أنه مكان صدام . ربما نجحت وقتل أو أصيب ، وربما فشلت ، لا يهم . المهم أن تم بعد ذلك دفع برأس مشاة مدرع برى عميق تجاه بغداد ، آملا فى استسلام سريع للقوات العراقية ، وإنهاء الحرب بأقل التكاليف . الآن تم تصعيد الحرب لطور يشبه ما شاهدناه فى بغداد 1991 ومن ثم بلجراد ومؤخرا كابول ، قصف جوى مكثف يؤدى بعد شهر أو ستة أسابيع لانهيار كل شىء ( 78 يوما 04KRIS.html فى حالة بلجراد ، على الأقل لأنهم ليسوا عربا أو مسلمين ! ) ، قبل نحو شهر قال رامسفيلد 6 weeks maybe, six months not likely اعمل إحالة أساسا بسبب نفاذ الوقود .

The USS Tarawa, right, receives fuel during an underway replenishment with Military Sealift Command Oiler USNS Yukon, somewhere in the gulf region, April 7, 2003.

USS Tarawa under replenishment.

لو افترضنا أن نجا صدام من هذه المرحلة ، زائد أن فشلت الهجمات البرية الاستطلاعية على طريقة عمليات اليوم الواحد الإسرائيلية ، فسيتم مهاجمته هجوما بريا كاسحا . لو دخلت جبهة الرفض ممثلة فى سوريا وإيران فسيتم فتح أقسى الجبهات ضدهما أيضا . وإسرائيل إيال عليمة المراسل العسكرى للتليڤزيون الإسرائيلى اليوم فى البى بى سى صريحة بهذا الصدد ، أنها ستشارك فى ضربهما ‑سوريا بالذات‑ لو ضربتهما أميركا ، باعتبارهما تقفان وراء حزب الله والانتفاضة . لو كل الأمر تحول لجهاد واستشهاد شعبى ، فسيتحول من قبل التحالف لحرب إبادة ، وسيتم اللجوء للتركيع النووى فى نهاية المطاف . لو لم تصف كوريا وبقية الناشزين أنفسها ، فسيتم إفناؤها هى أيضا . ما يجزم به العقل وقراءة التاريخ ومعطيات الاقتصاد العالمى والحتمية التقنية ، هو شىء واحد فقط : أن ليس لدى أميركا ترف الاختيار ، الخيار الوحيد هو النصر المطلق ، ولا شىء سواه .

فرنسا أحقر من أن نعلق عليها ، فى الماضى كان يمتعنا هذا ، أما الآخر فمجرد ذكرها يثير عندنا العثيان . حاليا هم يقدمون التنازلات ومسح الجوخ لأميركا على نحو مذرى ومخجل لآبعد مدى . كلام كثير لرئيس الوزراء وحتى لوزير الخارجية المتطرف يعلنان فيه صراحة ، نعم صراحة ، أن فرنسا مع أميركا ضد العراق ، ربما يراه البعض مثيرا ودراميا ، لكنه ليس أكثر من دورة أخرى للحقارة اليسارية التقليدية دائما أبدا ، ولن نذكره أو نعلق عليه . الببغاوات اليساريون الثلاثة فرنسا روسيا ألمانيا غيروا نغمة بالروح بالدم نفديك يا صدام إلى بالروح بالدم نفديك يا بوش ، طمعا فى بعض من فتات ما بعد الحرب ، أو للدقة تفاديا للانتقام . حرفيا الببغاوات الثلاثة يقولون جميعا الآن وبنفس الحروف التى يبدو أنهم اتفقوا عليها بالمكالمات التليفونية : نحن لا نود هزيمة أميركا ، ولا نود انتصار ديكتاتور على الديموقراطية وأن علاقتنا بأميركا خلافات عابرة داخل نفس ’ الحلف ‘ . فقط لم نفهم أى حلف هذا الذى يتكلمون عنه ، وهم من حاولوا إذلال أميركا أمام كل العالم طيلة العام الماضى بأكمله .

Former Major General Jay Garner, the Pentagon, March 11, 2003.

‘Director of the Office of Reconstruction and Humanitarian Assistance for Post-war Iraq.’

بعض الترويسات headlines ذهبت لقصة الجارديان حول النظام الذى توصلت إليه أميركا لحكم العراق بعد الحرب ، رغم أنها لا تخرج عن مجرد توسع فى تفاصيل ما عمم فى 24 مارس الماضى فى النيو يورك تايمز وغيرها نقلا عن أحد تسريبات الپنتاجون . عن الحكومة ذهب الجزء الأول من القصة لحد تحديد عدد الوزارات بثلاثة وعشرين ، سوف يرأس كل منها شخصية أميركية متطرفة من شديدى الحماس للحرب وأهدافها . أما الجزء الثانى من القصة فقد أفاض فى رسم معالم شخصية الچنرال السابق رجل بيزنس التسليح الحالى ، چاى جارنر الذى استقر عليه الأمر كحاكم شبه عسكرى للعراق ، ولعل أهمها إيمانه البالغ بدور إسرائيل المحورى فى تشكيل خريطة المنطقة . أما أهم ما جاء عنه فى الجزء الأول من القصة ، فهو الإيحاء بأنه شخص ذو نفوذ لدرجة أن ’ يتشاجر ‘ مع پول وولفوويتز ( نائب رامسفيلد ) ، ويرفض ترشيحه لأحمد شلبى كمساعد لوزير المالية ( ما لناش دعوة أن شلبى كان يحلم بمنصب رئيس الوزراء ! ) . على أية حال اتضح أنه مقيم فى الكويت منذ فترة غير معلومة ، بما يفهم أنه بدأ مباشرة الشغل الجديد فعلا !

أنا أصدق على الأقل شيئين فى هذه القصص : الأول ، أن الكلمة الأخيرة فى حكم العراق هى للپنتاجون وليس لسكرتارية الدولة ، لرامسفيلد وليس لپاول ، وأن قد رفضت مقترحات الأخيرة بالحكم بواسطة ثمانية دپلوماسيين ضعاف الشخصية ( أقول هذا وأجزم بأن ما يريده الپنتاجون سينفذ حرفيا ، رغم علمى بما قاله البيت الأبيض اليوم أن لن يحكم العراق إلا العراقيين ، وما قاله بلير أيضا اليوم من أن لن يحكم العراق إلا الأمم المتحدة . والسبب فيما أجزم ليس أن بوش أو بلير أو پاول ألعوبة فى يد رامسفيلد ، إنما أن رامسفيلد يفهم الدنيا والناس والشعوب أكثر من أى أحد آخر ، ويستطيع فى نهاية المطاف إقناع الجميع برأيه ! ) . الكلام الصريح عن الصراع politics-iraq-usa-future.html الشىء الثانى أن الچنرال فرانكس سوف يكون مشغولا بحروب فى أماكن أخرى ، أهم بكثير من مهمة حكم بلد ثانوى اسمه العراق ! اكتب رأيك هنا

 

American marines secure a bridge at a crucial crossing point on the Tigris River, April 2, 2003.

Not so Boring:

80 Km., 70 Km., 30 Km., 10 Km., …

 الحرب على العراق : اليوم الرابع عشر : 2 أپريل 2003 : الرقم كان صباح اليوم 70 كيلومترا ، أو ما يسمى بدخول المنطقة الحمراء ، أى تلك التى يتحتم فيها ارتداء الأقنعة الكيميائية . بحلول المساء أصبح ( صدق أو لا تصدق ! ) 30 كيلومترا .

لا أحد ، نعم لا أحد ، كان يمكن أن يفكر أحد برقم كهذا قبل شهر آخر أو شهرين من الحملة . إن تاريخا عسكريا يكتب الآن . بكل المعايير العسكرية ، وبلا سوابق إطلاقا ، فإن التفكير بزج قوات برية بهذا العمق سريع الانتشار ، حتى من قبل بدء الضرب الجوى ، لهو ضرب من المستحيل ، طبقا لما تقوله الكتب الحالية .

كل هذا الاختراق ، وبخسائر شبه صفرية من قبل المهاجمين ، يعطينا أهم ملامح حروب القرن الحادى والعشرين المتوافرة حتى الآن . إن نوعا من تقنية حروب الفضاء هو ذلك الذى يجرى الآن على أرض العراق القبيحة . تقنيات عالية فى الرصد وتوجيه الأسلحة . معلومات استخبارية ممتازة . ليونة تكتيتية فائقة وتعديلات سريعة فعالة للخطط إذا ما اقتضت الحاجة . تمويه مبتكر ومقنع جدا للنوايا وللقدرات ، وعلى عكس المتوقع ، لا يميل إلى التهويل وإخافة العدو ، إنما لإكسابه الثقة ، ولكبح التوقعات الكبيرة لدى جمهور النظارة . لم يعد من بين العسكريين من يأبه اليوم بالصحافة ولا بالتليڤزيون ( فهذه ليست التسعينيات ! ) . ما يهم هو فقط الثقة فى أن ثمة نتيجة ما آتية على الأرض ، وأنها سوف تسكت الجميع ، وتسعد الجميع .

Ordnance specialists convey a M61A1 Vulcan cannon, a six-barrel 20mm gun capable of firing 6, 600 rounds per minute, the flight deck of the USS Harry S. Truman, April 6, 2003.

The Mysterious Miracle —or We Know that We Don’t Know:

There’s a Lot of New Wonderful Weapons and Original Daring Tactics!

نقول هذا ونعلم أننا لا نعلم . فما خفى كان أعظم ، وعندما يكشف عما جرى فعلا على الأرض ، والخطط التى نفذت ، والأسلحة التى استخدمت ، والتكتيات التى طبقت ، سوف يكون لنا كلام آخر . سنعرف كيف أمنوا خطوط الإمداد الطويلة للغاية تلك بأقل قوات ممكنة . سنعرف كيف تركوا خلفهم أرضا شاسعة غير آمنة ( على الأقل من المنظور العسكرى التقليدى ) . سنعرف الدور غير المسبوق لنظم الاتصال الفردية وغير الفردية فى حقل المعركة . سنعرف دور الرصد بالساتيلايت ودوره فى إدارة المعركة وتأمين القوات . سنعرف كيف أجروا حساباتهم على طرق رأس الأفعى ، وهم فى ثقة كاملة أن رقص الشوارع سيعم كل أرجاء العراق الخطرة وغير الخطرة لحظة إتمام هذا . سنعرف كيف قلبوا التاريخ العسكرى الذى يقول إن عليك أن تهاجم بثلاثة أضعاف القوة المدافعة ، وهاجموا هم بمجرد فرق صغيرة عالية التقنية . الملحمة ليست فى إعادة كتابة بسالة نورماندى أو ستالينجراد ، إنما فى كيف تعيد الملاحم العسكرية الكبرى بأقل قدر ممكن من الأرواح ، ومن الدولارات أيضا !

F/A-18 Hornet, aircraft carrier USS Kitty Hawk, the Gulf, April 5, 2003.

F/A-18 Hornet, launches from the flight deck of the USS Theodore Roosevelt, Mediterranean Sea, April 5, 2003.

F/A-18 Hornet, being prepared for take off on the flight deck of the USS Harry S. Truman, April 6, 2003.

F/A-18 Hornet!

المؤكد أننا أمام مخاطرات مخيفة يرتعد لها الفكر العسكرى التقليدى ، عادية مقبولة ومنطقية فقط للحواسيب المعرفية فائقة الذكاء . العقول البشرية تحسب حساب أسوأ الاحتمالات ، أما الحواسيب تحسب حساب كل شىء . والمؤكد أكثر ، أننا حين سنعرف حقيقة ما جرى ، ستكون قد أضيفت فصول جديدة لكتب الستراتيچية والحرب ، وأيضا لكتب الاقتصاد ، وأيضا ‑وهو الأهم‑ لقصة ما بعد‑الإنسان !

جارديان عممت اليوم مقال رأى مطول بعنوان الإمپراطور چورچ ، يعارض الطموح الإمپراطورى للرئيس الأميركى . الحجة الوحيدة التى تتكرر طوال المقال أن الإمپراطورية نشاط غير أميركى ( يستخدم كلمة نشاط غير الأميركى للتذكير بلجنة ماكارثى ! ) . ما يفعله چورچ دبليو . بوش يضاد كل ما فعله جميع الرؤساء الاثنين والأربعين السابقين ، ويلقى خلف ظهره بكل المبادئ الچيفرسونية والهاميلتونية والچاكسونية والويلسونية ، معا بضربة واحدة !

منطق ضعيف ، أوله ما المانع أن تكون هناك دائما أول مرة ؟ ثانيا هو افتقاد لجوهر فلسفة الإمپراطورية ، وهى فكرة اقتصادية بالأساس ( إن لم تكن ثرمودينامية كما أفضنا فى مطلع هذه الصفحة ومطلع صفحة الحضارة ) ، تدور حول كلمة واحدة اسمها الكفاءة . ربما ليس هناك أكثر من كيسينچر تبحرا فى اتجاهات هؤلاء الرؤساء والقادة فى كتابه الدپلوماسية ، مع ذلك كتب فى فصله الأول أن الإمپراطورية هى النظام الذى تبنته البشرية لمعظم تاريخها المعروف ( اقتباس نصدر به الصفحة ) . طبعا لن نحاول إقناع كتاب الجارديان اليساريين بإعادة قراءة هنرى كيسينچر ، ناهيك عن الاقتناع بدونالد رامسفيلد . ولندع كاتب الجارديان يعول على وصول الديموقراطيين للحكم فى أميركا ، أو هكذا ألمح فى ختام مقاله !

Rupert Murdoch and his wife Wendi leaving the Vanity Fair post Oscars party, Morton's restaurant, Los Angeles, early March 25, 2003.

A Globalization Icon:

‘The U.S. will ultimately be welcomed by the Iraqi people.’

من المغرى بالطبع أن نقول خذوا الحكمة من على ألسنة رجال البيزنس . رغم أن هذه مقولة صحيحة على نحو عام ، لكن الشخص الذى سنتحدث عنه اليوم شخص خاص . إنه ريوپرت ميردوك . فى الأصل هو الثرى اليهودى وريث إمپراطورية صحافة أسترالية كبرى . ثم نقل مركز إمپراطوريته إلى بريطانيا ، حيث وسعها خارج نطاق الصحف لتدشن شبكة سكاى الرائدة فى حقل التليڤزيون المدفوع . ثم انتقل إلى أميركا فاشترى ستوديوهات فوكس السينمائية ، ثم أسس شبكة فوكس ، ومن ثم فوكس الإخبارية ، لتوازن هذه الأخيرة ‑وبنجاح مذهل السرعة والتأثير‑ التوجهات اليسارية للسى إن إن . بل نقول إن الأرض تنسحب الآن من تحت هذه الأخيرة كديناصور منقرض أفرزته حقبة ما قبل 11 سپتمبر ، وها قد أصبح لكل شعوب العالم ، وطبعا بالأخص لكل ذوى التوجهات اليمنية عبر الكوكب ، المنبر الإخبارى الكبير رفيع المهنية جلوبى الاتساع الذى يمدهم بالحقائق دونما تلون أيديولوچى ، ولعله أعظم تطبيق يمكن أن نراه حتى اللحظة لأحد أقدم شعاراتنا أن يا صفوة العالم اتحدوا . على أية حال ، فإن أشهر الأساطير الشخصية حول ميردوك هى أنه شخص عصامى يسكن فى مستوى معيشى أقل من مرءوسيه ، وأنه متزوج من فتاة صينية الأصل صغيرة السن [ أحدث أخبار إمپراطوريته بعد أسبوع من كتابة هذا الكلام ، هو شراؤه هيوز إليكترونيكس ومن ثم نظام بثها الساتيلايتى الناجح ’ دايركت تى ڤى ‘ ، الأكبر داخل أميركا والذى يصل لـ 11 مليون مشترك فيها ، وذلك فى صفقة مع چنرال موتورز بلغت 6.6 بليون دولار ] .

اليوم تحدث ميردوك عن حرب العراق أمام أحد المنتديات الاقتصادية ، هو مؤتمر معهد ميلكين الجلوبى ، فى لوس أنچيليس . قال بلهجة حاسمة وجريئة جدا بالنسبة لما يهيمن على الرأى العمومى الأميركى الآن ، بل وفى كل التاريخ الأميركى : العرب سوف يحبوننا فى غاية المطاف . وأضاف بصرامة كافية بما معناه العقدة عندنا نحن الأميركيين ، نحن الذين نفترض أن العالم يكرهنا : ’ نحن فقط المشغولون بما يقوله العالم عنا ‘ !

لا يكفى قول پراڤو ، ذلك أن لدينا بعدا نود إضافته عمن هو صاحب هذا الكلام . إنه كما بات يسمى إمپراطور الساتيلايت . والأسطورة تشير لأنه أول من توجه لآسيا لمخاطبتها تليڤزيونيا ، ويمكن القول بأنه الذى فتح أبواب الصين والهند على هذا العصر الجديد ، وهو الذى خاض معارك الرقابية الأولى لهذا الفتح …إلخ . وعندما يكتب التاريخ السياسى للعالم مستقبلا ، لا بد وأن يذكر ميردوك ليس فقط كأحد محركات نهضة الصين والهند الحالية صاحبتى الانفتاح الفكرى المدهش على العالم ، وهى بلاد كان يعتقد يوما أنها صاحبة تاريخ وتراث وثقافة وخصوصية إلى آخر الهراء الإنشائى هذا الذى يتكلم به المثقفون العرب ، بل أيضا كأحد أوائل الأيقونات الكبرى لعملية الجلوبة المعاصرة التالية للحرب الباردة ( زواجة الحالى نفسه صورة رمزية ! ) .

دعك من كل ما نكتبه فى هذا الموقع عن شعوبنا التى تتحرق ليوم تستقبل فيه الدبابات الأميركية بالرقص والزهور . لأن لدينا اليوم معادلة جديدة أبسط كثيرا : إذا كان ريوپرت ميردوك قد قال إن العرب سيحبون أميركا ، فنحن نضمن لك بنسبة 100 0/0 أن العرب سيحبون أميركا . بس خلاص ! اكتب رأيك هنا

 

U.S. Army Major General Jay Garner, commander of the allied troops in northern Iraq, says goodbye to Mohammed Shafik Saadullah, a Kurdish guerilla member, July 15, 1991.

Jay Garner and the Iraqis, Old Friendship!

 الحرب على العراق : اليوم الخامس عشر : 3 أپريل 2003 : الكلام الآن صباحا عن 10 كيلومترات وعن مطار صدام الدولى ، وعن أن الحرس الجمهورى كان جيشا موجودا فقط فى خيال صدام حسين ، أو فلوله متخفية الآن بين المدنيين فى أفضل الاحتمالات !

المزيد يتكشف تدريجيا عما يجرى فى كواليس الحكومة ’ المدنية ‘ الجديدة للعراق ، والتى تدار من الكويت حاليا ، برئاسة الچنرال جارنر ، وبإشراف لصيق من پول وولفوويتز من الپنتاجون . هذه المرة من النيو يورك تايمز بالأمس ثم اليوم ( أهم إضافة فيه معارضة الپنتاجون لإسناد دور مساعد لباربرا بودين سفيرة أميركا السابقة إلى اليمن ، وأن أحمد شلبى يرفض وظيفة مستشار ، والسؤال : هل سيقود المعارضة من الخارج من واشينجتون أيضا ضد الچنرال جارنر ، كما قادها ضد الچنرال صدام ؟ ) ، والإيحاء يتعمق يوما بعد يوم ، انها باتت تمارس عملا يوميا عاديا جدا ، لدرجة تكاد توحى أحيانا بالخناقات بين الموظفين والالتزام الروتين والبيروقراطية و’ فوت علينا بكرة ، يا سيد ‘ !

ملحوظة : اليوم أو ربما منذ يوم أو يومين ، أول الشهر مثلا ، لا أجزم بدقة ، بدأت النيو يورك تايمز تطلب دفع رسم خاص لقراءة مادتها الأرشيفية ، وتعريفها المادة التى ترجع لما قبل سبعة أيام أو أكثر . قبل هذا كانت تطلب هذا إذا قمت ببحث فى الأرشيف ، بينما الهمزات المباشرة كالتى نضعها هنا ، لا تتطلب سوى تسجيلا مجانيا للموقع . على أية عام هذه سياسة معظم الصحف الكبرى فى العالم بريطانية وأميركية ، بل نشهد أن النيو يورك تايمز كانت من أكثرها ’ كرما ‘ حتى الآن مع قرائها على نحو عام . كل هذا بالطبع لا علاقة له بالقيمة المعلوماتية والتاريخية والبحثية لأرشيف النيو يورك تايمز ، والذى لا نعتقد أن ثمة من يجادل أنه يكاد لا يقدر بمال ، بل نحلم شخصيا بأن نراها كاملة بسنواتها المائة والخمسون زائد ( منذ 1851 ) ، على الغشاء يوما . أيضا لسنا فى حاجة للقول ، بل من نافلته ، أننا نختار الهمزات التى ندعو القارئ للرجوع لها بناء على رصانتها وقيمتها ومصداقيتها بغض النظر عن مدى مجانيتها أو تكلفتها المحتملة ، وسنواصل هذا بكل تأكيد ] .

اكتب رأيك هنا

 

Members of the Army's Third Infantry Division, outside the V.I.P. terminal of Saddam International Airport, Baghdad, April 4, 2003.

Date not sure. Might be 3 in the evening. See slideshow\2003\04\04\international\04cnd-airport.slideshow_1.html THE AIRPORT!

 الحرب على العراق : اليوم السادس عشر : 4 أپريل 2003 : وسقط المطار بالكامل . العبيط الصحاف الذى كان قبل ساعات يجزم ويقطع بأن هذا لن يحدث حتى يوم الدين ، الآن يقول أنهم سيستردونه ليلا ’ بأساليب غير تقليدية ‘ . بن لادن يعنى .

العبيط التانى إللى اسمه صدام عمل ( هو أو بديل له ) جولة مسرحية فى بغداد الليلة دى ، يهدد فيها أيضا بالويل والثبور ، أو جايز صدق ريتشارد مايرز ، إنهم هيحاصروا بغداد ويسيبوا موضوع حكم صدام دلوقت ، لأنه زى ما قال النهارده غير ذى صلة irrelevant بحكم الحلفاء لبقية العراق .

لغاية دلوقت 16 يوم وما فهموش الحرب النفسية لرامسفيلد شغالة إزاى . شغالة بالبلدى كده فى ’ التنويم ‘ ، أقصد إعطاء الأمل الزائف للجميع فى أن لهم أهمية ورأى ، الأمم المتحدة ، النيتو ، أوروپا ، إيران ، سوريا ، السعودية ، مصر ، تركيا ، الأكراد ، المعارضة العراقية ، وحتى صدام نفسه ، تنويم كل الناس ، وموش عاوز أقول كمان تنويم بوش وبلير وپاول ، وطبعا الكونجرس والصحافة !

أخ صحاف ، أخ صدام ، صلى ع النبى يا أخينا أنت وهو ، انتم موش هتاخدوا المطار بكره . بكره جايز تلقوهم فوق رءوس مخابئكم . إللى احنا شايفينه سكينة خرجت من الكويت وراحت تخترق إلى القلب مباشرة فى بغداد ، حرب برية بسيطة دون حذلقة ولا خوف ولا دياولو ، فقط ثقة مطلقة ودقة رائعة . دلوقت قدامكم حل من اتنين ، يا تروحوا تلعبوا فى الطين ، يا إما تسمعوا الاعتراف ده ، لأنه جايز يكون الأخير ، موش الأخير منى ، الأخير لكم :

Anti-war protesters, Chicago, March 21, 2003.

So What?

اليوم فقط بدأت استشعر كلمة ’ الصدمة والترويع ‘ shock and awe ، والتى كان ظهرت لأول مرة فى قصة للسى بى إس فى يناير الماضى ، تصف اعتماد الخطة على قصف جوى مروع سيزلزل القلوب ويحفز على الاستسلام السريع . بصراحة ، أنا لم أتحمس لهذا الموضوع كثيرا فى حينه . ربما رايته مجرد كلام أجوف ، أو فى الأفضل الحالات مجرد تمهيد الأرضية للاحتمال الأكثر ’ صدمة ورهبة ‘ الحقيقى ‑النووى‑ والذى لم استبعده قط إلا حين بدات العمليات فعليا . أيضا مما عزز هذا الموقف اللا مبالى عندى موقف رامسفيلد نفسه ، الذى لم يخض كثيرا من هذه المقولة ، بينما هو أجدر الجميع بالترويج لها ، وترك الأمور مائعة بعبارته الشهيرة فى 8 فبراير الماضى six days, six weeks, I doubt six months ( ربما نود أن نذكر الإعلام العربى السافل الذى لا يزال متجمدا عند حقبة صوت العرب ، بهذه العبارة ردا على كلماتهم عن البسالة والصمود والمفاجأة والمأزق والمستنقع …إلخ ) .

الاندفاع المخيف نحو بغداد ، ( الصدمة والترويع فيه للأصدقاء كما الأعداء ) ، ثم تبخر قوات الحرس الجمهورى بأسهل مما توقع الكثيرون ( لست منهم ، فلو كان الريچيم كله قد تبخر فى نص ساعة لما تعجبت ، فالتخلف لا يتجزأ ، ومن يؤمن بالشعارات والأيديولوچيات والخرافات ، لا يمكن أن يكون عقلية علمية حقيقية مؤهلة لأى نصر من أى نوع ، والطبيعى أن يهزم كما نمر من ورق ) . ثم ها هو الأمس واليوم الاكتساح الهائل للمطار ، كل ذلك دون خسائر تذكر . ليس لدى شك فى أن مستوى التدريب والتسليح للفرد من المارينز ، ترتعد له سيقان أى بعثى ، حين يجدان نفسيهما وجها لوجه . بل دعك من التدريب والتسليح ، وفكر فقط فى هدوء الأعصاب ، وحاول المقارنة بين بشر عقلانيين باردين مدعومين بالتفكير المنطقى والتسليح الجيد ، وآخرين انفعاليين عشوائيين مدعومين من آلهة السماء وروح جمال عبد الناصر .

المهم ، منذ أثارت كلمة الصدمة والترويع الاهتمام الواسع من المؤيدين والمعارضين ، ولم ينقطع حتى اليوم البحث فى أصولها وجذورها . الكل وجد أقدم أصل معروف لها كتاب ’ فن الحرب ‘ الشهير لصن تزو . سافاير صاحب العمود اللغوى الأسبوعى الممتع On Language فى مجلة النيو يورك تايمز ، حاول إرجاعها كفكرة حتى لما قبل صن تزو ، لكن يبدو أن المصطلح سيظل معتمدا باسم هذا الكتاب الصغير من قبل 2400 سنة ، والذى لا يزال يدرس فى كل جيوش العالم إلى اليوم !

Americans and Kurdish pesh merga troops hold their positions as a B-52 flies overhead, northern Iraq, April 5, 2003.

Pesh Merga with B-52s!

الحياة كتبت اليوم تتحدث على لسان مسئول عراقى كان على علاقة يومية مع صدام حسين قائلة إن العثور على صدام مهمة شبه مستحيلة ، وأنه عبقرى فى إدارة أمنه الشخصى والمسئول الوحيد عن هذه المهمة ! ويضيف أن رجلين فقط يعرفان مقر إقامته هما ابنه قصى وسكرتيره وقريبه الفريق عبد حمود . كما تنقل على لسان رئيس الأركان السابق أن صدام أستاذ فى فن البقاء ، وأن كبار المسئولين بمن فيهم وزير الدفاع ورئيس الأركان السابق نزار الخزرجى ، لا يعرفون مكانه أثناء الأزمات ، ذاكرا أن صدام استدعاه الى اجتماع فى كاراڤان فى أحد شوارع منطقة تسمى الرضوانية بعد ثلاثة أيام من غزو الكويت . وغالبا ما لا يقيم فى ملاجئ القصور أو الأنفاق لأنها مرصودة فى العادة بواسطة الاستخبارات الغربية ، ويقيم فى شقة سكنية عادية أو فى مقطورة فى الشارع أو فى ملجأ تحت حديقة منزل عادى ، ومن دون مظاهر حراسة ، ولا يستخدم الهاتف قط بل يرسل أحد رجال الأمن لاستدعاء من يريد مقابلته ودون إبلاغ هذا المسئول بمكان اللقاء ، حيث يأتى ويذهب فى سيارة مسدلة الستائر .

هذا أوقع فى رأينا من كونه معتصما بمخبأه الشهير الذى تكشفت مؤخرا بعض أسراره بلسان مصممه فى قصة الرويترز قبل أسبوع ( 28 مارس ، وهى نفسها التى عممها موقع التقنيات المتقدمة وايرد هنا ) . يقول مصممه المهندس الألمانى كارل إيسر إن المخبأ محصن ضد القصف النووى نفسه . لا نقول هذا غير صحيح ، بل بالأكثر هو يقصد القصف النووى التقليدى بإلقاء قنبلة لترتطم بسطح الأرض كقنبلة هيروشيما . هذا ليس الحال اليوم ، وفى 9 مارس 2002 تحدثنا ووضعنا رسما للقنابل النووية الاختراقية المخصصة لمثل هذه الملاجئ . لكنه يفسر فى نفس الوقت ‑ولو جزئيا‑ أن أميركا لم تكن فى حاجة حقا للسلاح النووى لاختراق ملجأه ، وإن كان الواضح أنها لم تكن فى حاجة إليه فى كل الأحوال . نقول هذا رغم علمنا بحاجة سادة الپنتاجون لاستخدامه ولو رمزيا لتلقين كل العالم درسا فى معنى كلمة إمپراطورية . أو لتذكيره بكلمة ريشيليو Might Is Right ( التى نصدر بها صفحة الثقافة العريقة ) ، تلك العبارة التى يشكك الكثيرون فى صحتها ، رغم أن ما لا يمكن التشكيك فيه هو التعديل التالى من عندنا نحن :

Might might not be right, sometimes.

But absolute might is absolute right, always!

Armored artillery from the Army's Third Infantry Division fired at the Republican Guard, near Karbala, April 2, 2003.

المهم أن نتيجة كل هذه الأشياء المتضاربة أوصلتنا لما نحن فيه الآن من وضع سيريالى : أميركا تمرح كما تشاء فى كل العراق بما فيه بغداد ، والأخ صدام هارب من زوجته عند إحدى عشيقاته ، معتبرا فى هذا أنه المنتصر فى ’ أم الحواسم ‘ حتى الآن !

U.S. National Security Adviser Condoleezza Rice and U.N. Secretary General Kofi Annan, United Nations, March 25, 2003.

What U.N.?

لا يجب أن يكون فى هذا مفاجأة : الحلفاء قدموا المال والدماء ، وهم من سوف يحكم العراق . الآن كل الجدل الطويل أعلاه عن كيفية حكم العراق بعد الحرب ، حسم رسميا ، نكرر رسميا ، أى انتقل من طور التسريبات إلى طور تصريح رسمى لكوندولييززا رايس اليوم ، يعلن تبعية حكومة العراق الجديدة لشعبة الدفاع الأميركية ( ولاحظ ليس لأميركا كلها ولا للبيت الأبيض ، وطبعا ليس لكولين پاول ! ) .

أصدقائى ، كل شىء يسير فى الطريق الصحيح ، ونرجو ألا تخدعوا أو تحبطوا بأى كلام عن أن الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروپى أو سوريا أو إيران أو أى أحد آخر من فلول الشيوعية هؤلاء أو غيرهم ، سوف ينجو أو يكتب له البقاء فى العالم الجديد المقدام الذى سنظل نفخر بأننا حلمنا به وعايشنا ميلاده يوما . لا تصدقوا أى شىء حتى لو جاء ذلك الكلام على لسان رامسفيلد نفسه ، فليس المهم ما يقوله إنما ما ينتويه . ربما تكون ثم استراحة قصيرة لنا للفهم ( وليس لأى سبب آخر يخص الأميركيين أو غيرهم مثلا ) ، يقضون خلالها على كوريا الشمالية . وربما لا تكون هناك مثل هذه الاستراحة ( فنحن لن نفهم أى شىء على أية حال ! ) ، وتشن حربان أو ثلاثة متزامنة معا فى المرة القادمة . اكتب رأيك هنا

 

Iraqi citizens pull down a statue of Saddam Hussein with the help of U.S. soldiers from Second Battalion, Karbala, April 6, 2003.

Baath Means Resurrection. Karbala Means Anguish‑n‑Calamity. NOT TODAY!

 الحرب على العراق : اليوم السابع عشر : 5 أپريل 2003 : لا كثير اليوم وسنخصصه لوقفة تحليلية للمستقبل .

Map of a brief tanks march through Baghdad, April 5, 2003.

The Usual Israeli One-Day Picnic!

فقط قبل هذا نشير لأن أسلوب عمليات اليوم الواحد المستوحى من إسرائيل يلوح أكثر وضوحا . هذا من خلال اختراقات مؤقتة لبغداد ، يتلوها أن يحشد الصحاف صحفييه فى باصات ليؤكد لهم أن لا يوجد أميركيون فى بغداد ، وتوجد فقط آثار علقة ساخنة نالها البعثيون والحرس الجمهورى خلال الليل . ما حدث هو فقط ما يمكن تسميته نزهة اليوم الواحد الإسرائيلية المعتادة ، ومن شاء الفهم فليفهم ، وليس لدينا كلام آخر !

اليوم اعتراف جديد : منذ سنوات وسنوات ونحن نكتب عن اليوم الذى تباد فيه جبهة الرفض العربية‑الإيرانية ( سوريا ، العراق ، ليبيا ، السودان ، اليمن ، وإيران طبعا ، أو طبقا للتعريف كل من تزعموا معارضة الرئيس السادات سنة 1979 ، لكن جذورها جميعا تكمن فى الريچيم الناصرى المصرى نفسه الذى أفرخها أو ألهمها جميعا فرصة الوجود ) . تلك الجبهة التى شلت مقدرات النمو لكل الشعوب العربية ، وربطتها بحفنة من الشعارات الجوفاء لا تؤدى إلا للتدمير الذاتى . لكن فى الواقع لم يحدث أن تخيلنا البديل إلا على نحو عمومى ، وهذا هو الاعتراف ، والذى سنحاول التكفير عنه اليوم .

War of Colors:

Southern horizon of Baghdad as the Iraqis set fire to oil-filled trenches in an effort block the visibility of American warplanes, March 22, 2003.

Iraqi army recruits ride in the back of a truck on a highway around Baghdad, as a fierce sandstorm sweeps through the area, March 26, 2003.

A U.S. soldier looks through a pair of binoculars as a fire in the Rumeila oil field burns in the background, southern Iraq, March. 30, 2003.

Smoke, Black and White, Sandstorms and Burning Oil Fields!

تخيلاتنا كانت عمومية فقط : فى صفحة الثقافة المكتوبة مسودتها قبل نحو عشر سنوات ، أو أكثر قليلا ، تخيلنا كل بلادنا العربية مجموعة دول ميپننة لا تفكر إلا فى التنمية الاقتصادية ، تطلق طاقات شعوبها فى الابتكار ، إن كان لا يزال ثمة طاقات ابتكار لديها ، أو فسدت چييناتها ، أو فاسدة أصلا ، لا نعلم فهى لم تأخذ الفرصة قط . عند إعادة توضيب هذه الصفحة سنة 1996 ، وكان نيتانياهو والجنزورى قد صعدا للحكم للتو ، رحنا نتخيل دورا قائدا لإسرائيل ، وتحديدا اليمين الإسرائيلى والسلاح النووى الإسرائيلى ، فى تشكيل المنطقة لصالح هذا البديل الذى أسميناه الحلف الحضارى ( قبل ذلك لم يلهمنا اليسار الإسرائيلى بأية فكرة للمستقبل جدية أو مثيرة للاهتمام ، والسبب الغباء الأيديولوچى المعروف ) . أيضا لم نتخيل يوما أن البديل سيكون ديموقراطيا ، بل بالعكس حكومات ديكتاتورية واعية نشطة تحمى الليبرالية واقتصاد السوق ، ومثلنا الأعلى كان دائما أبدا تجربة پينوتشيت المذهلة . ثم جاءت التجربة الأفغانية ، وأوحت لنا ( فى صفحة سپتمبر ) ، بأن ثم بديل للقضاء على النظم الجمهورية التى نشأت منذ 1952 فى المنطقة العربية ، وكلها ديماجوچية فاشلة فاسدة بدرجة أو بأخرى ، بإعادة الاعتبار لذوى الدماء الملكية الأكفاء غير الفاسدين ، من أمثال حامد كرزائى . ثم جاء الدور على العراق ، واكتشف الأميركيون ( فيما فهمنا ) ، أنه لا يوجد كرزائى عراقى أو ربما عربى ككل . لا أحد كفء بما يكفى للحكم حكما عصريا باسم الأميركيين ، وعلى الأميركيين أن يحكموا العالم الثالث المارق حكما مباشرا ، عسكريا تحديدا ( طبعا لم نصدق ولم يصدق أحد يوما ، أن هذه حرب تحرير ، أو أن الأميركيين سينسحبون ، أو أن العراقيين سيمسكون الحكم ثانية ، فقد مسكوه مرة وهذه تكفى ، والعالم غير مستعد لنكبات جديدة من جراء حكم سكان العالم الثالث أنفسهم ) .

A Desert Rat playing with an Iraqi girl, April 2, 2003.

U.S. Forces Have Renamed It Baghdad Airport. Have a Different Opinion?

ساعتها كان مطروحا اسم الچنرال فرانكس كماكآرثر العراقى ، لكن سرعان ما اتضح أنها ليست الوظيفة التى تناسب قدراته العسكرية التى أهلته لأنه قارنته بالفعل النيو يورك تايمز بالأمس بالچنرال ماكآرثر ، ليس من زاوية حكمه للياپان ، إنما لعبقريته العسكرية ، فى الاختراق السريع نحو الهدف ، دون الحاجة لإرضاخ كل المناطق المنيعة فى الطريق ، حيث تقافز هو والأدميرال تشستر دبليو . نيميتز ، على الجزيرة تلو الأخرى دون تأمينها حقا ، ذلك بهدف الوصول للجزر الياپانية نفسها بأسرع وقت ممكن .

فى الأيام الأخيرة اتضح أن ثم مواصفات أخرى للچنرالات المطلوبين لحكم العالم الثالث ، ليست فقط الإيمان المطلق بالكولونيالية والإمپراطورية والولاء الأيديولوچى المطلق لإسرائيل ، بل أن يكونوا أيضا رجال بيزنس ( طبعا فالاقتصاد والتنمية هما اسم اللعبة ) ، ومن ثم لا يمكن أن يكونوا چنرالات ، إنما چنرالات سابقين . هنا برز اسم الچنرال چاى جارنر ، ولاحقنا قصته على مدى الأيام السابقة .

المنافقون العرب يقولون أنهم يأملون أن يكون الوجود العسكرى ليس واضحا أو وراء الستار فقط . هم لا يفهمون الفكرة من الغزو . إن عالما جديدا يتكون ليس به سلطات غير مركزية ، والپنتاجون فيه يدير كل العالم . أفيقوا يا سادة ، ما نحن بصدده ليس تحريرا ، هذا احتلال ، واحتلال مؤبد . ببساطة ، ليس لديكم أحد متعلم فى الغرب ومتفتح بما يكفى ككرزائى ، كى تسند له وظيفة الستار الذى تحكم أميركا من خلفه . زائد ‑وهو الأهم‑ أننا تجاوزنا هذه النقطة ، والتواجد العسكرى الظاهر لأميركا فى كل العالم قد أصبح مطلوبا فى حد ذاته ، وليس لمجرد خدمة ’ أهداف عليا ‘ خارج المبنى المخمس .

A Desert Rat playing with an Iraqi girl, April 2, 2003.

Playing in the Streets!

هذه ليست إلا جزءا بسيطا من الصورة . بقليل من الخيال يمكن أن نسأل ألف سؤال : هل تتخيلون أطفال العراق يدرسون الإسلام كعقيدة وجهاد كما هم الآن ؟ هل تتخيلون العراق عضوا فى الجامعة العربية بوضعها الحالى الذى يعج بالمتطرفين ؟ هل تتخيلون أن تظل أميركا تستجدى قاعدة إنچرليك من تركيا ( المتأسلمة إلى حين ) بدلا من المسارعة لإنشاء أعظم قاعدة عسكرية فى العالم على أرض العراق ؟ هل تتخيلون الدينار الذى حمل صورة صدام يوما يستمر كعملة بينما الدولار عملة أفضل كثيرا ؟ هل تتخيلون العلاقات العراقية مع إسرائيل ستظل مقطوعة كما هى الآن ؟ …إلخ …إلخ .

الإجابات طبعا لا كبيرة . لو أعملنا الخيال فى السؤال الأخير وحده فسنجد الكثير ليقال . لا تتخيل مجرد معاهدة سلام مع إسرائيل ، بل تواجد اقتصادى كثيف لإسرائيل فى العراق . وهذا حق مستحق ، ليس لمجرد السبب العمومى أنها قوة الحضارة والتحديث الوحيدة فى المنطقة ، بل لأسباب محددة تخص هذه الحرب بالذات . من هذا تواجدها الكثيف فى تسليح القوات الأميركية ، جعلها ثالث أكبر دولة مصدرة للسلاح فى العالم بعد أميركا وبريطانيا ، كما جاء فى عدد هذا الشهر من المجلة الإسرائيلية Israel High-Tech & Investment Report .

ثانيا ‑ولعله الأهم‑ فى إكسابها خبرة قتال العرب والمسلمين الخاصة . آخرها ما كتبه ياجيل هينكين مؤرخ الجيش الإسرائيلى مؤخرا ، عن كيف احتل الإسرائيليون حى القصبة فى نابلس بخسارة أربعة جنود فقط ، وهى معجزة فى تاريخ حروب المدن ( الروس احتلوا جروزنى بـ 1500 ضحية ) ، وذلك بتكتيات من نوع السربنة swarming ، وهو تكتية جريئة عبارة عن اختراقات ضخمة لكن عشوائية ومتعرجة وبلا نسق معين ، تودى لاحتلال قلب المدينة أولا ، ثم تحريرها من الداخل للخارج بعد ذلك . ومنها مثلا التوظيف الجيد للقناصة فوق المبانى العالية ، ومثل استخدام وسائل الاتصال المتقدمة بين الأفراد فى حقل العملية ، ومثل التحرك عبر فتحات غبر جدران المنازل تصلها ببعضها البعض بدلا من التحرك المكشوف فى الشوارع ، وهكذا .

تحديث : 19 أپريل 2003 : هأ ، كنا فاكرين نفسنا فتوات وما جبتناش ولادة ، لما قلنا قاعدة عسكرية دائمة ، فى وقت كان الكل بيتكلم فيه عن الشرعية الدولية والاستقلال والانسحاب ، بل والبعض عايش لسه فى دور دحر العدوان . طلعوا 4 قواعد فى عين العدو ، حسب تسريب للنيو يورك تايمز اليوم ، حدد كمان الأماكن بالاسم : واحدة فى مطار بغداد ، واحدة فى حته اسمها طليل قرب الناصرية فى الجنوب ، واحدة فى قاعدة طيران كردية فى الشمال اسمها باشور ، وواحدة معزولة فى الغرب فى ممر طيران بيسموه إتش‑1 . جايز الأسماء العربى موش كده بالظبط ، لكن ما تحاولش تلقاهم على الخريطة علشان معظمهم أماكن غير مأهولة أو صغيرة جدا ] .

تحديث للتحديث : 21 أپريل 2003 : رامسفيلد كذب النيو يورك تايمز النهارده . موش هنقول لك ليه استنى يومين ، وموش هنقولك صعب النيو يورك تايمز تكون كدابة . ولا هنقولك حتى رانسفيلد بيكدب . على فكرة هو موش كذاب أبدا . إحنا بس إللى ما بتقراش كويس . المرة دى قال كلام كتير ، الحكومة الجديدة ’ الصديقة ‘ و’ الانطباع الخاطئ ‘ وموش عارف إيه ، كله أقرب للتأكيد منه للنفى . والأدهى إنه اعترف إن القواعد مستخدمة فعلا الان بواسطة القوات الأميركية ’ للغوث الإنسانى ‘ . ثم إيه هى عبارة النفى المباشرة نفسها ؟ قال أكاذيب ووهم وخيال وكلام كبير عام من ده ، لكن العبارة نفسها إللى نفى بيها هى أنه لم تعرض عليه شخصيا ولا الچنرال مايرز مشاريع بهذا الشأن . أنا متأكد إن ده صح . بس جايز تتعرض الليلة دى ، جايز بكره ، جايز السنة الجاية ، وكمان جايز فرانكس بعتها ولسه على المكتب ما فتحهاش رامسفيلد ، أو حتى فتحها لكن ما ناقشهاش لسه . الأخيرة دى بالذات هى النفى الوحيد القاطع فى كلامه . ما عدا ذلك تكذيب لحاجة ما تقالتش . النيو يورك تايمز ما قالتش إن اتعرض عليه حاجة ، ولا إنه ناقش حاجة . بالظبط زى ما كانوا بيقولوا مفيش قرار بغزو العراق ، وزى ما بيقولوا دلوقت ما فيش خطة لغزو سوريا . كل كلامهم مظبوط بس إعلامنا هو إللى بياخد الكلمة ’ ويطير ‘ ، وبعدين يرجع يقول عليهم كدابين . أنا باكتب علشان إعلاميينا الجهابذة دول ، إنما الموضوع نفسه محسوم من زمان قوى : احتلال مباشر سافر ودائم ] .

Barbara K. Bodine

Saddam’s Replacement!

الرويترز politics-iraq-administration.html نقلا عن مصدر مجهول بالپنتاجون كتبت اليوم حاسمة فكرة تقسيم العراق إداريا ( على الأقل ، أو هل هناك تقسيمات غير إدارية فى الإمپراطورية . السياسة اختصاص المركز الكوكبى فى واشينجتون فقط ! ) . چاى جارنر رئيسا للإدارة المدنية المسماة مكتب إعادة الإعمار والإغاثة الإنسانية ، وهى ذات اختصاصات اقتصادية محضة ، ولا تستهين بهذا لأنه يشمل مثلا السياسة الپترولية ، وربما يضعون المسمار الأخير فى نعش الأوپك مثلا . من ناحية سيكون تحت إمرة الحكم العسكرى الأميركى للعراق ممثلا فى الچنرال فرانكس الذى سيعين حاكما عسكريا عاما . ومن ناحية سيترأس هو نفسه بدوره ثلاثة حكام محليين . شمال العراق برئاسة الچنرال المتقاعد برووس مور ، والجنوب برئاسة الچنرال المتقاعد بك وولترز ، والوسط لسفيرة أميركا السابقة لليمن باربارا بودين ، التى ربما خفف الپنتاجون أخيرا من اعتراضاته عليها ، فهى ربما ليست لينة جدا كما كان يعتقد . أو على الأقل هى صاحبة سجل وخبرة جيدة فى قضايا الإرهاب ، فلعلك تذكر أنها نفسها اختطفت يوما . الأهم ربما أنها امرأة جميلة ، مما سيثير الكثير من المقارنة مع وجوه صدام وأذنابه البعثيين الكئيبة . فقط لاحظ إلى أين تتطور الأمور : سيما سمر جميلة كابول المحررة ، كانت أفجانية ، أما جميلة بغداد فهى أميركية أبا عن جد !

الاقتباس وليس الصندوق مكرر ثقافة 3 المشكلة دائما أبدا أن كان هناك دائما أبدا نوعان من العرب لا يلتقيان أبدا : تنمويون وشعاراتيون ، پراجماتيون وأيديولوچيون ، عقلانيون وانفعاليون ، جلوبيون وقوميون ، يمينيون ويساريون ، محافظون وراديكاليون ، ملكيون وجمهوريون ، وجهاء وشحاذون ، اختر التقسيم الذى يناسبك . أعتقد أن الحرب الحالية هى نصر عظيم للفئة الأولى ستقوى شوكتها ، وربما ستؤدى لتأسيس جامعة عربية جديدة ، ليس بها سوريا وليبيا ومن شابه ، هدفها دعم اندماج العالم العربى فى الإمپراطورية الأميركية البازغة ، تحت قيادة إقليمية جديرة بالاحترام والتقدير هى المعجزة الاقتصادية العلمية التقنية المسماة إسرائيل .

ثم ماذا عن النظام العربى ؟ حتى أشد الناس حماسا وارتزاقا من شعار القومجية العربجية من أمثال عمرو موسى يقال البى يى سى العربية على نحو عابر إنه يتحدث الآن عن تفكيك الجامعة العربية . هل تعرف لماذا ؟ لأن المشكلة دائما أبدا أن كان هناك دائما أبدا نوعان من العرب لا يلتقيان أبدا : تنمويون وشعاراتيون ، پراجماتيون وأيديولوچيون ، عقلانيون وانفعاليون ، جلوبيون وقوميون ، يمينيون ويساريون ، محافظون وراديكاليون ، ملكيون وجمهوريون ، وجهاء وشحاذون ، اختر التقسيم الذى يناسبك . أعتقد أن الحرب الحالية هى نصر عظيم للفئة الأولى ستقوى شوكتها ، وربما ستؤدى لتأسيس جامعة عربية جديدة ، ليس بها سوريا وليبيا ومن شابه ، هدفها دعم اندماج العالم العربى فى الإمپراطورية الأميركية البازغة ، تحت قيادة إقليمية جديرة بالاحترام والتقدير هى المعجزة الاقتصادية العلمية التقنية المسماة إسرائيل ، فهى كما قلنا قبل عقد أو عقود ، إنها البوابة الوحيدة للوحدة العربية ، من خلال اتحاد كل منا على حدة معها .

بمناسبة عمرو موسى ، وددت تجاهله للنهاية ، لكن بما أن ذكره قد جاء ، فأذكر هنا بمؤتمر صحفى له بعد بداية العمليات ، بمناسبة أحد المؤتمرات التى يدعو لها كل يوم فى الجامعة العربية ، والتى ترعد لها فرائص أميركا وإسرائيل ، قال اعتقد يوم 25 وهو اليوم الثانى الذى انتهى فيه المؤتمر ، ذلك مشاهدة تليڤزيونية فصيح العرب ، ناقدا من تحدثوا مرحبين بالاحتلال الأجنبى ، واصفا إياهم ’ بالكارهين لأنفسهم ‘ . بالضبط لا أعرف هل يقصد وزير خارجية قطر الذى انسحب من ذلك الاجتماع وسخر من الجامعة ومن السيد الفصيح شخصيا ، أم يقصد الكويت التى لم تحضر أصلا ، واتهمته علنا بالعمالة لجبهة الرفض . أنا بكل فخر اعتبرت التهمة موجهة لى شخصيا ، وردى عليها هو كيف لا نكون كارهين لأنفسنا ولحياتنا بل ولكل الدنيا ، ومن يهيمنون على مقدرات شعوبنا هم الديماجوچيون من أمثالك يا سيد عمرو موسى . اكتب رأيك هنا

تحديث : 1 مايو 2003 : السعار الذى أصاب القومجيين من أمثال عمرو موسى وجهاد الخازن بعد سقوط قلب العروبة النابض صدام حسين ، وصل لأبعاد مرضية مخيفة ، بعد أن اختار محمد عبد القادر الجاسم شيخ توضيب الوطن الكويتية أن ينكأ كل جراحهم المفتوحة وبلا رحمة ، ذلك بمقالين يطالب فيهما بجامعة عربية جديدة تضم دول مجلس التعاون الخليجى زائد الدولتين صاحبتى العلاقة الرسمية مع إسرائيل فقط لا غير ، وبإشراف مباشر على المنظمة الجديدة من قبل الولايات المتحدة . هذه قصة مثيرة تستحق مدخلا مستقلا فى صفحة الثقافة ، فإلى هناك ]

 

Soldiers from the Army's Third Division Task Force during a religious service, Baghdad International Airport, April 6, 2003.

Crusade Means Holy War. For Secular Rumsfeld and Zionist Wolfowitz, It Means Something Much More Serious!

 الحرب على العراق : اليوم الثامن عشر : 6 أپريل 2003 : هكذا تكلم وولفوويتز ! اليوم العرض الأولى يوم 6 نعم 6 عصرا 07CND-POLICY.html قال إنها ليست حسبة ستة أشهر وحكم عسكرى مؤقت ، بل أشياء أخرى ( لم يقلها طبعا ، والسبب أن طبعه قلة الكلام ! ) . رامسفيلد العلمانى زائد وولفوويتز الصهيونى غير المسيحى أصلا ، كانا دوما أكبر دليلين لنا على أن هذه ليست حربا صليبية تافهة ، كما يتخيل المهوسون المسلمون فى كل الدنيا . أو ربما معهم بعض الجنود الأميركيين الطيبين ممن يتلون صلواتهم الآن فى مطار بغداد . حتى چورچ بوش نفسه مغضوب عليه من كنيسة المهد ، ومن كنيسة الڤاتيكان ، وحتى من كنيسته هو شخصيا المسماة ’ المنهجية المتحدة ‘ United Methodist ، حسب قصة النيو يورك تايمز اليوم .

كلامنا عن الإمپراطورية بات مكررا بعد كل هذه السنوات ، فقط إليكم هذه القصة من لسان الكاتب المخضرم ديڤيد إى . سانجر فى النيو يورك تايمز اليوم . دخل أحد المساعدين إلى المكتب البيضاوى ليهمس بغضب مكتوم فى أذن الرئيس چورچ دبليو . بوش ، أن سكرتير دفاعه منفلت اللسان ’ ذا التصرفات التى لا يمكن التنبؤ بها ‘ unpredictable ، قد طرح فى مؤتمره الصحفى احتمال توسيع المواجهة لتشمل إيران وسوريا . توقع المساعد أن تثور ثائرة الرئيس ( أو ربما أن يسحب من فوره ورقة ويوقع قرارا بإقالة رامسفيلد ) ، لكن ما حدث هو فقط أن ابتسم بوش لمساعده هذا قائلا كلمة واحدة فقط : 'Good!' ، ثم عاد للأوراق التى كان يشتغل عليها . لن نعلق بأى شىء ، فقط نذكر العنوان الذى اختاره سانجر لقصته ’ النظر للحرب كدرس لكل العالم ‘ ! اكتب رأيك هنا

 

U.S. Army Stf. Sgt. Chad Touchett, relaxes with comrades inside Saddam's main palace, Baghdad, April 7, 2003.

Smoking at Saddam’s Office!

 الحرب على العراق : اليوم التاسع عشر : 7 أپريل 2003 : هجوم استعراضى ظهرا على قصور صدام ، ثم كاسح على وسط بغداد مساء . قصف هائل لموقع كان يعتقد بوجود صدام فيه . أيضا تم إسكات الراديو والتليڤزيون الحكومى العراقى للأبد ، ومن ثم إراحتنا من تطاولاتها السافلة على الغرب وإسرائيل وسائر متقدمى العالم . كذا تم تدمير مكتبى قناتى الجعيرة وأبو ظبى التابعتين للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين ، أسفر عن قتل مراسل الأولى وإصابة كثيرين آخرين . فقط التأديب لم ينل بعد البى بى سى العربية ( الذراع الإعلامى الثالث للتنظيم الدولى للأخوان المسلمين ، وإن بدت الآن فى أيام الحرب أقل حجبا للحقائق كما يبثها الغرب ، ذلك لأسباب لا تغيب عن كل لبيب . هذا يسمى تقية فى الإسلام ! ) . تلك الإذاعة لا تزال تسمح أو بالأحرى تشجع مراسلها البعثى صبحى حداد الأكثر صدامية من صدام نفسه ، بملء آذاننا بتحليلاته الداعمة للروح المعنوية ، بأى ثمن من التزوير والاختراع وتضليل الأنظار .

Iraqis passing an Apache military helicopter, Hindiya district, 120 km south-west of Baghdad, March 24, 2003.

Apache, Hindiya!

التأديب لم يتوقف على الإعلام العربى السافل بهدف إسكات أكاذيبه ، بل تم تأديب روسيا أيضا . اتضح أن القوات الأميركية هى التى قامت بمحاولة قتل سفيرها للعراق ، أو هذا ما تأكد رسميا اليوم من خلال زيارة كوندولييززا رايس لموسكو ، حول حادث اليوم السابق نعم 6 مساء الذى بدا غامضا لوهلة . بل اتضح أن قصف موكب السفير تواصل لمدة 40 دقيقة ، أى أنه نجا بأعجوبة تقريبا ( أنا شخصيا أصدق أن كل الأخطاء واردة فى الحروب ، إلا مهاجمة الدپلوماسيين . هل تذكر قصة سفارة الصين فى بلجراد فى مارس 1999 ؟ سؤال آخر نتركه لك : هل يمكنك تخيل عدد أو حجم الجرائم التى ارتكبها هذا السفير فى حق الحضارة الإنسانية خلال مدة خدمته فى بغداد ؟ ) .

إجمالا : لن ينجو أحد عارض هذه الحرب من العقاب . هذا ما يمكننا الجزم به فى هذه اللحظة ، وهذا يخص كل العواصم عربية وغير عربية سواء التى تمنعت أو تعابثت أو راوغت أو تطاولت ، أو طبعا عارضت .

Secretary of Defense Donald Rumsfeld speaks to the press after appearing on CBS's 'Face the Nation,' Washington, March 23, 2003.

‘You used the word ‘apparently’ and you used the word ‘preliminary,’ so it sounds like a very responsible report. We don’t do that!’

على أن رحلة رايس لموسكو كانت شيئا أهم من هذا الغرض الرمزى ، قطعا ليس كما تخيلها الإعلام العربى السافل المتطاول كرحلة اعتذار ، وقطعا لم تنته كما قال صناع الأخبار العربية المفبركة فى مكتب الصحاف ، ونقلتها عنهم بثقة مشهودة كل تليڤزيونات العرب ، قائلة إنها غادرت موسكو دون مقابلة الرئيس پوتين ( الكذبة السابقة مباشرة قبلها بساعات أن روسيا أعلنت التأهب النووى بعد قصف سفيرها ! ) . بالعكس هى رحلة تاريخية جدا ، تم الإعداد لها جيدا لمدة أسبوعين ، وناقشت كل ما يخص وضعية روسيا فى العالم الجديد ، عالم ما بعد بغداد . ناقشت كل الأمور الثانوية ( سمها إملاءات لو شئت ) من قبيل تسليح العواصم النشاز كبغداد وطهران ودمشق . لكن كل ذلك فى إطار تدعيم ما سمى ’ شراكة ستراتيچية ‘ بين البلدين .

رامسفيلد تحدث باستخفاف شديد مساء عما قيل عن العثور على أسلحة كيماوية فى كربلاء فى وقت سابق من اليوم ، قال سنتأكد منها لاحقا ، وأضاف ’ عامة كل التقارير المبدئية غير دقيقة ‘ وقال للصحفى السائل ، ساخرا ’ أنت تستعمل كلمة ظاهريا ، وأنت تستخدم كلمة أولى ‘ ، نحن لا نفعل هذا ! المهم أن الأمر برمته يوحى بأنه يمهد لتفهيم العالم ، ولأول مرة بصراحة ، أن الموضوع لم يكن يتعلق من قريب أو بعيد بوجود أسلحة دمار كتلى ، يمكن أن تكون موجودة ويمكن أن تكون غير موجودة ، يمكن أن تشكل تهديدا ويمن أن لا تشكل تهديدا ، المهم فقط فى الأمر أن العالم فى حاجة ماسة لإمپراطورية تخلصه من فوضاه . اكتب رأيك هنا

 

Marines accepted tea from Salwa Meseen, Baghdad, April 8, 2003.

…and Drinking Tea with Selwa in NYTimes Salwa!

 الحرب على العراق : اليوم العشرون ( والواضح أنه الأخير ، لاحظ أننا لم نكمل حتى الأسبوع الثالث ) : 8 أپريل 2003 :

A young man shows off a badge with the U.S flag on it as the British Royal Air Force Regiment patrol, southern Iraqi town of Safwan, April 8, 2003.

Stars and Stripes!

بل بالأحرى الحرب انتهت واقعيا بالأمس عن عمر يناهر تسعة عشر يوما فقط لا غير ، وتحديدا مع إخماد الإذاعة والتليڤزيون ( الفعل العربى الوحيد هو الكلام ، هل تذكر صفحة الثقافة ؟ ) . ذلك يعنى أن صدام بكل جروبته المزعوم استغرق ستة أيام فقط أطول من الحرب على الانتفاضة ( الحرب السادسة ) التى انتهت قبل عام بالضبط تقريبا فى 10 أپريل الماضى . فقط نأمل أن لا ننتظر عاما كاملا آخر قبل تخليصنا من الريچيم التالى من ريچيمات جبهة الرفض العربية‑الإيرانية !

هل تعرف كم عدد الضحايا فى اكتساح القصور ومعظم بغداد بالأمس : ثلاثة !

مبنيا قناتى الجعيرة وأبو ظبى لا يزالا محاصرين ، وسيتم قتل كل من فيهما ما لم يسلموا أنفسهم للقوات المنتصرة .

سعيد الصحاف والجميع فروا ولا أحد يعلم عنهم شيئا . إلى أن نرى الشعب العراقى ( الهائج حاليا يحطم كل شىء يحيى الغزاة ويلعن صدام وعصره فى مظاهراته التى عمت سائر بغداد منذ صباح الأمس ) ، يمزقهم فى الشوارع كما المتوقع خلال ساعات !

نعم ، هى لحظات تاريخية لن ينساها لأبد الدهر الشعب العراقى وكل الشعوب العربية التى عانت طويلا من اختطاف القومجيين العربجيين لمقدراتها ، تعادل بل لعلها تفوق الهزيمة المذرية للنعرة القومية سنة 1967 . وهى تفوق لأنها أوسع أثرا ، ولم يعد ثم مجال للالتفاف عليها أو اللعب على الحبال مع الكتلة الشيوعية ، زائد ‑وهو الأهم‑ ما نراه حاليا من إرادة پنتاجونية هائلة بعيدة المجرى وغير مسبوقة لتخليص العالم من كل قوى التخلف والظلام فيه .

الآن السؤال فقط : هل الخطوة القادمة هى إيران وسوريا أم كوريا الشمالية ، أم الثلاثة معا ، أم كل الباقين دفعة واحدة ؟

U.S. Army soldiers warmly welcomed by residents of Baghdad, April 9, 2003.

Our Lost Son Is Back!

بريطانيا تنصب أحد شيوخ القبائل حاكما للبصرة . شىء مثير للاهتمام حقا ومؤشر جيد للمستقبل ، بالذات إذا ما قارنا بأن آخر من تم تنصيبه ليتمتع بالحكم فى العالم الثالث هو حامد كرزائى ، خريج أوكسفورد وهارڤارد وسليل الدماء الملكية . إنه هبوط بمستوى حكم الشعوب لنفسها للمستوى العشائرى القديم ، ونقل المزيد من سلطة القرار لمركز الإمپراطورية . هذا انتصار واضح جدا لبعد‑الإنسان . إذا كنت من آلاف القراء الجدد الذين أضيفوا يوميا لموقعنا فجأة فى الأيام الأخيرة ، فإن معظم ما تقرأه هنا له تنظيرات سابقة فيه وتم التنبؤ به على نحو شبه حرفى منذ سنوات طويلة ، بما فى ذلك فكرة الإمپراطورية ، كل شىء تقريبا . ذلك بدءا من كتاب 1989 ’ حضارة ما بعد‑الإنسان ‘ الأقدم لكن الأبعد فى الخوض فى مستقبليات الكوكب تقنيا واقتصاديا بالأخص . ثم مرورا بصفحة الثقافة من أوائل التسعينيات التى تقول بضرورة أن نمحو هويتنا العربية والإسلامية الفاسدة حتى النخاع ، بأشرس وأسرع طريق ممكنة ، أيضا بها وقفة خاصة مع ريچيم عبد الناصر قد تعنينا على نحو خاص اليوم . وهى صفحة لم تؤمن كثيرا أو قليلا بما يسمى الاستقلال ، ورأته فقط كمجرد محاولة من المحرضين المحليين للقفز على السلطة وفتات الثروة ، بدلا من ترك الاستعمار ينمى البلاد بطريقة علمية صحيحة خبيرة ومحترمة . هم الجراد الذى يأكل الأرض ويتركها محروقة ، وهو الفلاح الذى ينميها ليأكل منها هو والجميع . ثم صفحة الليبرالية التى تتصدرها كلمة لأرسطو تقول إن الشعوب غبية وجاهلة ولا يجب أن تحكم نفسها ، وفيها يبدو واضحا جدا أن مشكلتنا مع أمثال ناصر وصدام ليست أنهم طغاة بل أنهم طغاة يساريون . وحتى تفهم ما يعنيه هذا بالضبط عليك الرجوع لهذه الصفحة ، فالكلام قد يطول حول إشكالية النهضة ، وحتى تعرف أن الطغاة نوعان ، نوع يمينى يؤمن بإطلاق الاقتصاد الحر ويرى دوره أن يحميه ولو بالحديد والنار ، كموسيللينى وأتاتورك وفرانكو وسالازار وپينوتشيت وچنرالات نمور آسيا ، وهو يرتفع بشعوبه لعنان السماء ازدهارا اقتصاديا ومكانة واحتراما عالميين . ونوع آخر كناصر وبقية صبيانه يؤمن بالقومجية العربجية والاشتراكية وبقية هذا الهراء ، ويحارب بها الغرب المتقدم وإسرائيل ، ومن ثم يهوون بشعوبهم لحضيض الخراب الاقتصادى والمهانة العالمية . وبالطبع لم نشارك قط يوما فى تلك الصفحة أو فى غيرها ، فى التطبيل لأن أميركا ستأتى بالديموقراطية للعراق أو غيره ، فهى ليست على هذا القدر من الغباء ، لكنها ستأتى بالطبع بالكثير من الحريات الشخصية والفردية ، بدءا من حرية الإنترنيت وحرية الإعلام والحرية الجنسية ، انتهاء بأم الحريات جميعا حرية الاقتصاد وتداول السلع والتمتع بأفضل منتجات العالم بأرخص الأسعار ، وبينهما حريات لا حصر لها تسعد الإنسان الفرد وتثريه . كل ذلك دون أن تدعوه ما لم عالما وخبيرا بالقدر الكافى ، لاتخاذ قرارات سياسية واقتصادية وتقنية لا طاقة له بها ، أو حسب المعمول به فيما يسمى الريچيمات الديموقراطية والتى ثبت فشلها على نحو ذريع . وأخيرا حتى صفحة الجلوبة هذه التى تحاول التنظير منذ سنوات للإمپراطورية الأميركية القادمة كحتمية تاريخية اقتصادية بل ثرمودينامية وفيزيائية بالأساس ( وصفحة سپتمبر التى ولدت حين باتت هذه الحتمية حتمية سياسية محدقة ، بل ومسألة حياة أو موت لكل حضارتنا المعاصرة ) .

U.S. Army Brigadier General Vincent Brooks, a news conference, Coalition Media Center, Central Command Center, Camp AsSayliyah, outside Doha, Qatar, April 9, 2003.

Tomorrow the Second Visit. In It We’ll Say!

هناك آلاف التفاصيل فى هذه الصفحات بل وكل صفحات الرأى الأخرى فى هذا الموقع ، لكن الشىء المشترك وراءها جميعا هو حقيقة أن حياتنا التقنية والاقتصادية ارتقت لدرجة باتت عالية الاستعقاد بحيث لم يعد للشعوب ( جاهلة أو عالمة ) أى رأى مفيد فيها ، ويجب أن نعهد بها لما بعد‑الإنسان ، إن لم يكن تحديدا الحواسيب الذكية . الشيخ الطيب الذى نصب اليوم حاكما على البصرة ، والذى لا يملك أكثر من الحكمة الإنسانية الفطرية لإدارة شئون الناس البسيطة اليومية ، ولا يتدخل قط فيما يتجاوز حدود علمه وفهمه ، برهان جديد طيب على كل هذا ، وخطوة للأمام وليست للخلف كما قد يبدو للوهلة الأولى . اكتب رأيك هنا

 

U.S. troops pulled down the 40 ft. statue of Saddam Hussein, central Baghdad, April 9, 2003.

Something to Be Compared Only with the Great 6-Day War!

 الحرب على العراق : اليوم الحادى العشرون ( والأخير رمزيا واصطلاحيا ، ذلك أنه ’ يوم التمثال ‘ ) : 9 أپريل 2003 :

الآن انضم 9 أپريل 2003 إلى تلك التواريخ الخالدة لسقوط الطواغيت التى عارضت قوانين الطبيعة الدارونية ومرقوا عليها بذلك الاسم سيئ السمعة المدعو الاشتراكية ، والأبشع منه مزجه مع الفكر السوادوى الشوفينى الحاقد والأحط من نوعه تاريخيا المدعو القومجية العربجية . وقد كان سقوط الطاغوت السابق والأول والأسوأ لهذا المزيج الاشتراكى العروبى قاطع طريق الحضارة ، يوما مجيدا آخر دخل التاريخ ويحضرنا بقوة اليوم اسمه 5 يونيو 1967 .

باختصار إذا كان 11 سپتمبر قد أثبت لكل العالم أن الإسلام ما هو إلا إجرام وقتل ، فإن ما حدث اليوم قد جعل العالم من جديد لا يستخدم كلمة العروبة إلا كأضحوكة ترادف المهانة والذل . الفارق بين الإسلام والعروبة أو بين بن لادن وسعيد الصحاف ، يطابق ببساطة الفارق سفاح أثيم وبين امرأة سيئة السمعة !

حين حرر المجول بغداد يوما من نير الاحتلال العربى صاحت امرأة من العموم صيحتها الشهيرة ’ وا معتصماه ! ‘ . اليوم حرر الأميركيون بغداد ، مع فارق أمرين : لم تصح واحدة أو أحد ’ وا صداماه ! ‘ ، فقط صيحة واحدة مدوية تشترك فيها كل شعوب العالم الثالث تقول : ’ وا أميركاه ! ‘ . الفارق الثانى أن الإجابة لم تكن الصمت المميت ، وأن لم يعد يعتقد أحد أن العرب سيحكمون ثانية أبدا لا غيرهم ولا أنفسهم !

نعم ، يوم التمثال هو يوم النهاية الرمزية والأيقونة التى دخلت التاريخ . ربما النصر ’ الرسمى ‘ هو فقط حق پروتوكولى للرئيس بوش والوزير الأول بلير دون غيرهما ، بعد أن يعطيهما تومى فرانكس رسميا تمام تحقيق أغراض العملية ، وربما لا تزال ثم بعض ذيول للمعارك ، لكن الإثارة التى شهدها العالم اليوم ، وهو يصطف كله عبر الجلوب حول شاشات التليڤزيون ( بما فيه چورچ دبليو . بوش الذى صنع آرى فلايشر دوما قصة مثيرة من عدم مشاهدته للتليڤزيون ! ) ، ليشاهد على الهواء تحطيم التمثال البالغ أكثر من 12 مترا فى ميدان الفردوس فى قلب بغداد ، فى مشهد ربما يفوق انفعالا مشهد تحطيم حائط برلين فى 9 نوڤمبر 1989 . البريطانية زائد Olink = 10SAFI أو ‑وهو الأقرب‑ مشهد تحطيم تمثال فيليكس چيرچينسكى Feliks Dzerzhinsky أول رئيس للشرطة السرية فى العهد البلشڤى ، وذلك احتفالا بتفكك وسقوط الاتحاد السوڤييتى ، وذلك فى الميدان الشهير باسمه فى شمال موسكو يوم 23 أغسطس 1991 .

الآن انضم 9 أپريل 2003 إلى تلك التواريخ الخالدة لسقوط الطواغيت التى عارضت قوانين الطبيعة الدارونية ومرقوا عليها بذلك الاسم سيئ السمعة المدعو الاشتراكية ، والأبشع منه مزجه مع الفكر السوادوى الشوفينى الحاقد والأحط من نوعه تاريخيا المدعو القومجية العربجية . وقد كان سقوط الطاغوت السابق والأول والأسوأ لهذا المزيج الاشتراكى العروبى قاطع طريق الحضارة ، يوما مجيدا آخر دخل التاريخ ويحضرنا بقوة اليوم اسمه 5 يونيو 1967 .

باختصار إذا كان 11 سپتمبر قد أثبت لكل العالم أن الإسلام ما هو إلا إجرام وقتل ، فإن ما حدث اليوم قد جعل العالم من جديد لا يستخدم كلمة العروبة إلا كأضحوكة ترادف المهانة والذل . الفارق بين الإسلام والعروبة أو بين بن لادن وسعيد الصحاف ، يطابق ببساطة الفارق سفاح أثيم وبين امرأة سيئة السمعة !

حين حرر المجول بغداد يوما من نير الاحتلال العربى صاحت امرأة من العموم صيحتها الشهيرة ’ وا معتصماه ! ‘ . اليوم حرر الأميركيون بغداد ، مع فارق أمرين : لم تصح واحدة أو أحد ’ وا صداماه ! ‘ ، فقط صيحة واحدة مدوية تشترك فيها كل شعوب العالم الثالث تقول : ’ وا أميركاه ! ‘ . الفارق الثانى أن الإجابة لم تكن الصمت المميت ، وأن لم يعد يعتقد أحد أن العرب سيحكمون ثانية أبدا لا غيرهم ولا أنفسهم !

… ولندع الصور تتكلم :

 

An Iraqi man swings a hammer at the base of the 40-foot statue of Saddam Hussein, central Baghdad, April 9, 2003.

The First Strike:

Jubilant People!

Marines Staff Sgt. Nick Popadich stood atop his tank, saddam's huge statue appeared in the background just before destroying it, central Baghdad, April 9, 2003.

Billions of Audience:

A Breathtaking Slow Motion!

Cpl. Edward Chin of the 3rd battalion, 4th Marines regiment, set up the American flag on the face of the giant Saddam Hussein's statue before pulling it down, central Baghdad, April 9, 2003.

The Most Symbolic Moment:

His Name Is Cpl. Edward Chin!

Cpl. Edward Chin of the 3rd battalion, 4th Marines regiment, set up the American flag on the face of the giant Saddam Hussein's statue before pulling it down, central Baghdad, April 9, 2003.

George W. Bush Tuned to Something on TV:

AT LAST!

 

The New Saladdin, Before and After:

Marines Staff Sgt. Nick Popadich of the 3rd Battalion, 4th Marines Regiment, enjoys a cigar standing on top of his tank, as he arrives at a main crossroad in downtown Baghdad. Saddam's huge statue appears in the background just before destroying it, April 9, 2003.

Now It Points to Jerusalem!

Iraqis destroy a statue of Saddam Hussein after it was pulled down by the U.S. military, central Baghdad, April 9, 2003.

Now It Doesn’t!

 

From the Archives:

A man hammers away at the Berlin Wall as the border barrier between East and West Germany was torn down after 28 years, symbolically ending the Cold War, November 12, 1989.

A section of the Berlin Wall is lifted by a crane as workers start to dismantle the structure near the Brandenburg Gate, East Berlin, December 22, 1989.

www.dailysoft.com/berlinwall/history/berlinwall-timeline.htm, wire.ap.org/APpackages/berlinwall/photo31.html, photo39.html and www.shearman.com/enterprise/wallfall_full.html date of Pic Not Sure, Might be Dec 22 Night or might be later:

 

August 13, 1961:                              The Berlin sectorial border between East and West Berlin was closed, barriers were built. Brandenburg Gate was closed the following day.

 

June 12, 1987                      President Ronald Reagan visited Berlin and urged Soviet leader Mikhail Gorbachev to tear down the Berlin Wall.

 

November 9, 1989                 Berlin Wall was opened. East German people rushed and climbed the wall that night just after East German Politburo member Guenter Schabowski announced during a news conference that those East German citizens who wish to visit other countries and then return would still need a visa, but that visa requests would be handled without delay. Actual hammering began date not so clear, just 12 and maybe 12 early morning three nights later (picture).

 

December 22, 1989                Brandenburg Gate was opened; parts were dismantled (picture).

 

October 3, 1990                   Germany was reunited.

 

People step on the head of a statue of Felix Edmundovich Dzerzhinsky, founder of the KGB, after it was toppled in front of the KGB headquarters in Moscow, August 23, 1991.

Source http://www.nandotimes.com/nt/images/century/photos/century0260.html and www.theconnection.org/shows/2002/09/20020927_b_main.asp and Britannica of course.

 

August 30 (Old Style), 1877:           Felix Edmundovich Dzerzhinsky was born.

December 20 (7 in Old Style), 1917:                                                                                                          Felix Edmundovich Dzerzhinsky was named head of the new All-Russian Extraordinary Commission for Combating Counterrevolution and Sabotage (Cheka), which became Soviet Russia’s security police agency.

July 20, 1926:                                   Felix Edmundovich Dzerzhinsky died.

August 23, 1991:                              People step on the head of the toppled statue of Felix Edmundovich Dzerzhinsky in front of the KGB headquarters in Moscow (picture).

 

اكتب رأيك هنا

 

 الحرب على العراق : تابع اليوم الحادى العشرين ( ’ يوم التمثال ‘ مساء ) : 9 أپريل 2003 : كانت لحظة مثيرة للغاية وضع العلم الأميركى فوق وجه صدام حسين صباح اليوم . تذكرنا بالطبع ما كان قد قيل فى أول أيام الحرب ( وكان أول شىء إطلاقا علقنا عليه فيها ، من أن التعليمات تمنع الجنود من حمل أو إظهار أية أعلام بما فيه العلم الأميركى .

Cpl. Edward Chin of the 3rd battalion, 4th Marines regiment, set up the American flag on the face of the giant Saddam Hussein's statue before pulling it down, central Baghdad, April 9, 2003.

The Flag Debate!

منذ الصباح ، وأنا أبحث وأحاول تحليل هل ما حدث هو مبادرة فردية من العريف إدوارد تشين ، أم هى تعليمات طبقا لسيناريو مخطط سلفا ، لا سيما وأن الحدث كان مخططا بالكامل تقريبا . مخطط سواء من حيث اختيار الرمز نفسه ، أى تمثال ميدان الفردوس بالغ الضخامة على نحو خاص ، والذى ‑ولعله الأهم‑ كان يؤشر لمدينة القدس ، أو سواء من حيث اختيار التوقيت ، حتى يشاهده الأميركيون قبل خروجهم لأشغالهم ، ويشاهده الشرق الأوسط ظهرا ، والشرق الأقصى مساء ، وطبعا تنظيم حضور كل الصحافة والإعلام له . ومن ملامح التخطيط أيضا أن كان تشين يحمل علما آخرا هو علم عراق ما قبل غزو الكويت ( بدون ’ الله أكبر ‘ ، وكان من الأفضل لو عثر على علم ما قبل الجمهوريات المنكوبة جمعاء ) ، ووضعه بعد قليل على رقبة التمثال لبرهة قبيل بدء الإسقاط مباشرة .

Iraqi Ambassador to the United Nations, Mohammed Ad-Douri, leaves Iraq's Mission to the UN, mobbed by journalists and responded 'the game is over, lets just hope peace,' New York, April 9, 2003.

The Only Official Surrender Money Can Buy:

‘The Game Is Over!’

الواضح أنى لم أكن وحدى الذى شغله هذا الأمر ، وقصة النيو يورك تايمز اليوم ، توحى بأنها كانت مبادرة فردية أو شبه فردية ، لدرجة أن قيادة الفرقة الخامسة فى الكويت أصيبت بالوجوم ، وهى ترى ما حدث على الهواء . فسروا الأمر فى البداية على أنه رد فعل إنسانى طبيعى من جندى خاض الأهوال وفقد بعضا من دماء زملائه ، وهذا أقل ما يمكن أن يفعله احتراما وفرحة . الجزء الأكثر جودة فى القصة أنهم ما أن زالت الصدمة حتى استحسنوا ما حدث ، وقرروا اعتبار رفع العلم الأميركى من الآن فصاعدا نوعا من ’ الهدية لشعب العراق ‘ !

لا يبدو أننا سنحصل على أى نوع من الإقرار الرسمى بالهزيمة ، أكثر من كلمة سفير الريچيم البعثى لمنظمة الأمم المعدمة اليالتية الاشتراكية المتحدة ( المعروفة اختصارا باسم الأمم المتحدة ) ، المدعو محمد الدورى . يبدو أنه شاهد التليڤزيونات مثلنا ، وصرح قائلا : ’ لقت انتهت اللعبة ! ‘ . اكتب رأيك هنا

 

In front of the Palestine Hotel, Iraqis jubilant at the coalition's victory over Saddam Hussein, hug Lance Cpl. Shawn Hicks , Baghdad, April 9, 2003.

Date deducted Hugging Americans… So Cool!

Crowd attacks a man accused of being a paramilitary, Baghdad, April 8, 2003.

…and Biting Baathists… So Refreshing!

 الحرب على العراق : اليوم التالى للنهاية : 10 أپريل 2003 : نعم ، مشاهد ضرب البعثيين شىء مثير للانتعاش . كتب لى أحد القراء رسالة متمعنة فى لوحة الرسائل ، وهذا النوع عالى العم والجدية هو الأقل نسبيا أو يحب أصحابه أن لا يقرأه سواى . هو ليس ضد العلمانية ، لكنه يقول إن ما نكتبه لا نختلف عما يطرحه أسامة بن لادن الذى يقول إما أن تسلموا ، وإما أن نقتلكم ، ونحن نقول إما أن تتعلمنوا وتتحضروا وإما نقتلكم . منطق وجيه أشكرك عليه ، لكنه نسى شيئا واحدا ، أن الدين والقومية العربية ( أو غير العربية ) والثورة العمالية أمور تخاطب الغرائز ، تذهب للجماهير العريضة وتزرع داخلهم الكراهية نحو أحد ما ، دين آخر طبقة أخرى قومية أخرى ، ومن ثم تتحكم فيهم بسهولة بهذه الطريقة . أما التحضر والعلمنة والليبرالية الاقتصادية والاحتكام لداروين ، فهى أمور تخاطب العقل وللقياس العلمى . هم فقط يريدون تهييج الجماهير ويكتسحون الأخضر واليابس . هذه طريقتهم الوحيدة للوصول للسلطة . والنتائج معروفة من فقر خراب شامل كاسح ، ليس توقعا وتنبوءا ، إنما عن تجربة سوڤييتية ناصرية وإيرانية وغيرها كثير . نحن مرجعنا العقل . ماذا لو وصل الصدام لنقطة إما الحياة وإما الموت . هم لا يتراجعون ولا يمكن تعديل ما فى عقولهم بالإقناع ، لأنه نوع من الوسواس أشبه الدين ، لا يقبل إقناعا أو نقاشا .

صديقى : نعم ، أعترف أن مشاهد قتل البعثيين وسحلهم حتى الموت ، فى شوارع العراق هى مشاهد مثيرة للانتعاش . السبب ليس أنى سادى أو أتلذذ بالدماء ، وكما يقولون لا أستطيع ذبح دجاجة . فقط لأن ليس هناك بديل آخر !

A local man drags his booty under the barrel of a British Challenger tank, Basra, April 7, 2003.

Iraqi civilians push carts loaded with goods after looting a government warehouse, a main road in southeastern Baghdad, April 9, 2003.

 ‘Looting Rampage!’

السلب والنهب ( أو الاغتنام حسب الكلمة الإنجليزية looting ) فى ذروته . تم نهب كل شىء بدءا من حقن الپلاستيك من المستشفيات حتى الخزانة الرئيسة للبنك المركزى العراقى . ما رأيك ؟ الأميركيون والبريطانيون يقولون إن جنودهم لم يتدربوا كشرطة ، كما أن القيام بهذا الدور سيخفض جماهيريتهم لدى الناس ، وفى كل الأحوال يفضلون الوقوف على الحياد .

Celebrating Iraqis dragged a statue of Saddam Hussein that was pulled from its pedestal, Baghdad, April 9, 2003.

Too Many Statues:

Who Wants to Be a Millionaire? We Give the Statuette to This Looter!

كلام جميل ، لكن هل تعتقد أنه السبب الوحيد ؟ أنا شخصيا لا أعتقد ، والأميركيون يستفيدون جدا من بث كل هذه الفوضى والهمجية لكل تليڤزيونات العالم ، غربا وعربا . فهذا العالم شرقه وغربه فجر أدمغتنا بالكلام عن الاستقلال والسيادة والديموقراطية وعدم التدخل وحق الشعب فى اختيار حكومته ، انتقالية أو غير انتقالية . أى شعب هذا الذين تريدون إيكال كل هذه السلطات له ؟ لا شعب ‑ناهيك عن الشعب العراقى‑ له الحق فى حكم نفسه . هذا حق فقط لكائنات أرقى وأنضج ، حواسيب ذكية ، علماء خبراء ، أو ما شابه ، والجهة الوحيدة التى تملك كل هذا هى الإمپراطورية الأميركية التى وصلت لأكثر من ثلث اقتصاد العالم ، لأسباب جدية جدا ، وليس مصادفة أو شرا أو بلى الذراع .

An Iraqi man kisses a U.S. soldier, Kirkuk, April 10, 2003.

Democratically Speaking!

ليس بعيدا عن موضوع الديموقراطية هذا ، العبيط أحمد شلبى يذكرنا ببرهانى الذى قال يوما إنه سيركب طائرة فى اليوم التالى ويذهب لكابول لاستلام السلطة . شلبى ركبها فعلا ، بل كانت طائرة حربية أميركية . ذهب إلى الناصرية ، وبعد فاصل من الرقص والتهليل على غرار العبيط ربانى ، بدأ يلقى تصريحات غير مفهومة ، عن أن حكم العراقيين للعراقيين ، وكرر رأيه القديم أن الوجود العسكرى الأميركى لا يجب أن يزيد عن سنتين . هل نسى موضوع سوريا وإيران ، أو معتقدا أن أميركا ستشكره على كرمه الزائد فى تحديد المدة ، أم تمنحه وساما كأفضل مدافع عن الديموقراطية على وجه الأرض فى الوقت الراهن ، أم ماذا ؟ فى القصة المهمز إليها يوجد من بين أعضاء الولاية الأميركية ‑وما أكثر السذج فيها‑ من يسميه سپاراتاكوس . هل يعتقد أن المزايدة باسم الديموقراطية تجعله صديقا لرامسفيلد وولفوويتز وپيرلى كما يشاع ، أو لعله هو الذى يشيع . هؤلاء الثلاثة بالذات يسخرون فى أعماقهم من كلمة ديموقراطية أشد ما تكون السخرية ، ناهيك عن الاستخبارات المركزية التى تراه غرا موتورا . أما أحدث كلام عنه فهو ما قاله وولفوويتز مساء اليوم أمام السينيت ، من أنه ليس نكره لكننا لن ’ نمسحه ‘ حاكما للعراق هو أو غيره —وكلمة مسح anoint تشير بالطبع للمعنى الدينى اليهودى‑المسيحى لرسامة الكهنة . وهذا بالطبع كلام مهذب ومتحفظ جدا ، لا أعتقد أن أميركا ستواصل الحديث به عنه بعدما سمعت فى المساء ما تحدث به للبى بى سى العالمية مقررا طرد أميركا من الإدارة المؤقتة للعراق . هو الأكثر هبلا أم ربانى ؟ لا أعرف ، جايز الاتنين أهبل من بعض : واحد راكبه عفريت الإسلام وواحد راكبه عفريت الديموقراطية !

نعم ، و هذا ليس بعيدا عن نبوءة قديمة لنا ، وكنا بصدد الكلام عن صرعة الإعلام ’ الحر ‘ المسمى بالفضائيات فى العالم العربى ، البلاد المتخلفة ‑العربية والإسلامية تحديدا‑ سوف تكون المرقد الأخير للديموقراطية ، بعد أن يكون كل العالم قد هجرها لأشياء أفضل . أو على الأقل هذا ما يريده مثقفوها الجهابذة وما تفتقت به عقولهم التفاهة لها .

Iraqi kids examine a toppled statue of the Iraqi leader Saddam Hussein, Baghdad, April 12, 2003.

Soccer, Vodafone and Saddam!

أيضا لا أعرف مدى أهمية وجود حكومة واجهة من الأصل . ربما ثمة متطلبات پروتوكولية أو شكليات قانونية ( مع من يوقع الأميركيون مثلا اتفاقية القواعد العسكرية ، إذا كانت لا تريد حاليا ضم العالم رسميا للولايات المتحدة كجزء منها ؟ ) ، لكن عامة لا أحب الواجهات والتزييف تحت أى مسميات ، لكن عندما يكون ثمة حاجة إليها يجب أن تكون محكمة ومتقنة ، وإن ليس بالضرورة بمستوى العلم والاقتناع والإيمان بقيمة دوره عند كرزائى مثلا ، فقط على الأقل يجب ألا يكون بهلوانا . الأفضل فى كل الأحوال ، وهذا كلام مكرر منذ بداية هذه الصفحة وغيرها ، أن على أميركا أن تواجه العالم صراحة بما تريد . وهذه الحرب علمتنا أن ما أن تحزم أميركا أمرها ، حتى يحزم الجميع أمورهم وراءها . قد يقول قائل إن أسلوب ’ التنويم ‘ أو التسلية بالأمانى ، ثم نقضها عند لحظة الجد ، هو الأسلوب المستخدم دائما أبدا ، والغرب استخدمه مع الشريف حسين بن على البريطانية Husayn ibn 'Ali أيام الثورة العربية على الإمپراطورية العثمانية سنة 1916 ، بل إنه ناجح فى هذه الحرب الحالية نفسها نجاحا مبهرا حتى الآن . نعلم كل هذا ، وفقط نقول : إن القدرة المطلقة ليست فى حاجة لكل هذا العبث والمراوغة ، ثم وهو الأسوأ ، واسألنى أنا من موقعى وسط الشعب المصرى ، يؤخر عملية الفهم تأخيرا مروعا . أنا لا أعتبر رامسفيلد كذابا ، بل اعتبر المستمعين هم الأغبياء . أى محلل جاد متوسط الذكاء يستطيع فهم كل ما بين السطور فى حديث الپنتاجون ، لكن ماذا لو كان العالم قد فقد ذكاءه ، وقد بلغ عمر منظمة الأمم المعدمة اليالتية الاشتراكية المتحدة ( المعروفة اختصارا باسم الأمم المتحدة ) ستون عاما ، وأصيبت بالألزهايمر وكافة صنوف الخبل والتكلس العقلى .

Russian President Vladimir Putin, center, French President Jacques Chirac, and German Chancellor Gerhard Schroeder, St. Petersburg, Russia, April 11, 2003.

The Three Musketeers:

Now He Laughs All the Time Like the Other Two. Welcome to the Clown Club, Mr. Putin!

إذا كان كلام وولفوويتز عن أحمد الشلبى أمام السينيت مهذبا ومتحفظا ، فهو ليس كذلك بالمرة عن الفرسان الثلاثة شيراك‑شروديدر‑پوتين ، الذين سيعقدون اجتماع قمة فى سان پيترسبيرج غدا . حسبما جاء فى أخبار صوت أميركا اليوم التى قدمت عرضا مسهبا لكلمة وولفوويتز أمام السينيت ، فإن ما قاله شىء يفوق الخيال فى سلاطته وتقريعه للثلاثى المرح . أقله أن طالبهم أن يفعلوا شيئا مفيدا للعراق لأول مرة فى حياتهم ، ويتنازلوا عن الديون التى سلحوا بها صدام حسين ، بدلا من أن يجبوها من الشعب العراقى الآن .

بصراحة : لو لم يسفر الاجتماع المذكور عن شىء درامى من قبيل إعلان الانصياع المطلق للسياسة الإمپراطورية الأميركية ، أو حل منظمة الأمم المتحدة ، أو أى شىء بهذا المستوى . فإن معنى هذا أن قرر هؤلاء مواصلة تشجيع المروق تحت الحزام ، ومواصلة واسترزاق الفتات خلسة من خلف ظهر كبار العالم الحقيقيين . والنتيجة أنى سأبدا الشك جديا فى ذكاء الرئيس پوتين ( كما تعلم لم أشك فى بلاهة شيراك أو شرويدر المطلقتين يوما ، أما پوتين فقد كان له فى الأيام الخوالى بعض الإعجاب وبعض الآمال عندنا ، لم تكن كثيرة جدا ربما ، لكنه على الأقل إنسان لا يقهقه 24 ساعة فى اليوم كما صديقيه الخائبين المذكورين ! ) .

Prime Minister Tony Blair and US President George W. Bush, appear in a recording which is broadcasted on the Iraqi new TV service 'Nahwa Al-Horya,' April 10, 2003.

Nahwa Al-Hurrieh or 'Towards Freedom!'

بدأ اليوم بث قناة ’ نحو الحرية ‘ التليڤزيونية ، هذهVariety_com - U_S_ news beaming to Baghdad.htm أيضا 10CND-CAPI.html فيما يقال على نفس تردد التليڤزيون العراقى الحكومى السابق ، وذلك من فوق متن طائرة حربية مجهزة خصيصا لهذا الغرض . أما الإنتاج فهو أميركى‑بريطانى حكومى مشترك . الخبرات أيضا مشتركة لكن بإشراف يو إس برودكاستينج الشركة الأم لصوت أميركا . كل القنوات والخدمات الإخبارية الأميركية الكبرى وافقت على تقديم موادها لتذاع مترجمة بالعربية على الشريط ، وفى طليعتها البرامج الإخبارية المسائية الرئيسة فى الشبكات الثلاث الكبرى زائد شبكة فوكس الإخبارية وبعض غيرها . الوحيدة التى رفضت هى السى إن إن ، لأسباب أيديولوچية لا تخفى على أحد . هذا وقد صرح نورمان پاتيز ( تحدثنا عنه مرارا من قبل مثل هنا وهنا ) القوة المفهومية الدافعة وراء راديو سوا ، صرح لمجلة الصناعة اليومية ڤارايتى أن الموارد الإخبارية للقناة الجديدة ستكون بالأساس هى نفسها المتوافرة لراديو سوا .

البداية بث كلمتين منفصلتين لكل من الرئيس بوش ورئيس الوزراء بلير قد سجلاها خلال لقائهما فى بلفاست أول أمس . لا جديد يذكر فى الكلمتين ( هذا نصهما : بوش - بلير ) ، لكن الجديد أن هذه هى أول قناة تليڤزيونية أميركية موجهة للعرب . يفترض أن يتسع بثها ليغطى كل الأربعة والعشرين ساعة ، وأن يبث أرضيا بعد قليل لكل العراق ، ومن ثم يبث ساتيلايتيا ليغطى كل العالم العربى . لا شك أنها ستكون قوة تنوير دافعة كبرى ، لا سيما وأن الآمال التى علقناها من قبل على قناة ’ العربية ‘ ، التى دشنت بالفعل قبل نحو شهر ونصف فى 20 فبراير ، قد تبدد معظمها ، بعد أدائها المتميع خلال الحرب ، إعلان بالحياة محفوظ ورقيا نفس اليوم يقول الإنطلاق 11 صباحا بتوقيت جرينيتش حيث أجفلت عما كان متوقعا منها من مواجهة العرب بحقيقة ما يتعين عليهم اتخاذه لتأييد هذا الغزو الحضارى . اكتب رأيك هنا

 

Kurdish fighters, known as pesh merga, brought out heavy machinery for a tile mosaic of Saddam Hussein, the village of Karahanjir, northern Iraq, April 10, 2003.

Kurds Are Finally Freed from the Meanest, Ugliest and Most Devilish Colonial Occupation in World History, the Muslim‑Arab Occupation!

British Royal Marine Stuart Lawley, a corridor of Saddam Hussein's Palace, Basra, April 7, 2003.

Not All Colonialists Are Mean, Ugly and Devilish!

 الحرب على العراق : 11 أپريل 2003 : الأكراد اكتسحوا كركوك أمس ، والموصل اليوم ( عسكريا لم تتبق الآن سوى تكريت ) . عاثوا نهبا وفسادا ، بما يثبت أن لا أفضلية لأحد على أحد فى الهمجية والتخلف من كل العرب والمسلمين . لكن مهلا ، هم ليسوا عربا . هل تعرف ما نوع الأفضلية أو العذر الذى يمنحهم هذا إياه ؟ أنهم أكبر ضحية حية لأبشع وأحط استعمار استيطانى فى التاريخ ، الاستعمار العربى المسلم . هذا بدأ بغزوات دولة النبى محمد ، وآخره غزوات دولة النبى صدام ، الذى راح يهجرهم ويزرع العرب السنة فى أراضيهم المغتصبة . من هذه كركوك ، التى فر منها على أعقابه كل المسلمين العرب فى الأسبوع الأخير ، وعدد هؤلاء المغتصبين يربو على المائة ألف ، ذلك عندما أدركوا أن لحظة العقاب ودفع الفواتير قد حانت ، وأن لا شىء من جرائمهم سوف يشطب بالتقادم .

هؤلاء الأكراد بسطاء ومتخلفون نعم ، لكنهم فى النهاية ضحية لجحافل الغزو العربى على مر التاريخ ، يذكرونك بالأرمن أكثر مما يذكرونك بأى شعب آخر اضطر تحت السيف لاعتناق الإسلام . هم أناس أكثر تواضعا بكثير من أولئك الذين قالت لهم آلهتهم أنهم خير أمة أخرجت للناس ، بينما هم أحطها على وجه الإطلاق . فى رأيى هؤلاء الملايين الخمسة وأربعين عبر العراق وتركيا وإيران وسوريا ، يستحقون پترول كركوك ، وربما پترول الموصل أيضا ، إذا وضعوا أنفسهم بالكامل طوع الفكر المستقبلى الأميركى الإمپراطورى ، ولا يتمسكوا بالماضى والتراث والدين المتخلفة . حتى اللحظة لا يعرف أحد على وجه اليقين ماذا قررت أميركا فى الشأن التركى‑الكردى . هى طالبت الأكراد بالجلاء ، ويبدو أنهم يستجيبون بالفعل . لكن المؤكد أن تركيا الفخورة بتأسلمها الحالى ( لعله يجعلها هى الأخرى خير أمة أخرجت للناس ! ) سوف تنال عقابا لم تحلم به قط ، وأن الأكراد لا تزال أمامهم الفرصة كبيرة لأن قد يثبتوا أنهم ليسوا أقل جدارة بالمستقبل من الصينيين والهنود . أما العرب فلا مستقبل لهم إلا الإبادة . هذا وعد موقعنا القديم لهم كلهم تقريبا ! نعم ، الأميركيون والبريطانيون قوة احتلال لأنها جاءت بالتقنية والثروة والحداثة ، قل لى أنت بأى مسوغ احتل العرب ، أقصد الوسط المسلم السنى ، الشمال والجنوب الغنيين بالنفط ، وحولوا أهلها لمواطنين من الدرجة الثانية . المسوغ مجرد كلام فى كلام يساوى كلام تربيع : نحن خير أمة أخرجت للناس ، نحن سلالة أهل البيت ، الأكراد خنازير ، الشيعة مرتدون ( هذه ألفاظ حزب بى بى سى العربية قال ضيف أشياء من هذا بعيد نهاية الحرب تماما بصدد ضرورة حل الحزب أيديولوچيا البعث العربى الاشتراكى حرفيا ، ولاحظ أن علمانيته لم تحل دون توظيف الدين لتعزيز نبرة التعالى الجوفاء ) . أيضا قل لى بصدق ، أين نوع من الاحتلال أفضل لك ، الاحتلال الخارجى التنموى المتحضر بمؤسساته وشركاته العملاقة العظيمة الراسخة ، أم الاحتلال الداخلى الديماجوچى ، يستولى ’ الزعيم ‘ على الحكم باسم الاستقلال ، ثم يدع اسرته مصاصة الدماء تنهب الشعب للأبد باسم الوراثة ؟

الآن على كل منا أن يحدد أيهما الأفضل كحاكم له : أبناء وطنه اللسان العربى الفصيح ، أم الأنجلو‑يهود ! أو بعبارة أخرى ، على المتحدث الرسمى السابق باسم العروبة ( قبل محمد سعيد الصحاف ) ، الشيخ سيد مكاوى أن يحدد من جديد : الأرض بتتكلم عربى ، أم الأرض بتتكلم عبرى ؟

Retired US Lt. General Jay Garner, with Kurdish rebel leaders Jalal Talabani, left, of the Patriotic Union of Kurdistan (PUK) and Massoud Barzani, of the Kurdistan Democratic Party (KDP), Dokan, northern Iraq, April 22, 2003.

World Elite, Unite!

Time for ‘Pigs’ aka Kurds, to ‘Take Hand’ of ‘The Greatest Nation Ever Been’ aka Arabs!

تحديث : 22 أپريل 2003 : بل قل نكتة : الچنرال جارنر تفقد شمال العراق اليوم حيث استقبل استقبال الأبطال . عندما زار جامعة السليمانية ، انبهر بمستوى التجهيزات والدراسة ، وقارنها بالفقر الشديد الذى يعانى منه بقية العراق ، ودعا الأكراد للأخذ بيد بقية العراق . تخيل حان الوقت لأن تأخذ ’ الخنازير ‘ بيد ’ خير أمة أخرجت للناس ‘ !

ماذا كانوا يفعلون كل ذلك الوقت بنهب پترول كركوك والموصل ، وپترول البصرة . نتائج زيارة جارنر أوحت لى بإعادة النظر فى فكرة طالما شغلتنى والتى كانت فى ذهنى وأنا أتحدث أعلاه عن پترول كركوك والموصل ، وهى تقسيم العراق لا إلى ثلاثة أقسام ولا إبقاؤة وحدة واحدة حسب الأطروحتين الدارجتين ، إنما تقسيمه لقسمين فقط ، شمال كردى ووسط وجنوب عربيين . وطبعا لا أقصد دولا مستقلة بالمعنى اليالتى للكلمة ، إنما فقط كيانين ’ بلديين ‘ أو ’ ثقافيين ‘ سمهما ما شئت ، فى الإمپراطورية العالمية ، ذلك مثلهما مثل أية ’ دول ‘ أخرى . والفكرة ليست فقط ما قلناه مرارا عن معاقبة تركيا وإيران وسوريا بإنشاء كيان كردى ضخم منتزع منها جميعا . إنما أيضا التمايز الثقافى الواضح ، والاستعداد للتقدم والانفتاح على العالم فى ناحية ، والانغلاق والتزمت والتشدق بأنهم خير أمة فى ضفة السنة والشيعة معا . لا أعرف كيف يفكر الپنتاجون ولا ماذا انتوى ، لكن فكرة ’ الأخذ باليد ‘ التى طرحها جارنر اليوم ، ربما تكون فكرة عملية تستحق التجربة ، بدلا من مواجهة كيان إسلامى قائم بذاته ، شديد التخلف هو سنة وشيعة ثلثى العراق . عامة ثمة تمايز آخر برز للسطح ويجب وضعه فى الاعتبار ، هو النبرة العلمانية التى كانت واضحة جدا فى الوسط العراقى فى الأيام السابقة منذ التحرير ، بما يعنى أن نفوذ الجماعات الإسلامية السنية محدود الحظوظ فى الوسط ، فى مواجهة الصفوة المثقفة ، ذلك بالمقارنة بالجماعات الشيعية الثورية التابعة لإيران والتى قد تستأثر بالجنوب بسهولة ما لم يبطش البريطانيون بها مبكرا .

باختصار : دور أميركا اليوم توحيد قوى العلمنة لكل العراق ، وتخوض بها معركة الحداثة بلا هوادة بالفكر والازدهار الاقتصادى ، تماما كما بالحديد والنار . ربما هذا هو الخيار الأمثل ، وما قصده جارنر اليوم ، وربما أيضا كجزء مما قصدناه يوما حين قلنا يا صفوة العالم اتحدوا ] .

Qusai Hussein, Iraqi President Saddam Hussein, Odai Hussein, and Saddam Hussein's presonal secretary and cousin Abed Hameed Hmoud are part of a deck of 55 playing-sized cards to be distributed among members of Coalition forces to aid in finding and capturing top former Iraqi leaders, U.S. Army Brigadier General Vincent Brooks announced, Central Command Center, Camp AsSayliyah, outside Doha, Qatar, April 11, 2003.

Full Ace!

أصدرت القيادة المركزية للجيش الأميركى فى قطر أطرف مجموعة أوراق لعب فى تاريخها ، أو فى التاريخ الإنسانى كله : 55 كارتا تحمل صور وأسماء 55 رأسا للنظام البعثى البائد [ فى اليوم التالى كشف موقع الپنتاجون على الغشاء عن القائمة هنا ، والصور الكاملة للكروت هنا ] .

التعليمات على الورق تقول : ’ لاحق ، اقبض أو اقتل ! ‘ pursue, capture or kill! . رسميا الكوتشينة لتسهيل تذكر الصور ، باعتبار أنهم يلعبون بها معظم وقت راحتهم .

أما رمزيا فللكوتشينة فى اعتقادى بعد آخر قد يفوق محتواها نفسه أهمية . إنها المعادل المادى لكلمة ريتشار پيرلى أن ريچيم صدام ليس إلا بيتا من كروت اللعب ، وأعظم مكافأة رمزية لهذا المفكر الستراتيچى العظيم مهندس هذه الحرب ، إن لم يكن الحروب القادمة على ريچيمات العالم الثالث النشاز اشتراكية أو عربجية أو إسلامية التوجهات ، وأحد واضعى ملامح الإمپراطورية الأميركية العالمية العظمى القادمة ! اعتقد أن الرسالة الخفية فى الكوتشينة هى أن فكر ريتشار پيرلى حى ويركل رغم استقالته من منصب رجل الكرسى للائحة السياسة الدفاعية ( ابحث عنه عبر الجزء السابق من الصفحة ، لا سيما هنا ، حيث فرض اسمه عليها عبر الأيام الأولى للحرب ) ، وأن أحلامه قادمة على أرض الواقع ، لو شاءت بقية الريچيمات الناشز الفهم ، أو لم تشأ .

أنا شخصيا حريص جدا على الحصول على نسخة من هذه المجموعة . وعرفت صور الياهوو أن موقع إى باى ، قد بدأت المزادات فيه بالفعل منذ الأمس فى بيع أجزاء التماثيل الصدامية المحطمة ، وصل عدد الأجزاء المطروحة فى الأربعة والعشرين ساعة الأولى 2000 قطعة ، كلها فيما يبدو باهظة السعر .

Palestinian painter Walid Ayoub, Ramallah, April 5, 2003.

The Mother of All Rogues (center)!

سأسعى وراء الكوتشينة ، آملا ألا تكون باهظة باهظة جدا هى الأخرى . فى كل الأحوال أنا متأكد أنه استثمار جيد . تخيل أن تبدأ مشروعا لجمع أوراق اللعب التذكارية ، حيث فى القريب العاجل ستطرح مجموعة أخرى لأوراق اللعب يحتل كارت الآس السپيد فيها صورة بشار الأسد ، وأخرى على خامنئى ، ورابعة معمر القذافى ، وهكذا .

فقط ، تخيل سعر المجموعة الكاملة بعد قليل !

[ الآن بعد يوم واحد اتيحت القائمة . اقرأها أصلية فى موقع الپنتاجون ، أو مترجمة للعربية فى موقع الجعيرة نت . وملحوظتى الأولية أن جانبا كبيرا من القائمة ، يذهب لقادة حزب البعث فى المحافظات المختلفة ، أو قادة مواقع مختلفة أخرى غير عسكرية المهم فيهم قيمتهم أو قيمتها الأيديولوچية . معنى هذا أننا بصدد تصفية أيديولوچية أكثر منها انتقام أو حتى محاكمة على جرائم مادية . هذا رائع ومؤشر على نضج أميركى هائل فى معرفة أين يكمن عدوها الحقيقى ، وأنه ليس فى تصنيع السلاح ، إنما فى تصنيع العقول المهوسة ، سواء بالفكر الشوڤينى السوداوى المتعجرف الحاقد المدعو العروبة كما فى حالة حزبى البعث العراقى والسورى ، أو تصنيع العقول المهوسة دينيا كما فى حالة المنظمات الدينية ومنابر المساجد ، وكذا مناهجنا الدراسية وتليڤزيوناتنا الرسمية ، وهاتان الأخيرتان متهمان ببث كلا النوعين من الهوس معا ] .

U.S. Army Brigadier General Vincent Brooks, a news conference, Coalition Media Center, Central Command Center, Camp AsSayliyah, outside Doha, Qatar, April 6, 2003.

We’ll Miss You, Vince. Waiting for a Speedy Return!

البريچادرير چنرال الطيب الوسيم ڤينسينت برووكس ، يا من أعلنت عن هذه المجموعة من أوراق اللعب اليوم ، نحن فى انتظار المجموعة التالية !

فقط ثق أننا سنفتقدك حتى ذلك الحين ، ذلك بعد أن أسرتنا بهدوئك وتهذبك وثقتك ، وطبعا موضوعيتك وصدقك وذكاءك ، طيلة أسابيع ثلاثة كاملة ويزيد .

المهم : نرجوك ڤينس ، لا تتأخر كثيرا ، فنحن فى أشد الشوق لحملتكم التالية الموفقة جدا تأكيدا . حملة مما يسمونها عندنا ’ لا صوت يعلو على صوت المعركة ‘ و’ ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ‘ و’ أم المعارك ‘ و’ أم الحواسم ‘ ، وتسمونها أنتم ’ الحرية العراقية ‘ و’ الحرية السورية ‘ وأشياء خيرة من هذا القبيل ! نخشى ما نخشاه شىء واحد ، أن يغلق ملف الحروب حتى انتهاء الانتخابات الأميركية أى بعد عامين كاملين تقريبا من اليوم .

أسابيع برووكس كانت هى نفسها أسابيع نجم آخر هو ذلك البعثى الحقير المدعو سعيد الصحاف ، لا يفعل سوى كيل الشتائم لأسياده الأكثر تحضرا ، الأكثر اقتدارا ، الأكثر فى كل شىء . وكان يكيل الأكاذيب اللذيذة التى تعلمها من سيده الأكبر الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذى أسقط مليون طائرة لإسرائيل صباح 5 يونيو 1967 وحده . وفى كلتا الحالتين لا يخجل ناصر أو الصحاف أن يعود فى اليوم التالى ليتجاهل أن ما قاله بالأمس هو أكاذيب تستحق التعليق ، إنما يمضى مباشرة إلى ضخ حفنة جديدة جدا من الأكاذيب ، وهكذا . بصراحة لا بد من الاعتراف أن الصحاف قد تفوق فى عجرفته وزهوه بانتصارات وهمية لا تنتهى قط رغم الهزيمة المخزية الجلية تماما ، تفوق على أحمد سعيد ، نجم إذاعة صوت العرب فى الحقبة الناصرية وبالذات خلال حرب الأيام الستة ، والذى كنا نعتقد لطيبتنا أن أحدا لا يمكن أن يتفوق عليه أبدا !

Iraqi Information Minister Mohammed Saeed A-Sahhaf, seen in this image from video, Baghdad, April 6, 2003.

Mohammed ‘Pinocchio’ A-Sahhaf:

Missing His Wonder World? Click Here!

كل هذا لا يجب أن يمنعنا من الاعتراف للصحاف بعدد من الائتمانات . كان فى وسعك تأكيدا أن تكره أحمد سعيد ، لكنك لا تستطيع كراهية الصحاف أبدا . مبدئيا شتائمه ظريفة طريفة مبتكرة ، أسست قاموسا لغويا خاصا ، دع جانبا مفارقة أنها موجهة فقط لأناس عاليى المنعة لا يوجه لهم أحد الشتائم قط ، زائد أنهم هم أنفسهم لا يشتمون أحدا أبدا ، هذه المفارقات تمثل بعدا كوميديا جميلا فى القصة ، كان له تأكيدا فضل تخفيف الأهوال والجهامة عن مئات الملايين من البشر عبر العالم ، بعرض المهرج اليومى له .

[ قيل فيما بعد والعهدة على الراوى إن چورچ دبليو . بوش ( زعيم الأوغاد ) الذى قلنا قبل قليل إنه لم يشاهد القصف على التليڤزيون ، وأثار من ثم ثائرة الصحفيين ، قد أدمن مشاهدة الصحاف يوميا بعد ذلك . بالفعل جاء ذلك فى مقابلة مع الإن بى سى غطتها الرويترز محفوظة ياهوو إنجلترا مايو فى قصة من فجر 25 أپريل عنوانها Bush likes Iraqi information minister's style . فى مقابلته هذه مع توم بروكو قال بوش : He's my man, he was great. Somebody accused us of hiring him and putting him there. He was a classic. I get a lot of things secondhand, but in the case of the statue or Sahhaf, somebody would say, he's getting ready to speak and I'd pop out of a meeting or turn and watch the TV. .

أخيرا ( وكما فعلنا أيام الحرب على الانتفاضة ) ، إليك بعض النكت الرائجة مجدى محفوظ نقلا عن وطنى الأسبوع الأول من مايو عدا 2 و6 من http://www.arabtimes.com/Noktah/noktah%20egtemaeah.html أپريل 2004 فى مصر :

1- سئل الصحاف عن تعليقه على إسقاط التمثال ، فقال لم يسقطوا أية تماثيل لصدام ، هذا كان تمثال البديل !

2- عن السلب والنهب قال : هدا ما سلب ونهب ، هدا مهرجان تسوق !

3- سئل الصحاف لدى اعتقاله عن معنى كلمة علوج ، فقال هم من يعفون عما سلف !

4- مات الصحاف ، فأرسل له الله ملاكين لمحاسبته وستين ملاكا لإقناعه أنه مات !

5- يجرى حاليا وزير الاعلام السورى تدريبات سرية على المؤتمرات الصحفية . بيقولوا قرب يحفظ خلاص إللى هيقوله ’ إيه إللى كان ها دولى العلوج ، نحنا بالرئيس بشار هنؤصف عمرن إنشالله ‘.

6- سألوا بلير عن صلة القرابة بينه وبين بوش . قال لا توجد قرابة بوش من العلوج وأنا من الطراطير ] .

على أن الأهم من الكوميديا هو الفانتازيا . هو رجل متسق تماما مع نفسه ، كل كلامه هو انتصارات تلو انتصارات ستتلوها انتصارات تتلو انتصارات . هو منفصل تماما عن الواقع أو autistic ، لدرجة أن يعتبر مثلا نديم ميسيل وجود الجنود الأميركيين داخل دباباتهم وهم يكتسحون بغداد هو انتصار للجيش العراقى ، وكأن الدبابات لم تصنع بغرض البقاء داخلها . إنه قطار مندفع لا يوقفه شىء ، ولو خالجه الشك للحظة فيما يقول لسقط من نظرك على الفور . إنه رمز فذ للإخلاص لشىء ما . لا يحلل ولا يعتد بشىء مما يجرى على الأرض ، ولا يدع العقل أو المنطق يتسلل لكلامه ولو لبرهة . فقط هو نوع من دوروثى تحلق بكل جوارحها فى عالم من الحلم الجميل لا ينتهى أبدا . أو بالأحرى وبمناسبة أنفه الكروى الضخم بوحى من التليجراف waziz127.xml تصفه بـ gigantic wart on the end of his nose الذى كنا نتصور أنه علامة مسجلة لكارل مولدين وحده ، لعله يذكرنا بشخصية فانتازية أخرى ، شهرتها الأنف والكذب والحلم الجميل ، ثلاثتها معا : پينوكيو !

لو تفتقد الصحاف حقا ، يمكنك زيارة الموقع الخاص به الذى تحدثت عنه الرويترز بالأمس ، ولعله نشأ يوم خرس صوته أول أمس ، أو حتى قبله . الموقع ’ يحبه ‘ حسب اسمه WeLoveTheIraqiInformationMinister.com . يسجل أقواله ، ويجعل منه ‑وإن دون تعليق أو محاولة تقييم من الموقع ، فقط تسجيل أقواله بلا رأى أو تحليل أو سخرية مباشرة‑ يجعل منه ظاهرة تاريخية فى الپروپاجاندا ! المشكلة الوحيدة فى الموقع المذكور أنه بالانجليزية ، هذا يفقد قاموس الصحاف معظم متعته الناجمة من سيل الشتائم العربية الفريد من نوعه حقا ، والذى يستعصى قطعا على الترجمة .

[ طبعا الآن فى إمكانه الظهور لو شاء فهو ليس فى القائمة . اندهشت قليلا ، أليس كذلك ؟ ربما لم يعتبرونه محترف أيديولوچية بعثية ، بل محترف كذب وليس إلا ، ومن ذلك الكذب على صدام نفسه ! ] .

الآن قد خمد الصحاف للأبد ، ولا يعرف أحد فى أى جحر هو مختبئ حاليا الشائعات تقول إن كل قادة البعث قد رحلوا لموسكو بموافقة من الاستخبارات المركزية . لا أكاد أصدق شيئا من هذا اللغو . أميركا لن تحتمل أن يكتب هذا فى تاريخها ، ثم ما هو الدافع القهرى لذلك أصلا . حتى بلايين بنوك سويسرا ستحصل عليها فى جميع الأحوال ( بالدولار طبعا ، فاليورو الذى كان يباع به الپترول العراقى ، هو أيضا من قبيل الپروپاجندا الصحافية ، أما الأموال الخصوصية فسيتضح أنها قصة أخرى خضراء اللون ! ) . فقط أعتقد أن حكاية موسكو تلك كانت كذبة الصحاف الأخيرة ، وكالعادة راح الإعلام العربى يرددها خلفه كما الببغاوات . اكتب رأيك هنا

 

Iraqis throw money in the air in celebration, center of Mosul, April 11, 2003.

Playing with Money; So Literally for the First Time in Human History!

 الحرب على العراق : 12 أپريل 2003 : أطفال العراق وجدوا هم أيضا أوراقا للعلب خاصة بهم على مدى اليومين الماضيين . السؤال لماذا يفضل الشعب العراقى ترك أطفاله يلعبون بدينارات البنوك المركزية المنهوبة ، بدلا من جمعها ؟

An Iraqi boy plays with Iraqi notes, front of a bank in the center of Mosul after widespread looting occurred there, April 11, 2003.

They Only Left Dinars!

 هناك سببان على الأقل : السبب الأول أنه فرحة الأطفال مشهد طالما حرموا منه . السب الثانى أنهم أنفسهم ‑أى الكبار‑ قد اهتموا بجمع الذهب والمجوهرات والدولارات ، أو حتى الخزائن الفارغة ، أما الدينار العراقى فلا يستحق عناء حمله ولو فى أجولة ! الموضوع محزن ، ولا يستحق من الكلام الكثير ، والصور فى الواقع أقسى من كل تعليق .

الأكثر ألما أن المشهد برمته يؤشر لأن كل ما تدور حوله لعبة إزاحة نظم العالم الثالث ذات التوجهات الاشتراكية بالقوة الأميركية المسلحة ، هو فشلها الاقتصادى ، وليس أى شىء آخر . هذا هو منبع الشعارات التى تفضى للمروق وللإرهاب وللتسليح …إلخ . أما الناجحون اقتصاديا فليسوا فى حاجة أصلا للسلاح ، لأن عقولهم هى سلاحهم الوحيد والناجح جدا ، الذى يخترق أقصى الدروع .

فقط ، المؤكد أنها المرة الأولى فى التاريخ الإنسانى التى تلقى أطنان من أوراق النقد على أرض الشوارع ، ويكتفى الناس بالفرجة ، والأطفال باللعب !

ملحوظة لفتت نظرى منذ بداية الحملة ، وطوتها ربما الذاكرة بسبب الأحداث المتلاحقة . إنها المستوى الطيب جدا على نحو عام للمحللين العسكريين المصريين الذين تستضيفهم قنواتنا الأرضية والساتيلايتية وإذاعة البى بى سى العربية ، وغيرها .

ذكرنى بهم الهمزة نص كامل والقصة 10CHEN.html قبل أيام تعليق ديك تشينى الساخر فى يوم التمثال ، الذى فيه من ناحية وصف الحدث بأنه one of the most extraordinary military campaigns ever conducted ، ومن ناحية أخرى سخر من الچنرالات الأميركيين السابقين بالغى التشاؤم الذين أمطروه وغيره بالنقد والتخويف ، وقال عنهمIn the early days of the war the plan was criticized by some retired military officers embedded in TV studios . مستخدما كلمة ’ محتضن ‘ عينها المستخدمة فى وصف الصحفيين المصاحبين للقوات الحقيقية ، مما أثار عاصفة من الضحك لدى أعضاء الجمعية الأميركية لموضبى الصحف التى كان يتحدث أمامها .

أيضا بالأمس التقطت النيو يورك تايمز الخيط ، وأجرت قصة عن هؤلاء الچنرالات ، وكيف كانوا مخطئين على نحو مخجل ، وتقارن كلامهم مثلا بكلمة ريتشارد پيرلى الشهيرة أن ريچيم صدام ليس إلا بيتا من أوراق اللعب التالى من عندى سيتهاوى بمجرد النفخ .

نعود لمعلقينا العسكريين المصريين ، وهم أيضا چنرالات معتزلون لهم خبرة أكاديمية . مبدئيا ‑وهذا ليس ذات الموضوع الأساس الذى نود الحديث فيه‑ كانوا صوت الموضوعية الوحيد تقريبا ، فى إعلام يلعب فقط على الانفعالات وتهييج الغرائز لدرجة مثيرة للتقزز . طبعا هناك استثناءات ذات تلون أيديولوچى كالفريق الشاذلى وقلة عربجية أخرى ، كانوا كما چنرالات فى معركة إعلامية هم أنفسهم ، يتحدثون فى السياسة أكثر مما يتحدثون فى الستراتيچية ، ولم يكونوا محللين بالمرة . لكن تظل الغالبية الساحقة قد تحدثت وعلى نحو مبكر جدا عن الخطة الأميركية باحترام شديد ، وبإعجاب بالغ عندما تصاعدت وتيرة نجاحها . وربما لم يشاركهم فى هذا إلا العسكريين الكويتيين ، على الأقل فيما تمكنت من مشاهدته أو سماعه شخصيا . هؤلاء وأولئك كانوا تقريبا الصوت الوحيد الناطق بالعربية الذى يشكك فى مصداقية الهراء الذى كان يبثه الصحاف يوميا .

A Bradley fighting vehicle drives under a massive arch of swords, the key symbol of Saddam Hussein and city of Baghdad, Saddam Hussein's military parade grounds, April 11, 2003.

Remember Prince Faisal in Lawrence of Arabia?

هل تحاول تحليل ما هو السر ؟ فى تقديرى الشخصى أنه ليس مجرد الروح الأكاديمية ، فهذه موجودة عند نظرائهم الأميركيين لكنهم أدوا أداء مذريا أمام الكاميرات . إنه ‑وهو الأهم‑ موقعهم فى بلد ذو جيش ضعيف نسبيا . كانوا يتحدثون بإعجاب وثقة هائلين عن الأسلحة الجديدة . يفيضون مثلا فى شرح كيف تشتغل القنابل الموجهة بالساتيلايت ، لدرجة تكاد تستشعر معها أن كل منها كان يتمنى لو أتيح له هو شخصيا أن يتاح له استخدامها أيام كان فى الخدمة .

نفس الشىء يسرى على كلامهم عن الخيال الواسع للخطة ولجرأتها ولمرونتها وتكاملها لدرجة الإبداع . وهنا أيضا ربما حلم كل منهم أن يكون له نفس الخيال والمقدرة على الإتيان بخطة مثلها ، أو المشاركة فيها وفى مخاطراتها وتحدياتها وفى نفس الوقت قوتها وأصالتها . هذا الانبهار بالتقنية من ناحية ، وبالعقلية العسكرية للچنرال فرانكس كزميل فذ من ناحية أخرى ( ربما التقوه شخصيا وأعجبوا به وبأمثاله من خلال إشراف الجيش الأميركى على مدى ربع القرن الماضى على الجيش المصرى وعلى تسليحه وتدريبه ) ، كانا فى رأيى مفتاح النجاح لتحليلاتهم . أما چنرالات التليڤزيونات الأميركية ، فكانوا أقل تواضعا من أن يبدوا ذات القدر من الإعجاب ، أو ربما كان يؤرقهم باطنيا أن التاريخ سيذكر رامسفيلد ومايرز وفرانكس ولن يذكرهم هم . چنرالاتنا المصريون كانوا فى حل من مثل هذه المنافسة ، فكانت لهم تلك المهنية الرفيعة وذلك الأداء التليڤزيونى الجيد ، وكلها تستحق تحية رائعة . اكتب رأيك هنا

 

Special Operations soldiers revise plans before entering Mosul, April 11, 2003.

There’s Something about the Glasses and Compasses:

The Next Plain Vanilla High-Tech War Is Waiting for You, Bashar!

 الحرب على ما بعد‑العراق : 13 أپريل 2003 : رسميا الحرب لم تنته . أو كما قال الرئيس بوش أول أمس إنها لن تنتهى إلا بقول توماس فرانكس إننا قد حققنا غرضنا ، ويقال إن هذا قد يستغرق شهورا . وطبعا لن يقول هذا قريبا على الأقل لأسباب تتعلق بالكونجرس والميزانية ، وأنت سيد الفاهمين .

أو جايز الحواسيب الذكية قالت لهم الحرب موش هتنتهى قبل قتل كل الإسلاميين والبعثيين والشيوعيين ، حتى لو كانوا من غير سلاح ! طبعا كل دول بيتلقوا رسايل من السما ، وما حدش يقدر يعرف من دلوقت مين إللى هيجاهد ومين إللى هيناضل ومين إللى هيسكت . ما نعرفه فقط أن الحل الوحيد لكل هؤلاء هو احتلال عسكرى مباشر سافر ودائم ، يستخدم القوة والبطش حتى أقصى اتساع ممكن لها ، ليخلصنا من كل هؤلاء ، ويغلق ملف شعاراتهم مرة واحدة وللأبد .

Maha A-Shaibib Joudi, member of the opposition group Project for the Future of Iraq, Zalmay Khalilzad, the president's special envoy to the Iraqi opposition, speak to two Iraqi representatives at a meeting on remaking the country, Ur, Iraq, April 15, 2003.

Names 16IRAQ, Nothing More than the Good Old Tribal System. Economy and Politics Are Business of Americans only!

تحديث : 15 أپريل 2003 : فعلا الإسلاميون أحياء ويركلون ، ولن تنتهى الحرب دون القضاء عليهم قضاء مبرما وبتصفية دموية حقيقية تقزم كل ما فعله صدام نفسه . فعلا أطلق المارينز النار اليوم على المظاهرات العربية‑الإسلامية فى الموصل ، فقتلوا 15 وأصابوا 100 ، ذلك أن ذلك الذى تركوا الاحتلال الكردى يعينه حاكما للمحافظة ، تكلم بنفسه فى البى بى سى العربية ، وكذبت المراسلة ندا عبد الصمد روايته فى ذات الإذاعة لم يفهم ما يدور حوله الأمر ، وحاول نصح الحاكم العسكرى للمحافظة بعدم رفع العلم الأميركى فوق مبنى المحافظة ثم يخرج للإعلام ليقول إنه حاول منع الأميركيين من دخول مبنى المحافظة بينما الكل يعلم أنهم مستقرون فيه من أيام ( شىء جيد أنهم اختاروا كرديا وليس عربيا ، لكن السيئ أنهم اختاروه أهبل مما يجب . مطلوب منه أن يكون أهبل ، لكن على الأقل عليه أن يفهم أنه احتلال سافر بعلم أميركى فوق كل شىء . من سذاجته المفرطة أيضا أن قال للبى بى سى العربية إنه هو الذى حرر الموصل وليس المارينز . طب ليه ما حررتهاش قبل سنة ولا حتى شهر ، لما أنت محرراتى كده . يا أخ مشعان الجبورى أو أيا ما كان اسمك ، موش لازم المارينز يجيوا بنفسهم علشان الحاجة تتحرر . الحاجات بتتحرر لوحدها اليومين دول . لو كوريا الجنوبية حررت بيونج يانج النهاردة ، موش هتقول هى إللى حررتها لأنها عارفة الشيوعيين هربوا من مين بالظبط بالظبط ! ) .

أيضا الأحزاب الشيعية قاطعت أول اجتماع للزعماء المحليين مع الحاكم المدنى الجديد للعراق چاى جارنر فى أور ، ونظموا مظاهرات تقول ’ لا لصدام ، لا لأميركا ، نعم للإسلام ‘ . رامسفيلد منفلت اللسان دوما رد على الفور البى بى سى العربية وليس لدى النص قائلا إنه لا يعنيه من يحضر ومن لا يحضر . الكلام بقى جد يا جدعان ، والواضح أن أميركا المرة دى فاهمة كل حاجة ] .

مع ذلك التصعيد ضد سوريا بدأ ينبنى بالفعل . اللسان غير الرسمى لكن الأكثر خرقا للجرذ الألثغ بشار الأسد ، والمدعو عماد الشعيبى لا يزال يتكلم ، ولم يعتبر بما جرى لنظيره الصحاف . فى البى بى سى العربية قبل أيام قليلة ، أعاد محاضرته التقليدية بما تعلمه فى القانون الدولى فى مدرسة الحضانة . قال إن سوريا ليست كالعراق ، حيث لم تصدر ضدها عقوبات من الأمم المتحدة !

President George W. Bush, National Naval Medical Center, Bethesda, Maryland, April 11, 2003.

‘The war will end when Tommy Franks says we’ve achieved our objective!’

هراء لا يستحق التعليق ، بالذات بعد أن أصبح الأمر بلسان بوش اليوم ، وليس رامسفيلد الذى يعتبره الشعيبى مسئولا عسكريا . وكان بمنتهى الصفاقة والسذاجة معا يتحدث عن أستاذ الكون Master of the the Universe قائلا إنه عسكرى ، وسوريا لا تعلق على تصريحات العسكريين . ثم يدلف بمنتهى الخبل فى التحليل ليقول انتهت الحرب ، وهذا وقت كلام السياسيين ( لا يوجد حديث له فى حدود ما سمعت ‑أو بالأحرى وجدت نفسى أسمعه دون قصد‑ إلا ويذكرنا صراحة أو ضمنا أنه قرأ كتاب Carl von Clausewitz كلاوسيڤيتز ، أو لعله قرأ فقط الاقتباس الشهير ويوحى بأنه قرأ الكتاب ! ) . ومعنى كلمته السافلة أن بوش سيقول الآن لرامسفيلد ، إلزم فى صمت مبناك الخماسى ، فإن لدى اجتماعا مهما مع بشار !

شىء بديهى أن بدأ بعثيو العراق يلجأون لسوريا ، فهى كما هو واضح الملاذ الأخير لهذا الفكر الحاقد السوداوى المدمر المسمى القومجية العربجية ، وليس لدينا شك أن الزعيم الخالد بشار الأسد أدرك الآن بحساباته العبقرية فى التاريخ والستراتيچية و’ المعلوماتية ‘ ، أن ساعته قد دنت ، نقصد ساعة الكرامة والنصر المجيد ودحر أميركا وإسرائيل من أرض العرب الأمجاد ، فأطلق قاموس ’ مختار الشعيبى ‘ ليشغل الفراغ الذى خلا باختفاء قاموس ’ مختار الصحاف ‘ من الساحة . فقط أرجوك أن تصدقنى أنه لا يقل عنه فى البذاءة ، مهما بدا مخنثا أو متخانثا ، ومهما بدا لك أنه قرأ كلاوسيڤيتز !

عزيزى الجرذ الألثغ لقد حانت ساعة دفع الفواتير ، فواتيرك وفواتير أبوك الذى جرنا كلاكما لأكبر وأسوأ هزائم حربية فى تاريخ البشر . إن ما يقوله الناطقون بلسانك فى الأيام الأخيرة ، وهى عينها الطريقة التى كان يفكر بها غير المأسوف على شبابه صدام حسين ، هى بالضبط طريقة ناصر 1956 . أول ما يتجه إليه تفكيركم هو اللعب على الحبال ، أو انتهاز الفرصة بوهم أن الدول الكبرى مشغولة بأحد آخر ، بل الواقع أنتم أحقر حتى من خطط اللصوص الناصرية هذه ، لأنكم أحيانا تعولون على مجرد اللعب على كلمات اللغة ، وتتخيلون الحرب مع أميركا أو إسرائيل مشاجرة سجال لغوى بين تلميذى مدرسة ابتدائية . بعد ذلك أنتم على استعداد أن تعيشوا بقية العمر تضربون أخماسا فى أسداس ، هل الحسابات صحيحة ونجوتم أم ستضربكم أميركا . أليست هذه عينها سيكولوچية الجرذان ؟

الآخرون لا يفكرون بهذه الطريقة قط . ولا أقصد السادة فطريقة تفكيرهم معروفة ، أقصد الشعوب البسيطة الفقيرة الأخرى مثلنا ، لكن التى لم تنكب بمحرضين مهوسين قوميين اشتراكيين مثلكم . إنهم ببساطة يفكرون فقط فى كيف يصبحون أقوياء بربط عجلتهم بعجلة الحضارة الأنجلو‑يهودية العالمية ، والسير فى طريق القدرة الاقتصادية ( ما تسمونه فى قواميسكم المنحرفة تبعية ) . وقد قلنا ألف مرة على الأقل فى هذا الموقع ، إن الچيينات العربية تختلف جذريا عن الچيينات اليهودية .

Defense Secretary Donald H. Rumsfeld, and Deputy Defense Secretary Paul D. Wolfowitz, minutes before a videoconference briefing by General Tommy R. Franks, a secure conference room at the Pentagon, April 11, 2003.

Bush Is Going to Tell Rumsfeld to Go to His Pentagon and Saty Shut up, the Syrian Sahhaf Said!

من المثير للشفقة حقا أن تقولوا ردا على التهديدات الأميركية إن سوريا دولة عضو بالأمم المتحدة و’ لكم شراكة مع أوروپا ‘ ( وكأن تلك الورقة أو إعجاب فرنسا أو روسيا أو حتى كل الدنيا بشخصك المتخلف فريد النشاز ، هى ‑وليس رأى السى آى إيه‑ التى تجعلكم ريچيما شرعيا . شراكة إيه يا ابو شراكه ؟ هذا دليل آخر على مدى جهلكم بحقيقة أن اللاتينية والأرثوذوكسية ليست من حضارات اليوم ، وقطعا ليست شيئا ذا شأن فى عالمنا الحالى ، الذى نكرر حسب درسنا القديم الذى لم تفهمونه ، أن ليس به سوى حضارة واحدة هى الحضارة الأنجلو‑يهودية ) . المثير للشفقة أكثر أنك حتى لم تسأل نفسك أين هى الصين الآن ، وقد لزمت الصمت المطبق منذ شهور ، وكل أملها هو فى ’ تبعية ‘ على الطريقة الياپانية .

ومن المثير للشفقة أكثر وأكثر ، أن تقولوا إن سوريا تسعى لحوار مع أميركا ، وتردفون أن فقط المشكلة أنكم كسوريين تعرفون الإرهاب بطريقة مختلفة وتعرفون مجرمى الحرب العراقيين بطريقة مختلفة وتعرفون القانون الدولى بطريقة مختلفة وتعرفون الدنيا بطريقة مختلفة …إلخ . ومن ثم تخلصون لأنكم لم ترتكبوا جريمة على الورق ، وليس لأحد أن يضربكم . فقط على أميركا أن تدخل فى حوار معكم حتى نهاية العالم ، تماما كما أرادت فرنسا وروسيا أن يظل المفتشون فى العراق إلى الأبد . أى ذكاء هذا ؟ المسألة ليست ورقا أو قانونا أو حقوقا ، أيها البلهاء . المسألة معركة حاسمة يشهدها العالم الآن ما بين الحضارة والتخلف ، ولن تنتهى إلا بإبادة واحد منهما للآخر إبادة كاملة . ولا يحتاج الأمر لأكثر من ذكاء طفل رضيع لمعرفة من الذى سيبيد من .

أيضا هناك السفالة والتطاول الموفورين المعتادين على الأسياد من قبيل المطالبة بنزع سلاح إسرائيل النووى ، والحديث عن المعايير المزدوجة ، إلى آخر ذلك الهراء الذى لا تملون منه أبدا . هذا حوار طرشان ، وهذه طريقة العرب الأزلية فى إيهام أنفسهم بأن كل شىء قد حل طالما قد تم حله لغويا ، وهذا درس آخر لم تستوعبوه .

لو عاوز المفيد أيها الجرذ الدمشقى المضر : المطلوب ليس أصلا أن تسمع ما تقوله أميركا وإسرائيل وتنفذه بحماس . المطلوب أن تسمع ما لا تقولانه وتنتويان تنفيذه وتهرول أنت لتنفيذه . عادة ليس من السهل تخمين ما انتواه بالفعل سادة الپنتاجون ، لكن فى حالتك لحسن الحظ الأمر بالغ الوضح . ربما كانوا يراعون مستوى ذكاءك الذى لا يتخير عن مستوى ذكاء شيراك . المطلوب يا سيدى هو ما يلى : إما أن تمسح يا أخ بشار نفسك من على وجه الأرض ، وإما أن تنتظر أميركا وإسرائيل أن تمسحك من على وجه الأرض . هذا هو الحوار الوحيد المسموح به فى عالم ما بعد 11 سپتمبر ، وهذا هو الفارق الوحيد بين الأذكياء والأغبياء من ناشزى هذا العالم . فيما أعلمه عن مستواك فى ’ المعلوماتية ‘ فأنت لا تعلم أنه لا يوجد ناشز ذكى ، لأنه وإلا ما كان ناشزا .

Another Before and After:

Hans Blix, U.N. chief inspector, right, and Mohammed Al-Baradei, head of the International Atomic Energy Agency, step on a mosaic of former U.S. President George Bush in the doorway of Ar-Rashid Hotel, Baghdad, November 2002.

Before…

A torn photo of President Saddam Hussein lays on what used to be a mosaic of the face of former President Bush at the entrance of Ar-Rashid Hotel, after it was looted, Baghdad, April 11, 2003.

…and After!

الليبراليون ‑وهذه هى التسمية الأميركية المهذبة للشيوعيين ، لا يخجلون أبدا . كنا نعتقد أن الكتابات المذرية العنيدة طيلة الحرب بقلم توماس فرييدمان عميل العرب دائما ‑وعميل صدام مؤخرا‑ فى النيو يورك تايمز ، هى الذروة ، وأن معدل الهبوط سوف يبدأ بعد الهزيمة العسكرية الكاسحة . لكن اليساريون لا يختشون أبدا ويجدون دوما ما يقولونه . قالوا إن غزو العراق مستحيل وسوف يفشل . الآن يقولون الغزو سهل لكن الاحتلال هو الصعب . والهدف طبعا أن تجفل القوات الأميركية وتترك العراق ، أو على الأقل ‑وهو هدفهم الحقيقى‑ لا تفكر فى غزو سوريا وإيران أو تؤجله ، كى يبقى لهم رءوس حراب مارقة عبر العالم تتحدى المد الحضارى الإمپريالى . نعم قصة النيو يورك تايمز اليوم تؤشر لأن توماس فرييدمان لا يكتب فقط أعمدة الرأى باسمه ، ولا يكتب فقط جميع أعمدة الرأى باسم الجريدة تلك غير الموقعة باسم أحد ، إنما تؤشر لأن له صبية كثيرون آخرون يكتبون ما يقولوه بأسمائهم . لا نملك سوى تفويض أمرنا للإرادة الرامسفيلدية . هذه وحدها التى سوف تخيب ظنهم ، لكن ما سوف يسكتهم للأبد هو فقط شىء واحد ، الشىء الذى أسكت الملا ضعيف والملا صحاف والملا شعيبى !

تصحيح : 15 أپريل 2003 : افتتاحية قوية جدا للنيو يورك التايمز اليوم المؤكد أن ليس بها أصابع ’ الليبرالى ‘ توماس فرييدمان ، سافاير واضحة جدا ذلك ضد سوريا تساوى بينها وبين صدام حسين بالضبط ، وتظهر من بين أشياء أخرى كثيرة حجم الكراهية الكامنة لإسرائيل لدى بشار الأشد وريچيمه . بالمناسبة التصعيد تواصل أمس واليوم ليفضى للتهديد بالعقوبات الاقتصادية ، وإن ليس على غرار التصوير بالحركة البطيئة لسيناريو صيد العراق . إذ جاء على الفور أول فعل عسكرى ملموس ، وهو قطع القوات الأميركية لخط النفط القادم لسوريا من العراق ، وهو الخبر الذى تولى رامسفيلد إعلانه بنفسه اليوم .

السؤال الكبير الآن بعد سقوط صدام : هل سيتم إسقاط ريچيم بشار الأسد قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية ديسيمبر 2004 أم بعدها ؟ رأينا الشخصى أن هذه فترة كافية جدا لإسقاط ثلاثة أو أربعة ريچيمات ناشز عبر العالم ، وإعادة الازدهار للاقتصاد الأميركى ، وتلقين الديموقراطيين هزيمة لم يلقوا مثلها قط فى كل التاريخ ، كلها بالتوازى مع بعضها البعض ، فقط بشرط واحد هو الشفافية العالية من أميركا تعلن فيها بحسم ووضوح رؤيتها الإمپريالية لكل العالم لقرن قادم .

هذا وذاك ، ناهيك بالطبع عن سيل تقارير الاستخبارات المتزايد أيضا 15INTE.html ضدها وضد أسلحتها الكيماوية المحتملة . ودع جانبا آرييل شارون بالطبع ، الذى وصل اليوم مع اليديعوت أحرونوت لحد عرض إسقاطه بنفسه قائلا : ’ بشار شخص خطر ، وقد يخطئ فى تقدير قوة إسرائيل ، كما أخطأ فى تقدير قوة أميركا بمعارضته الحرب ضد العراق ‘ ( الأحرونوت لا توجد بالإنجليزية على الغشاء ، وإليك عرض عرب نيوز الجيد للمقابلة . وهى موجودة أيضا وإن أكثر اختصارا فى الواشينجتون پوست والفاينانشيال تايمز والتورونتو ستار ) .

ما نعلمه شىء واحد : لن يكتفى أحد اليوم بإزالة حزب الله وتحرير لبنان ، ويترك رقبة بشار الطويلة فى مكانها كى تنمو من جديد .

فقط السؤال الكبير الآن : هل سيتم إسقاط ريچيم بشار الأسد قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية ديسيمبر 2004 أم بعدها ؟ رأينا الشخصى أن هذه فترة كافية جدا لإسقاط ثلاثة أو أربعة ريچيمات ناشز عبر العالم ، وإعادة الازدهار للاقتصاد الأميركى ، وتلقين الديموقراطيين هزيمة لم يلقوا مثلها قط فى كل التاريخ ، كلها بالتوازى مع بعضها البعض ، فقط بشرط واحد هو الشفافية العالية من أميركا تعلن فيها بحسم ووضوح رؤيتها الإمپريالية لكل العالم لقرن قادم . مع ذلك رأينا لا يهم ، ونحترم ونثق فى قرارات الپنتاجون الحالى وحواسيبه الذكية ، أيا ما كانت ، فهى الأصوب تأكيدا ، فقط إذا ما تمت دون ضغوط خارجية شعبية أو إعلامية أو سياسية جبانة . نقبل هذه القرارات ونثق فيها طالما هى مبرمجة على المجرى الطويل ، ذلك حتى فيما لو قالت إن الشفافية نفسها خطأ ، فالتاريخ علمنا ( ارجع لكتاب حضارة ما‑بعد الإنسان ) أن نظم الذكاء الاصطناعى ’ الخبيرة  ، ناهيك عن الأجيال التالية لها ، تأتينا عادة بقرارات بعيدة جدا أحيانا عن المنطق البشرى المباشر ، لكنها قطعا الأصح . ربما لم تكن كذلك فى الأيام الخضراء للذكاء الاصطناعى ، وكلنا يعرف الواقعة الشهيرة فى فجر تلك الآلات فى الخمسينيات ، حين اقترحت إقامة قواعد سلاح الجو الأميركى فى القطب الجنوبى باعتباره أكثر الأماكن أمنا إطلاقا للطائرات . لكن الأمر جد مختلف اليوم . فى كل الأحوال أنت لا تستطيع ‑كإنسان‑ توقع ما ستأتى به الآلات الذكية من مقترحات . من الجائز أن تفكر اليوم مثلا ، فى خطة ما لتسهيل اغتيال القاعدة للرئيس الأميركى ، ومن ثم تولى نائبه المتشدد تشينى السلطة ، فيعلن حالة الطوارئ ويقصف البلاد العربية والإسلامية نوويا ، وهكذا . أو أية فكرة بعيدة أخرى من هذا النوع تحقق نصرا حاسما لحضارتنا التقنية ] .

تحديث : 29 أپريل 2003 : لسان العرب الطويل ، المعروف أيضا باسم معمر ’ زعيم الثورة الليبية ‘ القذافى ، جر ناعم هو كمان . فجأة عرض اليوم شراء رقبته بثلاثة بلايين دولارا كتعويضات لضحايا لوكيربى . أيها الأخ العقيد ، قلنا من قبل ليست لوكيربى جريمتك الوحيدة ، وهى ليس بأجرم من أية خطبة هاجمت فيها الإمپريالية أو الصهيونية فى سنوات حكمك التى تود أن تضرب بها السجل القياسى العربى لسنوات حكم زميلك المارق صدام ، أو ربما حتى السجل القياسى العالمى المحفوظ باسم فيديل كاسترو . لكن هيهات ، ولا التريليونات يمكن أن تعفى رقبتك من القصاص من جريمة النشاز التى تعلم جيدا أنها لا تسقط بالتقادم ] .

A U.S army soldier pets a camel inside the gates of the Iraqi Presidental Palace, Baghdad, April 15, 2003.

Palace of the Camel!

لعل هذه مناسبة عملية جيدة لتدشين اقتراح بما يمكن تسميته Roguery Indicator مؤشرا للنشاز عالميا ، أو على الأقل فى العالم العربى ، ولنجعله مبدئيا مؤشرا رقميا تقديريا مبنيا على المواقف الرسمية والتصريحات ، وليس على أسلحة الدمار الكتلى أو درجة التهديد ، وهذا رأينا من 1967 لو شئت ، وكتبناه من قبل مرارا ، فخطبة واحدة من ناصر أو حافظ أو صدام أو القذافى ضد أميركا أو إسرائيل هى المبرر الكافى تماما للحكم بإعدامه وإعدام ريچيمه ، ليس لأننا حريصون على أميركا وإسرائيل ، إنما لأننا حريصون على مستقبل أبنائنا كحرص الياپان والصين والهند على مستقبل أبنائها .

هذا المؤشر يرصد الخطاب السياسى للدول ، ويقصد به الخطاب الرسمى ممثلا فى تصريحات كبار المسئولين ، والإعلام الرسمى وشبه الرسمى . وهو لا يهتم برصد المواقف الحقيقية قدر اهتمامه بالمواقف العلنية . وأحيانا تكون ثمة فجوة غير مفهومة بين الاثنين . خذ مثلا حالة مصر ، فخطابها العلنى عروبى متطرف لا يختلف كثيرا عن الخطاب العراقى أو السورى أو الليبى . لكن فى الخفاء نرى أميركا تغدق عليها دون سواها المعونات والدعم ، أكثر حتى من الأردن ، ذلك بالطبع نظير خدمات أو وساطات ما غير علنية جدا . هذا لا يهمنا ولا يعنينا كثيرا فى تعيير هذا الموشر . هو فقط يختص بالخطاب العلنى . ربما يلوح فى هذا قصور ما ، لكننا نعتقد أن هذا الخطاب العلنى هذا أكثر أهمية على المجرى البعيد ، من كل ما يجرى فى الخفاء ، ولن يدوم له البقاء ، عندما ينتقل اللعب من اللعب على الحبال إلى اللعب على المكشوف . آنذاك سوف يتعين اتخاذ مواقف جذرية حقيقية ، كعلمنة المجتمعات أو الانخراط فى الجلوبة أو فى سلام حقيقى مع إسرائيل …إلخ ، لا تسهل مداراتها . وهنا تكمن أهمية هذا المؤشر فى اعتقادنا .

سوف نستخدم فقط درجات من صفر إلى خمسة أو صفر 0/0 و20 0/0 حتى 100 0/0 . فيما يلى بعد التقديرات للدول العربية الرئيسة ، لعل البعض مما لم يحصل على نسبة 100 0/0 غير قابلة للإصلاح يعيد النظر فى مواقفه وحساباته قبل فوات الأوان :

Family members mourn by the casket of Marine Lance Cpl. Brian E. Anderson, Durham, North Carolina, during funeral services for the Camp Lejeune Marine, April 15, 2003. Anderson was killed in Iraq on April 2.

The 200 We All Should Remember!

(Read the Full List of the 127 American Casualties)

سوريا : 100 0/0 ( نشاز عروبى ) .

ليبيا : 100 0/0 ( 50 0/0 نشاز عروبى و50 0/0 نشاز أفريقى ) .

السودان : 100 0/0 ( نشاز إسلامى ) .

مصر : 80 0/0 ( نشاز عروبى ، و100 0/0 لو اعتمدنا فقط على تصريحات وزيرى الخارجية المتعاقبين الأخيرين عمرو موسى وأحمد ماهر ) .

جزائر بوتفليقة : 80 0/0 ( نشاز عروبى ) .

المغرب : 60 0/0 ( نشازان عروبى وإسلامى مناصفة ) .

السعودية : 40 0/0 ( نشاز إسلامى ) .

الأردن : 20 0/0 ( نشاز عروبى ) .

الكويت : صفر 0/0 .

العراق الجديد : صفر 0/0 .

وطبعا من نافلة القول ذكر إيران ذات النشاز الإسلامى بمؤشر 100 0/0 . أما ماليزيا التى تزيد مهاترات مهاتير فيها يوما بعد يوم فقد تصل لذات الدرجة من النشاز الإسلامى قريبا .

أيضا إليك تصورنا لقائمة الدول غير العربية أو الإسلامية ذات تعيير النشاز 100 0/0 . إنها فرنسا وكوبا وكوريا الشمالية وزيمبابوى وڤنزويلا ، وكلها بالطبع نشاز شيوعى !

رأيك مطلوب بشدة فى هذا الاقتراح ، اكتبه هنا ، ولو تلقينا الكثير من الإسهامات أو لو حدثت تغيرات جذرية فى بعض المواقف ، فسوف نصدر تحديثات لاحقة لهذه التعييرات تباعا .

المفارقة الكبيرة فى هذا أنى قبل عشر سنوات كنت مشغولا بما أسميته مؤشر قبول المستقبل ، فأصبحت الآن أتحدث عن مؤشر النشاز .

لكن لا تنس أيضا أنى قلت ذات مرة إن الديماجوچيون ينتصرون فى كل الأحوال ، لأنهم يشغلونك بأمرهم عن المستقبل الحقيقى ! اكتب رأيك هنا

Imperialism Will Not Be Bitten Twice:

A History Repeated, But no ‘Independence’ This Time!

Britain's imperial march into Baghdad, 1917.

Baghdad 1917!

America's imperial march into Baghdad, April 9, 2003.

86 Years Later; Baghdad 2003!

وبعد ، لقد تضخم بالفعل هذا الجزء من الصفحة ، وآن لنا الانتقال للجزء الرابع منها .

An Iraqi man kisses the hand of Capt. Andy Maclean of Task Force 2-69 Armor, 3rd Brigade Combat Team, 3rd Infantry Division from Fort Benning located in Georgia, Baghdad, April 9, 2003.

Whole Table Repeated in Part 4 In Arab Culture This Means Respect and Gratitude:

War on Iraq Concluded, Might Not for Nationalist and Islamist Provokers, But at Least for This Good Man.

(This Reuters’ Is Our Final Picture. No. 55, Incidentally the Same as the Hit List!)

Click for a Nice Macromedia Flash Summary of War from Associated Press!

(The picture repeated in the next part and re-repeated on the second anniversary of September 11.

A whole new picture added a year later!)

المؤكد أن الجزء الثالث كان أسرع صفحة وتغلق فى هذا الموقع . بدأ فى 29 مارس ، وتضخم بسرعة عبر هذه الأحداث المثيرة ، وها هو يغلق فى 13 أپريل ، أى بعد 16 يوما فقط .

نلاحظ أيضا أن هذا هو أول جزء رابع لأى صفحة رأى فى الموقع . وقد حظيت به هذه الصفحة بعد أن كانت صفحة الثقافة السباقة والأساس فى كل شىء .

أليس لهذا مدلول ما ، قد يؤشر إلى أين يسير العالم ؟ فقط على سبيل التذكرة ، صفحتنا هذه اسمها الجلوبة ، وهى الآن متخصصة فى شئون ستراتيچيات الإمپراطورية العالمية القادمة !

إلى المزيد فى الجزء الجديد [ البداية جاءت بالفعل بعد عطلة أربعة أيام لا أكثر ، لترسم صورة زاهرة اقتصاديا وحضاريا لكل العالم العربى واقعا تحت الاحتلال الأميركى السافر والدائم ، فإلى هناك ] …

| FIRST | PREVIOUS | PART III | NEXT | LATEST |